محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 3905
شـــــارك المادة
لي زميل صديق من الطائفة العلوية وهو إنسان أحسبه ودودا وكان يدعي معارضة النظام، ثم عند بدء الثورة إذ به من أشد مؤيدي النظام وعندما استفسرت منه كان جوابه كما يلي وأنقل محتواه تماما.
يقول : أنـا عـلـوي مثقف وأحب الموسيقى الهادئة وضد الإجرام، وأدرك كم هو النظام مجرم ولكن ليس لي الخيار إلا بالوقوف معه حتى الموت! لماذا؟!
أنا وأخوتي وأولاد عمي نموذج من نحو30شخصا هم كما يلي : ـ أبدأ بنفسي: أنا وزوجتي وأختي موظفين في مؤسسة، ويقول الناس أننا توظفنا بالواسطة فمعدلنا أقل من آخرين ممن لم يعينوا، وكأن هذا الأمر غريب فأكثر الناس تتوظف بالواسطة في دولة الأسد، وغدا سيطردونني من العمل بهذه التهمة أو بتهم أخرى وما أكثرها وأسهلها الرشوة، فمن أين أعيش؟ ومن يعيل أسرتي.؟ لذلك سأدافع عن الأسد حتى الموت. ـ أخي الكبير ضابط يأتيه من المجندين بعض الهدايا وقد يقدموا له بعض الخدمات، لأنه يحمي الوطن ويساعد الجنود بالإجازات؟ وغدا سيتهمونه بالفساد واستغلال المنصب، مع أن كل زملائه مثله، ولديه أسرة وأولاد أيضا. ـ أخي الأصغر في الجمارك على حدود الأردن (مركز نصيب)، وهناك فائض من الموظفين، وهو أول من سيطردونه والتهمة جاهزة: الرشوة وإساءة استخدام المنصب. فهل من المعقول أن يتركوه في عمله ويطردوا ابن درعا مثلا؟ ـ أخي الأوسط واثنين من أولاد عمي وأحد أبناء خالي يعملون في الأمن السياسي فهل سيتركهم الحكام الجدد؟. فإن لم يتهموا بالقتل أو التعذيب سيتهمون بإرعاب أو اعتقال الناس أو حتى إساءة استخدام النفوذ فإن بقوا أحياء فسيطردون، وهم ليس لديهم مورد وتعودوا على مستوى معين من الحياة. ـ أولاد عمي أربعة آخرون في الأمن الجوي وثلاثة في الفروع الأخرى وحالهم كحال الذين في الأمن السياسي. ـ عمي موظف في شركة سادكوب وقد تدبر أمره بدوام رمزي وينصرف فيه للإشراف على المدجنة .فهل يبقى على هذه الحال. ـ أقرباء أبعد يعملون في المرور والتموين والبلدية وأمن المطار. وكلهم تعودوا على حياة راقية ولا يلتفتون لراتبهم أصلا فماذا سيكون وضعهم. ـ خالي محام معروف لأنه يعرف كثيرا من الناس (من فوق) أي من المسؤولين وأي دعوى عنده لا ترد، وإذا طار المسؤولون طارت شهرته. وضعف عمله ومردوده. ـ وابن خالي طبيب متخرج حديثا من أوكرانيا كان مبعوثا من الدولة ولكنه أنكر فضل الدولة وأصبح معارضا، واستنكر التشبيح، لذلك نبذه معظم أقاربه، وأصبح عندهم أشبه بالخائن الناكر للجميل، وهناك إشاعة بأنه قد تراجع عن موقفه وأصبح مع النظام قائلا شيطان تعرفه أحسن من شيطان لا تعرفه، وهو معنا لانصدق من يصرخون: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ـ بعض من أقاربي ـ وهم قلة ـ ليسوا أغنياء ولكنهم مستورين وهم أخذوا رخصة عمل مميزة أو عمال نظافة مثلا ولهم أقارب مثلنا يفخرون بهم ويلجؤون لهم عند الطلب فهل يتخلون عن أقاربهم وقد تشبعوا بمبدأ انصر أخاك ظالما أم مظلوما هناك الكثير من المرتشين والفاسدين من بقية الطوائف، ومع ذلك يقول الناس أننا نحن الذين أفسدناهم وهم تحت أمرنا، بل وأكثر من ذلك يصفوننا بأننا طفيليين وأننا رأس الفساد ولا نعيش إلا بالفساد وعلى دم الآخرين، نسوا كل الدنيا ولحقوا سمانا، ألا تمتلئ البلد كلها بالطفيلين الصغار والحيتان؟ والأنكى من كل ذلك أنه بعد هذه الفورة أصبحنا بنظرهم ليس فقط مستغلين بل قتلة وسفاكين للدماء. وأهم سبب عند الطائفيين العراعير لمعاداتنا ادعاؤهم أننا نسيطر على الجيش، وما العيب في ذلك ما دامت هي فئة من ذوي الأجسام القوية والمهيأة لهذا العمل، ألا يسهرون الليالي ويتدربون ويقومون بالدورات العسكرية؟ ألا يحملون عن أهل المدن الأغنياء أو النواعم عناء هذا العمل الشاق في الجيش وما فيه من مخاطر وبعد عن الأهل؟ أيقبل ابن دمشق أو غيرها هذه الخدمة وهذه الصعوبات. ثم هل نحن وحيدون في هذا العالم الذين نحب العسكرية؟ هاهم الشراكس في الأردن، والسيخ في الهند ،ألم يحتكر عساكر المماليك الحكم في مصر مئات السنين؟ هل أضروها بشيء؟ هذا يعني أن المسألة حياة أو لا حياة، فهل بعد كل هذا تريدوننا ألا نكون شبيحة؟ أو داعمين للأسد وإلى الأبد. وهذا كلام صاحبنا الشبيح. ما رأيكم ؟ هل هناك شبيح صريح أكثر من هذا الشبيح؟ لا أظن.
أسد خياط
محمود أحمد الدوسري
محمود عثمان
إلياس هاني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة