..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هدنة الزبداني/ الفوعة.. فخ أم انتصار؟

منذر الأسعد

٢٨ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2858

هدنة الزبداني/ الفوعة.. فخ أم انتصار؟
000.jpg

شـــــارك المادة

اشتعلت  صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الإيجابية والسلبية، على شائعة يزعم أصحابها أن اتفاقاً على هدنة دائمة- أو: طويلة الأمد- تم إبرامها بين جيش الفتح –ممثلاً بحركة أحرار الشام- ومندوبي خامنئي أصحاب السيطرة الفعلية على ما تبقى من أرض سوريا تتبع دميتهم في دمشق المدعو بشار الأسد!

لا دخان لا نار:
في غياب تصريح رسمي من الثوار المعنيين بالهدنة المفترضة، ينبغي لكل مراقب موضوعي ممارسة حد أدنى من الأناة والتريث، فربما يكون الموضوع كله من اختلاق جبهة المجوس الجدد، ذات الخبرة الواسعة في الكذب، الذي يفتخرون بأنه تسعة أعشار دينهم!!
ولذلك يدهش المرء وهو يطالع حملات التخوين –بل التكفير- تنهال على أحرار الشام بخاصة وعلى بقية مكونات جيش الفتح بعامة.. والأمر الذي يحض على التريث إزاء هذه الحملات، أنها صدرت عن جهات متحزبة معروفة بعدائها الشرس للفتح ولجميع فصائل المجاهدين، التي تأبى الانضواء تحت راية أولئك الغلاة.. وما من أحد ينافس داعش في هذا السلوك الخشن والمرفوض شرعاً وعقلاً.. فهي تتولى كبر القول: إن مقاتلة المرتدّين أهم من مقاتلة الكفار الأصليين!!

وكم جَرَّت هذه المقولة التي أرادوا بها باطلاً، من ويلات على الجهاد الفذ في سوريا، وكم حصد من ورائها  المجوس الجدد وحلفاؤهم الصهاينة والصليبيون الجدد من غنائم عسكرية وسياسية ومعنوية.
إذا وضعنا تلك الاحترازات اللازمة في السياق الصحيح لرؤية الواقع، يمكن مناقشة موضوع الهدنة على أنه افتراض قد يقع وربما لا يتم، وقد يتحقق بعد مدة بغير الصيغة التي جرى تسريبها حتى الآن!! وبذلك نطبق المثل الشعبي القائل: لا دخان بلا نار، ولكن كواحد من احتمالات عدة، وليس باعتباره مُسَلَّمةً لا ريب فيها، مثلما فعل المتحزبون المشتطّون.

في منظار الشرع والواقع:
من حيث المبدأ، ليس هنالك مانعٌ شرعي يحول دون عقد هدنة محددة المدة -طالت تلك المدة أم قصرت- فقد فعلها سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في الحديبية، بالرغم من اعتراض بعض الصحابة عليها أول الأمر.
وعسكرياً، قلما تخلو مواجهة بين متحاربين من هدنة محددة أو دائمة -حتى لو أخرجها أصحابها إخراج الهدنة الموقتة لتمريرها على جمهورهم المضلل كما فعلت عائلة الأسد مع الاحتلال الصهيوني منذ 41 سنة بالرغم من تجارتها بالممانعة المفتراة-.
وعلى "مجاهدي" الفيسبوك وتويتر القاعدين الآمنين في بلاد بعيدة، أن يتقوا الله فلا يزايدوا على المجاهدين الذين يهجمون على الموت كل يوم مرات ومرات.

فالذي يقرر أن الهدنة مفيدة للجهاد وأهله أم ضارة، هم مجاهدو الخنادق وليس قاعدو الفنادق.
وبعيداً عن التفضيل الرباني للمجاهدين على القاعدين، فإن الحاضر يرى ما لا يراه الغائب.
وإذا كان لدى بعضهم من الخبراء العسكريين رأي وجيه أو نصيحة نافعة، فإنهم يبذلونها إلى أصحابها في الميدان، ولا يتخدونها جسراً لمزيد من توهين الصف المسلم.
والفرق شاسع بين نقد لشروط الهدنة، وبين التخوين السقيم والتكفير الجزافي والمزاجي.

موازين القوى:
حتى الشروط بحسب التسريب المشكوك في صحته، ليست سيئة إذا أخذنا في اعتبارنا موازين القوى على الأرض، حيث تداعى أعداء الله من أنحاء الكوكب، على الشعب المسلم الذي ليس له ناصرٌ إلا الله، ويقف معه من الدول عدد أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، وهي دول يجري الضغط عليها من الأعداء مجتمعين وإشغالها بتهديدات مباشرة لأمنها المباشر.

فأهل الزبداني سيبقون فيها، وهذا إسقاط لشرط أحفاد أبي لؤلؤة في جولة المفاوضات السابقة، والتي أوقفها المجاهدون رفضاً لهذا التغيير السكاني الطائفي  للمنطقة.
ولعل الشاهد اليتيم –حتى اللحظة- على حصول اتفاق من نوع ما، يتمثل في تصريحات "عامر برهان" مدير المشفى الميداني في مدينة الزبداني لـ"أورينت نت"، والتي أكد فيها أن الاتفاق لم يتضمن خروج عائلات الزبداني، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاتفاق ينص على خروج الثوار إلى مدينة إدلب.

ولفت إلى أن الاتفاق يشمل وقف عمليات القصف على بلدة مضايا المجاورة، ورفع الحصار عنها، مع التأكيد على عدم خروج الثوار من البلدة.
ورأى برهان أن صمود ثوار الزبداني بوجه الحملة العسكرية "الطائفية" التي تتعرض لها المدينة، من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام منذ قرابة الثمانين يوماً، هي التي أعطت دفعاً قوياً في المفاوضات،  بالإضافة إلى تكثيف "جيش الفتح" من حملته العسكرية في "الفوعة وكفريا" بريف إدلب.

نقطة ضعف أكيدة:
ربما تكون نقطة الضعف الكبرى في أي اتفاق مع القوم، هي أنهم أهل غدر وليس لهم عهد وهم لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة، وهذا لا يغيب عن فطنة من يفاوضونهم من قادة الجهاد هناك.
إلا أن لهذه العقدة حدوداً، فإذا نكث الفجرة بعهودهم –كما هي عادتهم كلما اسشتعروا تبدلاً في المعطيات يخدم إجرامهم-، فإنهم يكونون قد قضوا بخيانتهم على بؤرتيْ الرافضة في ريف إدلب نهائياً، فما دام المجاهدون قد اضطروا إلى مغادرة الزبداني، فليس من بديل أمام جيش الفتح سوى اجتياح الغدتين السرطانيتين المحاصرتين: الفوعة وكفريا.
 

 

المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع