صالح أبو إسماعيل
تصدير المادة
المشاهدات : 2967
شـــــارك المادة
ليس الجوع، والبرد، والقصف، والتهجير، ما يعانيه أهالي ريف إدلب فقط، بل يعانون من فقد الهوية، والاعتراف الرسمي، الذي يمكنهم من التنقل في مختلف البلدان، في ظل عدم اعتراف الدول العربية، والعالمية بالوثائق التي تصدرها مؤسسات المعارضة السورية.
وأقصى ما يتمناه هؤلاء في الوقت الحالي هو دفتر تنظيم الأسرة (دفتر العائلة)، وليس جواز السفر الذي أصبح ضرباً من المستحيل. يقول أحد الناشطين: ارتفعت نسبة الزواج في ظل الثورة، بعد تسهيل إجراءاته، وخفض نسبة المهور، ولكن اعترض حالات الزواج هذه عدم التسجيل في قيود نظامية معترف بها تثبت عقد الزواج، وأسماء الأولاد فيما بعد، على الرغم من وجود محاكم الأحوال الشخصية، وتبعيتها للنظام إلى هذه اللحظة.
فلم يقترب الجيش الحر منها لأنها تفيد المدنيين في المناطق المحررة، إلا أن هناك آلافاً من حالات الزواج الغير موثقة، كما يوجد الآلاف من الأطفال المكتومين في ريف إدلب، لعدم وجود جهة رسمية معترف بها، توثق أسماءهم. أحمد (محامي أحوال شخصية) قال لـ(سراج برس)" يرفض النظام منح دفتر العائلة لأهالي ريف إدلب، ويقتصر بذلك على سكان مدن إدلب، وأريحا، وجسر الشغور فقط، بالرغم من تسجيل حالات الزواج في محاكم الأحوال الشخصية، التي يتقاضى موظفوها رواتبهم من النظام إلى حد الآن ويأخذون تعليماتهم من دائرة الشؤون المدنية في إدلب". حاول بعض الشباب توثيق عقود الزواج في محاكم( أحسم، وكفرتخاريم، وسراقب، و كفرنبل) التابعة للنظام لكنهم لم يستطيعوا الحصول على ما يريدون فتوجهوا إلى المحاكم الشرعية لكنها لا تصدر سوى ورقة عادية مكتوبة بخط اليد، لا يعترف بها أحد في حين يبقى الأولاد دون تسجيل. الشاب محمد قال لـ ( سراج برس): تزوجت منذ أشهر، وأردت أن أسجل هذا الزواج لإخراج دفتر العائلة، لتسجيل أولادي في المستقبل، فتوجهت إلى محكمة كفرتخاريم التي سجلت الزواج بعد دفع مبلغ 30 ألف ليرة، قدمت رشوة لمديرية الشؤون المدنية في إدلب التي رفضت منحي دفتر عائلة بحجة أنه لا يوجد دفاتر إلا لقاطني إدلب، وأريحا، وجسر الشغور، ومن أراد الحصول على دفتر عليه بالسكن في هذه المدن" يقول محمد بريمو (إعلامي وزارة العدل في الحكومة السورية المؤقتة) لـ(سراج برس): يتم الآن تسجيل عقود الزواج للتوثيق فقط، ولا يتم منح دفتر عائلة بانتظار تفعيل دوائر الشؤون المدنية في الداخل خلال الفترة القليلة القادمة، لتسجيل حالات الزواج، والطلاق، والولادة، والوفاة. ويبقى حلم الحصول على دفتر عائلة، كحلم الحصول على جواز السفر، في سعي نظام الأسد لحصار الشعب السوري داخلياً، وخارجياً في بلد النزوح.
سراج برس
أسرة التحرير
أمين العاصي
الجزيرة نت
رامي سويد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة