..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

نعم متضامنون مع أسرانا في فلسطين.. ولكن

كنانة الشام

١٧ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6452

نعم متضامنون مع أسرانا في فلسطين.. ولكن
38.jpeg

شـــــارك المادة

حملة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين رائعة وواجبة، بل كان يجب أن تقوم قبل الآن بكثير، وقبل أن يشرفوا على الهلاك..
الظلم وانتهاك الحقوق والحدود فظيع شنيع بكل أشكاله.. تؤرقنا أدنى مظلمة في شرق أو غرب، على مسلم أو غيره، بحق إنسان أو حيوان.. فلسطين قضيتنا الأولى كانت ولا تزال، قبل "الربيع العربي" وبعده.. ولكن! ولكن.. في حين تبكي قلوبنا على هؤلاء الأسرى الذين تركناهم تحت رحمة من لا يعرف الرحمة، تتفتت أكبادنا على حالنا وعلى أولوياتنا المشوشة وموقفنا الهزيل.. أي صورة وأي مصداقية تعكس حملات التضامن هذه في عيون أعدائنا؟... كيف يُفسر هذا التعاطف اليوم وتحريك قضية أسرى فلسطين الذي يطالبون بحقوقهم من جلسات خاصة مع محاميهم وإكمال تعليمهم وغير ذلك، بينما يشهد العالم كيف نتابع ببرود تلكَ الجثث المشـوّهة لرجال ونساء وأطفال سورية التي تخرج يومياً من سجون الأسد المجاورة؟


حملةُ التضامن مع أسرى فلسطين اليوم تفرضُ علينا حملاتٍ وحملات للتضامن مع المعتقلين في سجون الأسد وما أدراك ما سجون الأسد.. وتفرض علينا حملات تضامن وغضب لأجل معتقلي غوانتانامو.. وحملات استنكار لما جرى ويجري في العراق.... إلى آخر القائمة! وإلا فقدتْ الحملة مفعولها وإن آتت أكلها في ساعتها..
ألم ندرك بعد أن تحرير سورية وأبناء سورية هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وأبناء فلسطين؟ ألم يدرك العالم العربي والإسلامي بعد أن سورية هي أرض الصراع اليوم وأن خروجها من الأسر هو المفتاح لخروج جميع العرب والمسلمين من عصر الذل والاستعباد، وأن الجهود اليوم يجب أن تصب كلها في محاولة تخليصها لأن في خلاصها خلاصهم جميعاً؟
أعداؤنا يحاولون دائماً جرّنا إلى ساحات صراع جانبية وحصرنا فيها لتخلو لهم ساحة الصراع الحقيقي، وإن كانت هذه الحيلة تنطلي علينا في السابق فلا ينبغي أن تنطلي علينا اليوم وقد حلّ الربيع وتفتّحت زهور الكرامة والوعي وفاحت رائحة المسك في سمائنا.. إن كنا نريد إيصال غضبنا لإسرائيل ومن يقف خلفها فلْنَغضـبْ لزينب الحصني وحسين هرموش وعلي عثمان وعشرات الآلاف غيرهم من الذين يهون (الموت الاختياري جوعاً) أمام ما لاقوا ويلاقون برضا العالم، بل وبخبرات وأسلحة العالم وعلى رأسه إسرائيل..
ردود أفعال المسلمين ومواقفهم من الاعتداءات المتكررة عليهم ليست في صالحهم بل هي على المدى الطويل تزيد أعداءهم جرأة؛ لأن فيها شيئاً من العاطفية وشيئاً من العشوائية، وهذا لا يؤخذ من حادثة بعينها بل من نظرة شاملة على تاريخ الأمة الحديث..
العاطفة وحدها لا تحل الأزمات والعقل يقتضي ترتيب الأولويات والحكمة تأبى الانشغال بالمفضول عن الفاضل وبالمهم عن الأهم.. رسومٌ مسيئةٌ لشخص الرسول - عليه الصلاة والسلام - تَسـبّبتْ في مقاطعة اقتصادية ناجحة لدولة (طُبعت فيها تلك الرسوم) ثم تُـهدّم بيوت الله جهاراً نهاراً ولا نسمع دعوة واحدة لمقاطعة اقتصادية لمن يقف خلف التسليح والتمويل والتسييس.. هل يدل هذا على وعي الأمة وغيرتها؟ وهل يُفهم من المقارنة أننا نُهَـوّن من شأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ندعو للاستهزاء به؟ أرى أن هذا التفاوت يجعلنا هُزأة في عيون أعدائنا، ولا يعني هذا أن نتوقف عن الرد وعن الحملات الإعلامية الصغيرة لقضايانا الكبيرة الكثيرة، إنما أن تكون لنا أهداف واضحة ومواقف ثابتة تضطرهم للتفكير كل مرة بعواقب أفعالهم..
حين يغتصب أحدهم أرضي ويحتل بيتي ويقتل أهلي ويسرق مالي وأسكت لسنوات وسنوات ثم أبدأ بالصراخ للحصول على شربة ماء أو لقمة طعام فأحصل عليها لأن صوتي أزعج المحتل، لا لأنه أخافه... حين أشعر عندها بالرضا وأرى أنني حققت انتصاراً فهناك مشكلة حتماً..

تعليقات الزوار

..

ابن الشام - السعودية

١٩ مايو ٢٠١٢ م

للأسف أن الأولويات عندنا غير واضحة؛ ندرك "شيئاً" من هدفنا النهائي، ولا نعرف شيئاً عن الطريق إليه، وإن عرفناه كمعلومة، لا يتحول إلى عمل.

جزاك الله خيراً على المقالة.

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع