..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

العداوة "الوهمية" بين الشيطان الأكبر ومحور الشر

عوض السليمان

٢٠ يونيو ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3088

العداوة
إيران00.jpg

شـــــارك المادة

الإرهاب والعدوانية سمتان لا تخطئهما عين الناظر إلى السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا العربية والإسلامية، بقطع عن النظر عن حزب سيد البيت الأبيض أو لونه، فهم في الاعتداء علينا سواء.
لست بصدد التذكير بما فعله الأمريكان في فلسطين، ولكنني أتوقف عاجزاً عن التعبير حول ما تفعله الولايات المتحدة اليوم، وما تنوي فعله للقضاء على الثورة العراقية التي تعم بلاد الرافدين.

 

 

إذ تريد الإدارة الأمريكية اليوم التعاون مع محور الشر، بل لنقل مع مركز محور الشر للقضاء على "المسلحين" في العراق، وهي تقصد بالمسلحين، ثوار العشائر، الذين انتفضوا بسبب التهميش الطائفي والاضطهاد الذي عانوا منه، وبسبب حرمانهم من حقوقهم  الأساسية.
إيران من جانبها، ترحب بالانفتاح الأمريكي للتعاون معها في القضاء على "المسلحين" أيضاً، متناسية قصة الشيطان الأكبر، ويجتمع اليوم الشر والشيطان معاً لمحاربة الثورة العراقية.
ليس من العدل المداهنة في هذه المادة فنقول إن إيران والولايات المتحدة سيتعاونان ضد مجموعة إرهابية اسمها داعش، بل وبشكل صريح فإنهما يدعمان الشيعة ضد السنة.
ويظهر ذلك من فتاوى الحكيم والسيستاني التي طالبت بتحرير العراق من "الإرهابيين"، واعتبر السيستاني أن كل من يستطيع حمل السلاح ولا يفعل فهو آثم، ومن سيجيب دعوة السيستاني هذه إلا الشيعة.
فقد حاولت عند كتابة هذه المادة تجنب التعبيرات الطائفية إلا إنه يتوجب تسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة.
تقوم وسائل الإعلام الغربية اليوم وكذلك وسائل إعلام محور الشر السوري الإيراني بتصوير الثورة العراقية وكأنها عمليات إرهابية يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد الشعب العراقي بسنته وشيعته.
ومع أن شيوخ العشائر في العراق أكدوا مراراً وتكراراً أنها ثورة سنة العراق ضد التعسف والظلم وضد التدخل الإيراني، إلا أن الإعلام المعادي لا يزال يحاول تعميم اسم تنظيم الدولة بهدف ربط الثورة العراقية بهذه المجموعة والحصول على تأييد الرأي العام في محاربتها.
ارتقى حتى اليوم في سورية ما يقارب نصف مليون شهيد، ودمرت ملايين من البيوت، وتم كل ذلك على أيدي قوات الأسد والميلشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني الشيعي، ومع ذلك أصر البيت الأبيض دائماً على منع تسليح الثوار السوريين، وتعامل مع نظام الأسد في مسألة تسليم السلاح الكيماوي، بل أجبر المعارضة السورية على الذهاب إلى جنيف والتفاوض مع بشار الأسد والجلوس إلى وفده حول طاولة واحدة.
لم يعرض كيري على الثوار في سورية أي أسلحة، ولم يهدد بضرب قوات الأسد وشبيحته بطائرات دون طيار، ولم يعرض التعاون الفعلي الجاد مع أي دولة في المنطقة لحماية الشعب السوري من هذا الإجرام، ولم ترفّ جفون قاطني البيت الأبيض عندما غصّت الشاشات بصور إبادة الأطفال وقصف المدن بالطائرات والبراميل المتفجرة.
الإدارة الأمريكية منشغلة اليوم، وبكل قوتها، بما يحدث في العراق من أجل إيقاف الثورة هناك، وقد تحركت قوات بحرية أمريكية إلى مياه الخليج العربي، ووعد كيري بأن بلاده ستستخدم الطائرات لقصف من أسماهم بالإرهابيين.
ليس بعد تحليل هذين الموقفين قول أدق من أن الشيطان والشر يستهدفان السنة في العراق وسورية بهدف تقوية الشيعة والحفاظ على ميزان التوازن مع دول إقليمية تمثل السنة.
في سورية يتم السكوت عن قتل آلاف الأبرياء من السنة، وفي العراق تتوعد أمريكا بالقصف والتدمير عندما يثور السنة على المالكي وإيران، وتنسب ثورتهم كلها إلى تنظيم الدولة.
حتى إن السيد أوباما ووزير خارجيته لم يعترضا على فتاوى السيستاني التي تحرض مباشرة على القتل الطائفي.
من كان يظن أن الشر والشيطان عدوّان فهو واهم، فالولايات المتحدة وإيران صديقتان حميمتان منذ عقود طويلة، ويكفي تلك الخدمات التي قدمتها طهران ولا تزال للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق.
لا نتوقع أكثر من ذلك من الإدارة الأمريكية، وهي التي ما انفكت تحارب العرب والمسلمين في كل أرجاء العالم، ولكنني أستغرب خاصة أن تستخدم محطات فضائية عربية لفظة المسلحين بدل لفظة الثوار، وتتذرع مع ذلك بالموضوعية، فأي موضوعية في هذا الاستخدام الظالم. وكيف تحدد تلك الفضائيات معنى الثورة إذاً.
أعتقد أن الثورة العراقية التي انطلقت ضد محور الشر سيكون لها أعظم الأثر في مساعدة الشعب السوري على التخلص من نير الاحتلال الأسدي، وعلى الثوار في البلدين كليهما أن يحسنا استثمار هذه الثورة في سبيل التحرر من الهيمنة الأمريكية الإيرانية على المنطقة كلها.


العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع