..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ولماذا يا إخوتنا الأكراد؟

نجوى شبلي

٢١ نوفمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3140

ولماذا يا إخوتنا الأكراد؟
1 جيش الكرد.jpg

شـــــارك المادة

بينما أهل دمشق وحلب وحمص وحماه ودير الزور ودرعا وبقية المدن والقرى السورية مشغولة باستخراج الجثث من تحت أنقاض البنايات التي دمرها النظام السوري, وبينما يبحث الناس عن أماكن لدفن موتاهم بعد أن استهدف النظام كل شيء حتى المقابر, وبينما يبحث الناس عن أماكن لعلاج جرحاهم, أو عن أماكن يلجؤون إليها خوفا على حياتهم, وحفاظا على أعراضهم نجد من يستغل هذه الفرصة ليؤسس لدولته الكردية الموعودة بتغيير أسماء الشوارع والمدارس والاستعداد لإنشاء جيل ليس له هم إلا الدفاع عن قوميته الكردية بعيدا عن انتمائه لوطنه الذي جمعه مع إخوانه العرب.

 


فالعرب الذين عاشوا في منطقة الحسكة لهم جذورهم التاريخية فيها وهم لا يقلون عددا عنهم, وقد يزيدون, إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ألجأت بعضهم إلى الارتحال بعيدا عن الوطن ليستطيع بعدها العودة إلى هذا الوطن وهو أكثر قدرة على بنائه بالشكل الذي يطمح إليه.
إن الظلم الذي عانى منه الأكراد في هذه المنطقة وغيرها من إقصاء وعدم اعتراف بهويتهم وانتمائهم إلى هذا الوطن عانى منه العرب بل وأكثر... فلو نظرت إلى أكثر من شرد لوجدت العرب, ولو نظرت إلى أكثر من قتل وذبح على يد هؤلاء المجرمين الطائفين, لوجدت أكثرهم العرب، ولو أحصيت عدد المشردين الذين ألجأتهم الظروف السياسية في بلدهم إلى اللجوء إلى بلاد العالم, لوجدت أكثرهم العرب.
إذن المعاناة مشتركة, والهم مشترك, فلماذا وبعد كل هذه السنين يأتي من إخوتنا الأكراد من يفكر بالانفصال؟!
إن التاريخ الذي عشناه معاً, والهم الأكبر الذي كان يجمعنا عبر التاريخ أكبر من كل محاولات التفريق الذي سينعكس علينا جميعا وبشكل سلبي.
ولو فكر صلاح الدين بانتمائه القومي لما حقق المسلمون الذين كانوا يسعون إلى إعلاء كلمة لا إله إلا الله بعد أن حاول الغرب القضاء عليها ومحوها في بلادنا, لما حققوا انتصارهم في حطين.
ولو نظر أهل كل قومية بمنظار ضيق, لما دخل أحد الإسلام, ولما استطاعوا أن يرسوا دعائم أكبر حضارة في التاريخ.
ولا بد أن أذكر إخوتنا في الدين والوطن أن الأكراد منتشرون في كل مدن سورية, كما ينتشر العرب في كل مدن الجزيرة.
فماذا أنتم فاعلون؟!
إن من يحرك هذه النزعة القومية التي لم تأت بخير على أمتنا يوماً لا يريدون الخير لهذا الوطن، ولا ننسى أن من يحركهم هم هؤلاء الذين ثرنا جميعا عليهم, وهم لا يقلّون خطرا وطائفية عنهم، فهل نخرج من حفرة لنقع في هاوية؟!
ثم إن من أعطى بعض المدن للأكراد؛ ليؤسسوا دولتهم على أساس قومي, هو نفسه من يسعى ليكون دولة على أساس طائفي.
وفي الوقت الذي يسعى العالم لأن يتكتل ويتحد بعيداً عن القوميات واللغات، يسعى البعض هنا ليقتسموا هذا الوطن الصغير والجميل والذي كان وسيظل وطنا لكل الناس فيه بكل طوائفهم وقومياتهم.
فماذا أنتم فاعلون بهذا الوطن ؟! وإلى أي مصير تريدون جره؟!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع