عباس شريفة
تصدير المادة
المشاهدات : 3343
شـــــارك المادة
العلمانيون والغلاة يتخذون الدين عضين ويمارسون الاجتزاء المخل، العلمانية تحصره في الشعائر وتبعده عن الحكم والغلاة يحصرونه في الحكم. ينكر العلمانيون على الحركة الإسلامية أنها أسيرة التراث والتقليد، ضحلة الإبداع والتجديد مع أن العلمانيين العرب هم مقلدون في أخذهم للعلمانية الغربية. العلمانيون يقولون بنسبية القيم فكل شيء عندهم نسبي يخضع للعقل والتغيير إلا العلمانية عندهم يعتبرونها قيمة مطلقة لا تقبل النسبية والخطأ فيتناقضون مع أنفسهم في تقرير أصولهم الفكرية. في نظرتهم للتاريخ؛ العلمانيون يعدمون التاريخ ويمسحونه من الذاكرة، والغلاة يجعلون منه قيداً يقيد الأمة عن الحركة إلى مستقبلها. الغلاة يقهرون الشعوب بحجة حمايتهم من الاستبداد العلماني، والعلمانيون يمارسون ذات القهر على الشعوب بحجة حمايتهم من الغلاة وهكذا يستمر القهر. الغلاة يعطون أسوأ الأمثلة في تطبيق الشريعة، والعلمانيون يستدلون بعمل الغلاة على عدم صلاحية الشريعة.
العلمانيون والغلاة كلاهما يسهمان في الانقلاب على الشريعة، الأولون يجحدون الغاية والآخرون يجحدون الوسيلة. الاستبداد العلماني يتولد من ظلمه الغلو، والاستبداد يتولد من ظلمه الإلحاد، وهكذا تتيه الأمة بين الكفر والتكفير.
حساب الكاتب على فيسبوك
نجوى شبلي
عبد الحكيم الأنيس
مجاهد مأمون ديرانية
محمد عمار نحاس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة