عبد الغني محمد المصري
تصدير المادة
المشاهدات : 4951
شـــــارك المادة
لم يعد حسن يمون على لسانه فقد كشف عن وجه رداحة فاجرة كانت تتلطى بأقمشة العفة، ولو اقتصر الأمر على زعيم العصابة وقطعان مليشياته الجبانة، لكان للمرء أن يعذره، فتقدمه في السن، وعدم قدرته على لجم لسانه، وكثرة القتلى من نخبه، تجعل كهلاً، مهذاراً يخرج عن صوابه، لكن أن تخرج أغنية من حزبه ضد البحر المحيط، تتحداه، وتستفز وجوده، وأصالة المحيط الضاربة في التاريخ،
فذلك لم يعد هذيانا فقط، بل غدا عمل عصابات شوارع بدائية، لا تفهم في الاستراتيجيات، ولا تقرأ أبعد من أنفها، تغفل عن الواقع والمستقبل، ولا تعرف سوى ما يعرفه أي جاهل عند أول ولوجه للشارع واغتراره بقوته، قبل أن يأتي من يلجمه ويعيده إلى صوابه، لقد خرج الحزب بأغنية "احسم نصرك في يبرود"، ويقول: إن القصير والنبك تشهد لك، بماذا تشهد؟ بعدد قتلاه في النخب؟، أم في أن أولئك المقاتلين الآن يذيقونه الويلات مع إخوانهم في جبال القلمون؟، ثم يقول: "يا تكفيري جاييتك أيام سود"!!!. جملة أضحكتني حقا!!!، أضحكني سخفها، وسذاجتها، وقصر رؤيتها، جملة لا يقولها شاب، عرف الرجال، وأدرك النفوس، أية أيام سود؟، ومن هم أهل المنطقة؟، وهل التاريخ سنة أو سنوات قليلة، أم أنه شريط طويل، تمر فيه فترات قصيرة تخرج عن النظم ثم تعود لتستوي؟، فمن الذي سيأتيه أيام سود، قلة طارئة، اعتدت على المجموع وأجرمت، مغترة بقوة آنية، كفعل شاب طائش قد أعجبه فتوته، والتفاف عضلاته!!!!!، ثم يغوص، في الجهالة، والحماقة، فيقول:"يا تكفيري، لا تفكر أنو الشمال، وعرسال بيحموك"!!!. عجبا، لعصابة تسمي نفسها حزبا، تهاجم أسيادها، ومن حكموها مئات السنين في لحظة غرور، ليس لقوة في العصابة، بل لدعم من قوى إقليمية، ستنهار، أو سيتم قطع شريان غذائها مع انتصار الثورة القادم، ثم يتكلم عن السيارات المفخخة!!، وماذا يقولون عن المشاركة في الاعتداء على شعب كامل عبر قطع الحدود، بموافقة العالم أجمع، ثم المشاركة بقصف الغوطة بالأسلحة الكيماوية، لم تذكرني تلك الأغنية إلا بأغنية "السح الدج، مبو، الواد طالع لابوه"!!!، فذلك هو مستوى كلمات من يهاجم المجموع المحيط، في لحظة تاريخية عابرة، غير مدرك أن للشريط بقية طويلة، ولن يتوقف عن الحركة، فكله مقاطع، وكلها آتية لا محالة، ولكل ذاكرته ووعيه وصلابته، وإرادته، حسن الرداحة، لن تسقط فقط، ولست فقط ترسم الجحيم لمستقبل من يؤازروك، بل لقد غدا حزبك، صور رديئة عن مسرحية: "مدرسة المشاغبين"، فالتاريخ ماض، وسترى من ستأتيه الأيام السود، ولن تكون يبرود سوى خطوة على درب أفول عصابات المجوس، لقد سقطت أكثر من مرة، وليتكم وقفتم عند السح الدح مبو فقط، لكان في الأمر نظر، لكن لله حكمته ومشيئته في فضحكم، قبل محقكم.
فيصل القاسم
معاذ عبد الرحمن الدرويش
غربة
عباس عواد موسى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة