..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رسائل أوباما إلى خامنئي

راجح الخوري

٢٦ إبريل ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3045

رسائل أوباما إلى خامنئي
00 روحاني.jpg

شـــــارك المادة

عندما يقول باراك أوباما إنه يستطيع أن يمارس ضغطاً دولياً على كل الأطراف، بما في ذلك روسيا وإيران، للمساعدة في إنجاح عملية إنتقال سياسي في سوريا، فإن السؤال البديهي الذي يطرح: وماذا تنتظر وخصوصاً بعدما تجاوز عدد القتلى ٣٠٠ألف ودُمّرت سوريا على رؤوس أهلها؟

تصريح أوباما لشبكة "BBC" لن يغيّر شيئاً في وتيرة المأساة المتصاعدة، ولا معنى لقوله تكراراً إنه سيكون من الخطأ إستخدام أميركا وبريطانيا والدول الغربية قوات برية لإطاحة الأسد، فليس هناك من يرسل قواته إلى الميدان السوري سوى إيران وروسيا، وليس هناك من يتوهم للحظة أن في وسع أوباما أن يمارس ضغوطاً دولية عليهما لإنجاح عملية الإنتقال السياسي، التي أفشل الخلاف عليها كل المفاوضات منذ مؤتمر جنيف الأول!
يذهب أوباما في إجتهاداته إلى درجة التسليم بدور محوري لإيران في المنطقة العربية، وذلك من خلال رسالتين سريتين بعث بهما الى المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، وهو يطلب لقاء خامنئي "لتوفير أجواء تساعد على حلّ الصراع في سوريا واليمن"!
موقع"سحام نيوز" الإيراني كشف أن أوباما أوضح في رسالتيه أنه يرغب في حل القضايا العالقة في سوريا واليمن والعراق على أساس من التشاور والمشاركة، وأنه مستعد إذا وافق الإيرانيون على طلبه أن يعقد مؤتمراً دولياً يشارك فيه شخصياً ويلتقي حسن روحاني، بما يعني تالياً أن مؤتمراً من هذا النوع سيشكّل إقراراً دولياً بمحورية الدور الإيراني في المنطقة العربية، في وقت تتهم الدول العربية وخصوصاً السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، إيران بإذكاء المشاكل والإنغماس في القتال إما بالواسطة وإما مباشرة في سوريا والعراق واليمن والبحرين.
من الطبيعي أن يكون روحاني قال لخامنئي، كما أشار الموقع المذكور "إن مطالبة أوباما بعقد اللقاء تبدو إيجابية لأن من شأن هذا أن يحلّ أزمات المنطقة بحضور إيران، كما أنه سيزيد تأثير إيران في حل أزمات الإقليم"، ولكن ما ليس طبيعياً أو منطقياً، أن يكون أوباما قد بعث برسالتيه أواخر آذار الماضي أي عشية وصوله إلى الرياض، حيث عقد اجتماعاً طويلاً مع الملك سلمان قيل أنه استمر ساعتين، ثم اجتماعاً مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي!
ذلك أن العلاقات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين يشوبها العتب والتوتر والإحساس بالخيبة، بسبب تهافت أوباما على إيران، والغريب أن يكون البيت الأبيض إستبق وصول أوباما إلى الرياض بالإعلان "أن إيران تتصدر قائمة داعمي الإرهاب ولها تاريخها الطويل في دعم النشاطات الإرهابية في العالم"، ثم تبيّن أنه يسعى إلى لقاء خامنئي وعقد مؤتمر دولي يرسّخ حتماً تدخلات الإيرانيين في الإقليم... فعلاً غريب مستر أوباما!

 

 

النهار اللبنانية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع