..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نصيحة للأمراء والقادة والمسؤولين

مجاهد مأمون ديرانية

٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4004

نصيحة للأمراء والقادة والمسؤولين
مامون +00.jpg

شـــــارك المادة

ارتفعَ في هذه الثورة كثيرون فبلغوا مراتبَ ومناصبَ ما كانوا ليبلغوها لو عاشوا كما يعيش عامة الناس في دنيا الناس، فمَن بلغها مستوفياً حظَّه من التربية الإيمانية والتهذيب الأخلاقي سيصمد وينجو في الاختبار بأمر الله، أمّا مَن "تزبّب قبل أن يتحصرم" وبلَغَها بلا تربية ولا تهذيب فسوف تَفتنُه وتُفسده وتُطغيه، فيصبح خطراً على نفسه وعلى الثورة.

مَن وجد نفسه في منصب كبير ولمّا يَسْتَوفِ نصيبَه من التربية الإيمانية ولمّا يهذّبْ نفسَه ويروّضها فسوف يصيُبه الكِبْر والعُجْب والغرور، فيرى نفسَه أكبرَ من الناس ويستصغرهم ولو كانوا عمالقة، وسوف يتعالى ويتعالم فيحتقر علم العالِمين وتجربة المجرّبين، ثم يصل إلى غاية الاستخفاف والإسفاف، فيستخفّ بالناقدين ويُسِفّ في الرد على الناصحين.

*   *   *

مَن رفعته الثورة إلى المناصب الرفيعة والمراتب العالية يستحق من إخوانه وصية ونصيحة، فنقول له: إياك أن تَكبُر في عين نفسك، إياك والعُجْبَ والغرور فإنهما قتلا كثيراً من الصالحين قبلك. انظر إلى وجهك في المرآة كل صباح وخاطب نفسك قائلاً: أنت يا فلان لست أفضل من غيرك، وما صرتَ إلى ما صرت إليه إلا بقَدَر قدَرهُ الله لك على سبيل الاختبار، فاحذر أن تفشل في الاختبار. أنت تعمل لله، فلا تُحبط عملك بالغرور والعُجب والتعالي على الناس، ولا تظنّ أنك أفضل عند الله من ضَعَفتهم ومساكينهم، فكم من ضعيف مسكين لم تسمع به ولم يسمع به أحدٌ وهو أثقل عند الله من ألفٍ ومن ألفِ الفٍ من أمثالك من القادة والأمراء.

يا أيها المسؤولون والقادة والأمراء: أحسنوا إلى الناس، لينوا في أيدي الناس، تواضعوا للناس يرفع الله أقداركم في الدنيا والآخرة ويَجْزِكم خير الجزاء.

 

 

الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع