زين العابدين الغامدي
تصدير المادة
المشاهدات : 6610
شـــــارك المادة
الدَّجل ثقافة عربية بامتياز منذ بزوغ الشعر العربي في الجاهلية، والدجل يتمحور حول شاعر صعلوك؛ لايملك لقمة عيشه وكفاف يومه، يقف بباب دجال آخر؛ يملك السلطة والقوة، ويفتح لشعراء البلاط وغيرهم كي يقيموا له مجداً من الوهم بجنون العظمة. وفي عمق التاريخ برز فرعون مصر كأكبر دجال عرفته البشرية (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ).
أما الدجل الحديث ودجاجلة العصر؛ فهم يملكون من القوة والسلطة والصوت مالم يملكه من سبقه من وسائل وأساليب؛ فالإعلام الحديث رائد الدجل، وهو البوق الكبير الذي يستخدمه سياسي متسلط، أو إعلامي يجيد فن الكذب .
توسعت الوسائل حتى وصلت لاستحواذ دجاجلة العالم المعاصر لضخ أكبر ألوان وأشكال التضليل والكذب والدجل المغلف بألوان وصور مختلفة .
لايمكنك في عصر الدجل المعاصر أن تعرف صديقك من عدوك؛ فعدو الأمس صديق اليوم، وصديق اليوم عدو الغد.
تختلط على المشاهد العربي البسيط ألوان الفرح بالحزن.. مشهد الدم المتكرر صوَّرهُ الإعلام العربي الموغل في الدجل كتضحية لقضية عربية، والهزائم والانتكاسات المتتالية صُّورتْ نصراً كبيراً؛ فتعلقت آمال الشباب العربي بالانتصارات الكروية الهزيلة كتعويض معنوي عن هزائمنا المتكررة في مواطن العز وساحات المجد والجهاد
الخسائر الاقتصادية والانهيار المالي في أسواقنا العربية صوره دجال معاصر كأزمة عالمية عابرة، لاتخصنا، والهدر المالي هو مجرد دعم للاقتصاد الوطني.
التعليم الجامد والمتخلف والبيئة التعليمة السيئة يصوره معلم دجال كإعادة بناء للعقل العربي في مؤتمرات الثقافة العربية.
انتشار الأمراض وتفشيهـا، والأخطاء الطبية هي فتح علمي جديد، وانتشار الفيروسات مصل جديد؛ تم اكتشافه،، والطبيب العربي هو وحده الذي اكتشف دواء للعقم والسرطان وكل الأمراض المستعصية .
طبيب بيطري يحمل شهادة دكتوراة في علاج الأورام صيدلي عربي يسجل براءة اختراع لعشبة طبية لعلاج الإيدز .
الأخبار الصحفية عن فساد مسؤول عربي كبير والموثقة بالصوت والصورة ومقاطع يوتيوب كلهـا لاتعدو كونها صوراً مفبركة وفتوشوب لعمل مهندس محترف بغرض التشهير والابتزاز.
قتل الأطفال واستغلال مابقي منهم في حروب عنف وقتل هو تربية بدنية بطريقة داعشية، واستغلال النساء هو عمل مشروع بفتوى مزعومة لشيخ دجال .
رموز الرقص والعري والانحلال الخلقي، هم نجوم وكواكب فضائيات عربية، وثروة وطنية يجب إبرازهـا وتقديمهـا كقدوة لأجيال الشباب القادمة .
جهود الشباب العربي وإبداعاته المختلفة؛ في مجالات حقوقية وعلمية وثقافية مختلفة هي مجرد عبث ومعارضة سياسية، تخدم العدو، يجب تكميمها، بل دفنهـا وتغييبها عن المشهد الثقافي، والتعتيم عليهـا.
الحروب العربية البينية في عمق أرض عربية هو جهـاد، و حق مشروع.
المفاوضات العربية مع العدو ليست تطبيعاً وتمكيناً للتمدد الصهيوني، ودعماً لأمنه وتوسعه، بل هي سياسة عربية محكمة؛ لاسترجاع الحقوق والحفاظ على ما بقي ـ إن بقي ـ من أرض فلسطين، والقدس في الإعلام العربي هي تل أبيب.
الوضع العربي القائم هو أفضل الأنظمة وأكثرهـا قدرة على التطور والتقدم، وحماية الشعوب من العدو القادم.
أكوام من الدجل العربي والعالمي المعاصر؛ عبر قنوات سياسية وإعلامية مفضوحة لم تعد تنطل أكاذيبهـا على المواطن العربي البسيط، وبتغريدة لاتتجاوز 140حرفاً يتم فضح كل الدجالين وبالصورة والصوت، وبضغطة زر على لوح إلكتروني صغير تصبح كذبة مكشوفة.
في كل مرحلة من مراحل الهزائم العربية وغيرهـا يبرز دجالون في ثياب شيوخ ضلال، مقربون وإعلاميون مضللون وغيرهم من شرائح المجتمع العربي البائس يتم شراؤهم في سوق عبيد؛ ينتفخون فيه من الكذب والتضليل، ومعهم وسائل كوسائل الدجال؛ التي تسهل لهم كل وسيلة، وتمكن لهم في كل محفل، ولهم منابر دجل يتلونون مع كل حدث جديد بما يناسب لونه وثوبه ولغته.
وهم أكثر من الذباب في عصرنا الحاضر العاثر؛ يتساقطون دجالاً إثر دجال في عصر التواصل الاجتماعي بوسائله الحديثة التي أخذت على نفسها عهداً بفضح كل الأكاذيب والدجل العربي والعالمي، وقد تم اختراقهـا أيضا من قبل دجاجلة معاصرين بصور وأشكال مختلفة {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ، بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ، وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ، وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ)) رواه مسلم
الاسلام اليوم
أحمد محمد نعمان مرشد
رقية القضاة
أبو عبد الله عثمان
عبد العظيم عرنوس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة