مجلة البيان
تصدير المادة
المشاهدات : 6440
شـــــارك المادة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد: لقد مضى عام على انطلاق ثورة الحرية في أرض الشام المباركة، ولم يتوقف فيه نزيف دماء إخواننا في سورية وإزهاق الأرواح وإهلاك الحرث والنسل لحظة واحدة، فضلاً عن ساعة أو يوم!
لقد مضى عام والنظام الطائفي في دمشق لا يزداد إلا إمعاناً في الإجرام وولوغاً في دماء وأعراض المسلمين، مستخدماً قوة بطش جبارة دونما أدنى رادعٍ من قيمةٍ أخلاقيةٍ أو بقايا ضميرٍ إنسانيٍّ أو حتى غريزيٍّ! وبالمقـابل أيضاً فقـد مضـى العـام وإخـواننـا في سـورية لا يزدادون مع المحنة إلا إصراراً على نيل حريتهم، وإقبالاً على بذلِ الأموالِ والمُهَجِ وأفلاذِ الأكباد، راضيةً بذلك نفوسهم مطمئنةً أفئدتهم، ومع إشراقة فجر كل يوم يقتربون من وعد الله الحق بالنصر -بإذن الله-، وتلتحق بقافلة الثورة شرائح كانت تتردد[1]، والنظام يتقهقر يوماً بعد يوم. إنها معركة من معارك الحق الفاصلة، تمايزت فيها الرايات، واتضحـت فيها النوايا والغـايات، وحـزب البـاطل يدأبون في الاصطفاف ويتفننون في المكر والكيد أفراداً وشعوباً وحكومات... ! ليس في ما ذُكِر ضَيْر ولا تثريب؛ وإنما الممضُّ في الأمر، ذلك الصمت المريب لكثير من النخب والشعوب المسلمة، وذلك التباطؤ و(التواطؤ) في بعض صوره لكثير من النظم العربية والإسلامية، بما فيها النظم الوليدة من رحم ثورات الربيع العربي! تُرَى إلى أي حد يجب أن تصل الفاتورة التي يدفعها الشعب السوري من الدماء والأشلاء لكي تتحرك الضمائر؟ جدير بالأمة (حكومات وشعوباً وأفراداً) أن تعي أن الشعب السوري يمثل رأس حربةٍ في صراعنا الحضاري صراعِ الوجودِ، وجدير بها أن تتحمل مسؤولياتها تجاهه، ودونها قول ربها - سبحانه -: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]. ـــــــــــــــــ [1] جمعة الوفاء بلغ عدد نقاط التظاهر في للانتفاضة الكردية) (580) نقطة تظاهر.
فيصل القاسم
علاء الدين آل رشي
عامر البوسلامة
محمد حسن عدلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة