عبد الرحمن محمود الضحيك
تصدير المادة
المشاهدات : 5742
شـــــارك المادة
كلنا يطلب من الله أن يرحمنا ويكشف غمتنا، وكثير منا قد استطال البلاء النازل والكرب الحاصل، ويتساءل الناس متى الفرج؟! والجواب في قول رسولنا صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..)
إن كنت ترجو من الرحمن رحمتَه
فارحم ضعافَ الورى يا صاحِ محترما واقصد بذلك وجه الله خالقِنا
سبحانه من إله قد بَرَى النَّسَما واطلب جزا ذاك من مولاك رحمتَه
فإنّمـا يرحـــمُ الرحمــنُ من رحِمَا
1- التراحم شرط لصلاح المجتمعات: إن الله تعالى أقام صلاح المجتمعات كلها على أساس واحد لابد منه ألا وهو التراحم، لا فرق في ذلك بين المجتمعات الإنسانية والمجتمعات الحيوانية على اختلافها، فحيثما وجد التراحم صلح المجتمع، وحيثما اختفى التراحم فسد المجتمع، وحينما ننظر إلى المجتمعات الحيوانية على اختلافها نجد أن هذا الشرط موفور بدافع من الغريزة والفطرة التي فطر الله الحيوانات العجماوات عليها.
ألا تلاحظون نظام حياتها؟ سواء تلك التي تعيش في أعماق البحار، أو تلك التي تعيش في الغابات، أو على الأعشاش المقامة في باطن الأشجار، ألا تلاحظون أن التراحم هو سدى ولحمة حياتها؟
هذا شيء نلاحظه جميعا ولا تكاد تجد لهذا التراحم شذوذا لأنه ينبثق من الغريزة والفطرة الحتمية التي لا اختيار للحيوانات في جلبها إليها ولا في ردها عنها.
ولكننا عندما ننظر إلى التراحم في المجتمعات الإنسانية نجد أنه متخلخل وكثيرا ما يغيب، وربما وجد من أجل مصالح ذاتية فإذا اختفت المصالح اختفى التراحم أيضا. وحقا إنه لأمر مثير للعجب، أن ننظر إلى عالم البهائم فنجد أن شرط التراحم موفور وبأدق معانيه، في الوقت الذي لا نجد هذا الشرط موفورا في المجتمع المسلم فضلا عن المجتمع الإنساني عامة، مع أن التراحم في المجتمع الإنساني إنما هو فرض فرضه الله علينا وليس غريزة فطرية مغروسة بشكل حتمي في نفوس العباد كالحيوانات العجماوات. ونظرا إلى أن الله كرم الإنسان هذا التكريم وجعل التراحم شرعة خاطبه الله بها وأمره بها، فإن الإنسان حر في أن يمارس هذا الواجب أولا، فمن وعى أمر الله تعالى، وأدرك عبوديته له انبثق التراحم بين جوانحه، وحقق هذا الشرط الذي خاطبه الله به، وأما أولئك الذين اختفت مشاعر عبوديتهم لله من بين جوانحهم، وتصور الواحد منهم أنه حر يملك زمام نفسه، ويملك مصيره، فلا بد من أن يختفي مبدأ التراحم فيما بينهم، وإذا اختفى التراحم غابت أوامر الله اختفت ولم تجد سبيلا لتنفيذها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح العلاقة اللزومية بين تراحم الناس فيما بينهم وبين رحمة الله لهم. قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء..) فكلما تراحم الناس رحمهم الله تعالى، وكلما اختفى التراحم مما بينهم تقلصت عنهم رحمة الله تعالى. لقد ذكر الله هذه الصفة العظيمة (صفة الرحمة) في غير ما آية من كتابه الكريم إما في معرض تسميته واتصافه بها، وإما في معرض الامتنان على العباد بما يسبغه عليهم من آثارها، أو تذكيرهم بسعتها، أو من باب المدح والثناء على المتصفين بها. فمن ذلك: تسمّيه جل وعلا باسم الرحمن الرحيم واتصافه بصفة الرحمة، وهذا كثير جدا في القرآن الكريم. وقد أثنى الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه المتصفين بخلق الرحمة المتخلقين به فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] فهم أشداء على الكفار رحماء بينهم بحسب ما يقتضيه منهم ايمانهم؛ لأن الإيمان بالله واليوم الآخر متى تغلغل في القلب حقا غرس فيه الرحمة بمقدار قوته وتغلغله. ولقد جاءت السنة النبوية لترغب في هذا الخلق، حيث استفاضت نصوصها الداعية إلى الرحمة الحاثة عليها، كيف لا وصاحبها صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة كما وصف نفسه، فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصف نَفْسَهُ فَيقول (أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ) وعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍقال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى) يقول النووي معلقا على هذا الحديث: "هذه الأحاديث صريحة في تعظيم المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه". وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَالرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَّتْهُ) "فندب صلى الله عليه وسلم للرحمة والعطف على جميع الخلق من جميع الحيوانات على اختلاف أنواعها في غير حديث، وأشرفها الآدمي، وإذا كان كافر، فكن رحيما لنفسك ولغيرك ولا تستبد بغيرك فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك، والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه فمن كثرت منه الشفقة على خلقه، والرحمة على عباده، رحمه الله برحمته، وأدخله دار كرامته، ووقاه عذاب قبره، وهول موقفه، وأظله بظله إذ كل ذلك من رحمته" وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس) يقول الإمام السعدي رحمه الله: "رحمة الله للخلق من أكبر الأسباب التي تنال بها رحمة الله عز وجل، والتي من آثارها خيرات الدنيا وخيرات الآخرة، وفقدها من أكبر القواطع والموانع لرحمة الله، والعبد في غاية الضرورة والافتقار إلى رحمة الله، ولا يستغني عنها طرفة عين، وكل ما فيه من النعم واندفاع النقم من رحمة الله، فمتى أراد أن يستبقيها ويستزيد منها فليعمل جميع الأسباب التي تنال بها رحمته، وتجتمع كلها في قوله تعالى {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، وهم المحسنون في عبادة الله، المحسنون إلى عباد الله، والإحسان إلى الخلق أثر من آثار رحمة العبد بهم" أما من كان بعيدا عن الإحسان بالخلق ظلوما غشوما شقيا فهذا لا ينبغي له أن يطمع في رحمة الله وهو متلبس بظلم عباده.
2- أقسام الرحمة من حيث المدح والذم: إن خلق الرحمة منه ما هو محمود –وهو الأصل– ومنه ما هو مذموم، فأما المحمود فهو ما ذكرناه آنفا واستدللنا عليه من كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأما المذموم فهو ما حصل بسببه تعطيل لشرع الله، أو تهاون في تطبيق حدوده وأوامره، كمن يشفق على من ارتكب جرما يستحق به حدا فيحاول إقالته والعفو عنه، ويحسب أن ذلك من رحمة الخلق وهو ليس من الرحمة في شيء بل الرحمة هي إقامة الحد على المذنب والرأفة هي زجره عن غيه ورده عن بغيه بتطبيق حكم الله فيه. قال شيخ الإسلام رحمه الله: "إن العقوبات الشرعية كلها أدوية نافعة، يصلح الله بها مرض القلوب وهي من رحمة الله بعباده ورأفته بهم الداخلة في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]. فمن ترك هذه الرحمة النافعة لرأفة يجدها بالمريض فهو الذي أعان على عذابه وهلاكه وإن كان لا يريد إلا الخير إذ هو في ذلك جاهل أحمق". ولذا نهى الله المؤمنين عن أن تأخذهم رأفة أو رحمة في تطبيق حدود الله وإقامة شرعه فقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2] ومن الرحمة المذمومة ما يفعله كثير من الآباء من ترك تربية الأبناء وتأديبهم وعقوبتهم رحمة بهم وعطفا عليهم فيتسببون في فسادهم وهلاكهم وهم لا يشعرون. فمن رزقه الله الرحمة وجبله عليها فبها ونعمت، وإلا عليه أن يكتسبها بسلوكه بكل طريق ووسيلة تجعل قلبه على هذا الوصف فيعلم أن هذا الوصف من أجلّ مكارم الأخلاق وأكملها فيجاهد نفسه على الاتصاف بها. 3- من صور الرحمة: إن للرحمة صورا وأشكالا متعددة وسنذكر البعض على سبيل المثال لا الحصر: أ- البر بالوالدين وخفض جناح الذل من الرحمة لهما: قال الله تعالى: {واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24] ب- الوصية بالمرأة خيرا والإحسان إليها: فعن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فان الْمَرْأَة خلقت من ضلع وإن أعوج مَا فِي الضلع أَعْلَاهُ فان ذهبت تُقِيمهُ كَسرته وإن تركته لم يزل أَعْوَج فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء) ج- الشفقة على الأبناء والعطف والحزن عليهم إذا أصابهم مكروه: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: تقبّلون الصبيان فما نقبّلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَوَ أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) د- النهي عن تعذيب الحيوان أو إخافته أو إجهاده أو إجاعته: فقد جاء النهي عن ذلك، ففي البُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعًا: (دَخَلَتِ امْرَأةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْها، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْها تأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ) هـ - وقد أمر الإسلام بإحسان القتلة والذبحة: فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَةَ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبْحَة، ولْيُحِدَّ أحدُكم شفرته وَلْيُرِحْ ذبيحته) 4- الأسباب المعينة على التخلق بهذا الخلق العظيم والسجية الكريمة: إن من أهم هذه الأسباب: أ- القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والتدبر في معالمها والتأسّي به في مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم. ب- مجالسة الرحماء ومخالطتهم والابتعاد عن ذوي الغلظة والفظاظة فالمرء يكتسب من جلسائه طبائعهم وأخلاقهم. ج- معرفة جزاء الرحماء وثوابهم وأنهم هم الجديرون برحمة الله دون غيرهم، ومعرفة عقوبة الله لأصحاب القلوب القاسية فان هذا مما يدفع للتخلق بصفة الرحمة ويردع عن القسوة. د- الاختلاط بالضعفاء والمساكين وذوي الحاجة فإنه مما يرقق القلب ويدعو للشفقة بهؤلاء وغيرهم.
5- نماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم: إن الصور والنماذج من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تحصى حيث شملت رحمته المؤمنين والكافرين بل والجمادات والحيوانات أيضا، وسأكتفي بذكر أنموذج واحد من رحمته صلى الله عليه وسلم في كل من الحيوان والجماد. فأما عن رحمته بالحيوان: فقد جاء عن عبد الله بن جعفر قال: (أردفني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم، فأسرَّ إليَّ حديثاً لا أُحدثُ به أحداً من الناس، وكان أحبَّ ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجتِهِ هدفٌ أو حائشُ نخلٍ. فدخلَ حائطاً لرجلٍ من الأنصار فإذا جملٌ، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح سراته إلى سنامه وذفراه فسَكَنَ فقال: مَن ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاءه فتىً من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمة التي مَلَّكَكَ الله إياها؟ فإنه شكا إليَّ أنك تُجيعه وتُدئبُهُ) سراته: أي ظهره وأعلاه. وذفراه: أي مؤخر رأسه، وهو الموضع الذي يعرف من قفاه. وقوله: وتدئبه، أي: تكده وتتعبه، من الدأب، وهو الجد والتعب. وأما عن رحمته بالجماد: فعن جابر - رضي الله عنه - (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار: ألا نجعل لك منبرا؟ قال: إن شئتم، فجعلوا له منبرا، فلما كان يوم الجمعة رفع إلى المنبر، فصاحت النخلة فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها) قال القاضي: حديث حنين الجذع مشهور منتشر، والخبر به متواتر، خرجه أهل الصحيح، ورواه من الصحابة بضعة عشر. فيا عباد الله: إذا كنا ندعي أننا أتباع لنبينا صلى الله عليه وسلم وأننا صادقون في ذلك فيجب أن نتخلق بأخلاقه والتي من أجلّها صفة الرحمة فنتراحم بيننا خصوصا في هذه الأيام العصيبة التي يمتحن فيها المسلمون بشتى أنواع الامتحان فنحن فيها بأمس الحاجة إلى رحمة الله تعالى ولا تتحقق إلا إذا حققناها في الأرض لأنه جعل بينها وبين تراحمنا فيما بيننا علاقة لزومية بحيث لا تتحقق الثانية إلا إذا تحققت الأولى. فالله نسأل أن يغرس في قلوبنا الرحمة والرأفة حتى نرحم بعضنا البعض فيمن علينا برحمته وكرمه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
------------------
للاستماع للخطبة اضغط هنا
رابطة خطباء الشام
عماد الدين خيتي
المجلس الإسلامي السوري
محمد لافي
محمد علي الشيخي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة