دندنة شامية
تصدير المادة
المشاهدات : 7880
شـــــارك المادة
في المشهدِ المروِّع، كانَ رئيسُ العصابةِ يقفُ بينَ رؤوسِ الشبابِ المجاهدين المقطَّعة، وأشلائِهم المبتورة، وأحشائِهِم المبعثرَة بينَ رُكامِ الحجارةِ والجدران، والغرفِ المقصوفةِ بالصواريخ، وبينَ نُسخٍ من المصحفِ الشريف الممزَّعة، والمحترقة والمتطايرة هنا وهناك، مع الأجسادِ الطاهرةِ الممزقة.
في المشهدِ المروِّع، يقفُ ماهر بن المقبور حافظ، يضعُ يداً في جيبه، ويداً أخرى تحملُ جوالاً يتشاغلُ به. ورأسُهُ الخبيثةُ مطرقةٌ لأسفل، غيرُ مكترثٍ بما حَولَهُ، ولا حَتَّى بعبيدِهِ من الشبيحة، ذوي اللباسِ العسكري المبرقع، وغيرُ مكترثٍ بشخصٍ منفردٍ بزيٍّ مدني يمسكُ جوالاً يترددُ بينَ يدي رئيسِ العصابة، خادماً ذليلاً، وعبداً مُطيعاً. قلتُ في نفسي.. ما موقعُ هذا المستخدم المدني في هذا المشهد؟ لم يكن ليتبادرَ إلى ذهني أنَّ هذا العبدَ الذليل هو العميدُ الركن منير أحمد شليبي رئيسُ قسمِ الإرهاب في فرعِ فلسطين العسكري! هذا الفرع سيءُ السمعة، واسم “فلسطين” هنا ليسَ لهُ علاقةٌ بفلسطين سوى الإساءة لهذا الاسم المبارك. هكذا إذن، عمداءٌ وألويةٌ عتاةٌ مجرمون يعملون عبيداً أذلاء، عندَ رؤساءِ عصاباتٍ تسلطت على شعبنا، وسرقتهُ منذُ حافظ المقبور، ومنذُ المقبورين قبله، لصوص انقلاب الثامن من آذار عام 1964.
لم تكن جريمةُ الخامِسِ من تموز/ يوليو عام 2008 في صيدنايا، الأولى! وما كانتِ الأخيرة..
يفتعلُ المجرمونَ أسباباً للبدءِ بجريمتهم، يهجمونَ على الأسرى، ينتزعونَ المصاحف، يلقونَها على الأرض، يمزِّقونَها، يدوسونَ عليها، يشتمونَ الذاتَ الإلهية. فيهبُّ الأسرى المجاهدون للدفاعِ عن المقدسات، ويبدأُ إطلاقُ النارِ عليهم، ويبدأُ القتل! بعضُ الأسرى يصعدُ إلى السطح، البعضُ الآخرُ يحتجزُ رهائنَ من القتلة. الفرقةُ الرابعة تطوِّقُ السجنَ سلفاً. قتلوا ستةً وعشرينَ مجاهداً في مجزرةِ تموز، ثم خمسينَ في كانونِ الأول من العام ذاته، وتزدادُ الأعداد في مجزرةٍ تلو المجزرة. قتلوا خلالها ما بينَ أربعةِ آلافٍ إلى ستةِ آلافِ مجاهدٍ سوريٍ وعربي.
القتلُ مهنتهم، وبالقتلِ يحيون، وبالقتل يتسلطون، حتى كانتِ الثورة، ثورةُ الأطفالِ في درعا، وثورةُ الأبطالِ في حمص، وثورةُ الأحرارِ في كُلِّ الثرى الطَّاهر.
وقعَ هذا العبدُ الذليل “منير أحمد شليبي” رئيسُ قسمِ الإرهاب في فرعِ فلسطين العسكري في قبضةِ جيشِنا الحُرِّ الأبي. وقعَ مغموراً بجرائمِهِ البشعة، بحقِّ رجالِ ونساءِ هذا البلدِ الطيب، وغيرِهِ مِن بُلدانِ العُروبَةِ والإسلام.
اليومَ “منير شليبي”.. وغداً رأسُ العصابة.
صالح عبد الله السليمان
رقية القضاة
محمد حسن عدلان
محمد علي الشيخي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة