فهد البيضاني
تصدير المادة
المشاهدات : 5741
شـــــارك المادة
قصص ومشاهد من مدينة المآذن:
1- التقيت مع أخ قدم للتو من دوما المحاصرة، حدثنا عن مغامرته في الخروج من دوما، حدثنا عن مشاهد وقصص محزنة ذرفت لها دموعنا، وتقطعت قلوبنا 2- وحدثنا كذلك عن مشاهد وقصص أبهجتنا وسرتنا، حدثنا عن الصمود، حدثنا عن الأبطال، حدثنا عن المؤمنين الصادقين هناك، حدثنا عن الأطفال الرجال ! 3- حدثنا في البداية عن دوما فقال: دوما هي معقل الحنابلة في سوريا، أهلها مشهورون بالعقيدة السلفية الصافية، واللحمة الاجتماعية المترابطة. 4- دوما تسمى مدينة المآذن، ونساء دوما معروفات بالحجاب الشرعي الكامل، وكان النظام حتى قبل الثورة يكره دوما وأهلها ويحرمها من الخدمات ويهملها. 5-حتى أن بعض أنصار النظام كتب: (هجروا أهل دوما للسعودية)! والآن من وجدوا في بطاقته أنه من دوما آذوه وربما اعتقلوه. ومن الطرائف أنهم أمسكوا 6- أمسكوا أحد كبار السن عمره 78 ! فقال: (شو بتريدو؟) قالوا: (أنت من الخلايا النائمة) قال: (إذا عمري 78 -دخيلكن- متى بدي فيء)! 7-أهل دوما مشهورون بالشجاعة والقوة والشهامة، وهم من أول من بدأ الثورة لذا فعندما كان الشهداء يتساقطون في درعا كان إخوانهم يتساقطون في دوما. 8-كانت المظاهرات تخرج منها بمئات الآلاف وكانت المسيرة تسير طويلاً وتجوب البلدات لاينهيها إلا الرصاص. لذا فإن النظام قد ضرب عليها حصاراً رهيباً. 9-دوما هي عاصمة الغوطة الشرقية، يسكنها 700 ألف نسمة، أما الغوطة كلها فيسكنها مليونان و200 ألف. لكن نصفهم قد نزح وهاجر وبقي النصف تحت الحصار! 10- حصار الغوطة الشرقية حصار بمعنى الكلمة. حدودها تقريباً: من الغرب دمشق، ومن الشرق ثكنات عسكرية، ومن الشمال جبال، ومن الجنوب طريق المطار. 11- حاول النظام عشرات المرات أن يقتحم الغوطة الشرقية لكن أبطال الجيش الإسلامي وإخوانهم تصدوا لهم، ولا يزالون يحاولون لكن الأبطال أعجزوهم !! 12- لا يمكن الخروج إلا من جهة واحدة مكشوفة أمام جيش النظام، ومن خاطر من إنسان أو حيوان فمر خلالها قصفوه.. فالخروج فيه مخاطرة شديدة للغاية. 13- ثم ذكر لنا قصة خروجه التي استغرقت 17 يوماً حتى وصل إلى بر الأمان، وما لاقاه من أخطار ومعاناة، مع أنه شيخ كبير في السن ! 14- أما أحوال الناس المعيشية فقد وصلت إلى حد لا يمكن تصوره، الناس هناك في بلاء شديد، الكهرباء مقطوعة منذ سنة و8 أشهر، وكذلك الماء والاتصالات 15- أبراج الاتصالات موجودة بدمشق على بعد كيلوات قليلة لكن النظام جعل الإرسال لايصل أبداً لجميع الغوطة الشرقية. يريد معاقبة البلدات الثائرة. 16- كل يوم يقصفون الغوطة وخاصة دوما، بل إن مدافعهم وقاذفاتهم قد وضعوها على الجبال المطلة على دوما، وما تعجز عنه المدافع تصله الطائرات. 17- مع تجمع الناس لصلاة الجمعة يبدأ القصف، لذا فإننا قد أخذنا برأي الحنابلة فصارت بعض المساجد تصلي الجمعة الساعة 9 صباحا! وبعضها قبيل العصر! 18- الناس لا يجدون ما يأكلون، حتى الورق أكلناه، وأكلنا أعلاف الأبقار فماتت الأبقار! ولهذا قصة مبكية محزنة: فالغوطة فيها أكبر مزارع الأبقار. 19- كان عدد الأبقار في الغوطة الشرقية يشكل نسبة 25% أي ربع أبقار #سوريا ! لكن مع الحصار الخانق اشترينا علفا للأبقار مكون من خليط من الحبوب 20- وهو علف الأبقار، فلما لم نجد مانأكله طحنا العلف وصنعنا منه خبزاً لأطفالنا لا يستساغ ! فماتت أبقار المنطقة جميعها فلم يبق بقرة واحدة ! 21- يكفي أن تعلموا أن الخبز الذي يكلف في السعودية ريالاً واحداً يكلف هناك 40 ريالاً! أما أسطوانة الغاز فقيمتها ما يعادل 1000 ريال، هذا إن وجدت ! 22- صنعنا "معمول" بلا حشوة، فأخبرنا الناس، ولما أردنا التوزيع تفاجأنا بطابور فيه 250 من الرجال والنساء والأطفال، حصل كل منهم على حبة واحدة! 23-أحدهم في رمضان لايوقظ أهله وأولاده للسحور لأنه لايجد ما يطعمهم! الأطفال هياكل عظمية! أيدي الأطفال سوداء لأنهم لايجدون صابوناً يغسلون به. 24- قد تقولون كيف يعيش الناس؟ لقد تجمع العلماء والفضلاء فأنشأوا "مجلس شورى دوما" وصاروا يجمعون الصدقات (فيهربونها) ويوزعونها على الناس. 25-الأمور الطبية مأساة أخرى! العمليات تجرى بلا بنج !! العلبة البلاستيكية التي لحفظ الدم كانت تباع بالهللات، أما الآن فهي بما بعادل 20 ريالاً. 26-الحال لايوصف والمأساة كبيرة، ولولا وجود جهود فردية من بعض الشعوب المسلمة لهلك الناس، لكن الله سبحانه يهيئ للمؤمنين رزقاً من حيث لايحتسبون! 27 - كما أن "مجلس شورى دوما" صار يكفل الأيتام، وينظم شؤون البلد، ويهتم بأحوال الناس، وينشئ المدارس والمعاهد، وغيرها. وكلها بتبرعات المحسنين. 28- استطعنا بجهود عقلاء ووجهاء ومثقفي البلد فتح مدارس في الأقبية لكي لا يطالها القصف، يدرس بها 23000 طالب وطالبة، يدرسهم 950 معلم ومعلمة. 29- ونظمنا شؤوننا الداخلية، وشكلنا محاكم، وشرطة، وبلدية، ومكتب للطاقة البديلة ينتج من روث البهائم ومن دخان الحطب طاقة تشغل المولدات !! 30-أقول: ذكر لنا الأخ من صور معاناة الأهالي ما جعلنا نبكي والله، ولا أستطيع اختصاره هنا، ولعل فيما ذكرته من صور كفاية، وماكنت أتصور ما سمعت. 31- قال لنا الأخ : بعد أن أبكيتكم تعالوا لأضحككم وأبهج نفوسكم وأبشركم بأخبار ومشاهد الثبات، والصبر، والعز، وقوة الإيمان، واليقين، والتوكل : 32- مع هذا الحصار المطبق إلا أن الناس لم يخنعوا ولم يندموا على اختيارهم لطريق الثورة، بل إنهم يقولون: (شدة وتزول) بل زاد يقينهم بفساد النظام 33- شبابنا لا يفكرون إلا في الجهاد، لكن القادة لديهم شروط صارمة لمن يرغب الانضمام لهم.. أمنية الشباب والصغار أن يلتحقوا بصفوف المجاهدين. 34-من الصور المتكررة أن ترى فتى لم يتجاوز ال 14سنة يتردد بين المشايخ والقادة يبحث عمن يتوسط له لكي ينضم للمجاهدين! والأمهات يشجعنهم على ذلك! 35- جبهات وثغور الدفاع عن أهلنا المحاصرين دائمة الاشتعال، والعدو ينتظر غرة لكي يتقدم، لكن الشباب دائمي اليقظة، وكلما تقدم النظام دحروه. 36- الجيش النصيري يحاول بشتى الوسائل الدخول للغوطة ليقتل الثائرين ويغتصب النساء، لكن أمام كل فرقة نصيرية كتيبة مجاهدة، على جميع حدود التماس. 37-الكتائب السنية كثيرة، وهناك فرق من طوائف أخرى أخطرها #داعش حيث شكلت كتيبة انضم لها اللصوص والشباب المعروفين بترك الصلاة ومعاقرة الموبقات! 38- ثم ذكر لنا قصتين عجيبتين: الأولى: قصة أب وأم كبيرين في السن، استشهد 4 أبناء، ثم استشهد الخامس !! احترنا كيف نخبرهم بالفاجعة؟ 39-ذهب المسؤول الشرعي وبعض المشايخ وفي الطريق ترددوا من سيخبرهم ثم قرر أحدهم أن يتولى الأمر. طرقوا الباب فخرج الأب، فبدأ صاحبنا يمهد للموضوع 40- فبادر الأب قائلا: "هل استشهد فلان"؟ قالوا: نعم. فقال: الحمدلله. ثم سمعنا صوت الأم من وراء الباب تسأله ما الخبر؟ فقال لها: فلان استشهد 41-فسمعنا "زغردتها" وتحميدها ! ونحن في ذهول! ثم تأثرا وأجهشا بالبكاء. وقالت لنا الأم: في كل مرة يخرج للجهاد كان يطلب مني أن أدعو له بالشهادة 42- لكنني أرفض طلبه ، هذه المرة طلب مني الدعاء بالشهادة فدعوت له ! بعد ذلك انصرفنا، وفجأة سمعنا صوتها خلفنا تنادينا. فتوقفنا وأقبلنا عليها 43- فقالت: عندي طلب صغير. قالوا: ماهو ؟ قالت: عندي هذا الولد عمره 14 سنة، وهو ولد نبيه وعمله متقن، هو الذي ينظف البيت ويطبخ ويغسل ملابسنا 44- ونعلم أنكم لا تقبلونه في الجهاد لصغره، لكن أرجوكم أرجوكم خذوه معكم يخدم المجاهدين ويطبخ لهم، أنا وأبوه لسنا بحاجته، وهو لديه رغبة !! 45- أتدرون ما كان ردهم ؟ ما ردوا إلا بالدموع ! موقف مذهل ! ومشهد لا يوصف ! أكملوا سيرهم. وأكملت دموعنا نحن السامعون جريها على خدودنا. 46- القصة الثانية أعجب: رصدنا حافلة تتجه للثكنة العسكرية المحاصرة لنا، باغتناها وأمطرناها برصاصنا واستطعنا إعطابها، استمرينا بإطلاق الرصاص 47- نزل سائقها وهرب، لكن الجنود لا زالوا بداخلها، فكثفنا رمينا، وما تركنا فيها موضعاً إلا ومزقه رصاصنا، لكننا لازلنا نرى الجنود على كراسيهم! 48- اقتربنا منها وتمكنا من اقتحامها .. وهناك كانت المفاجأة المذهلة! أن الذين في الحافلة ليسوا جنودا، إنهم أسرى مربطون على الكراسي !! 49- ثم كانت المفاجأة الثانية: أن أحداً منهم لم يصب بأذى ! كل هذا الرصاص لكن الله حمى هؤلاء المساكين الذين أراد العدو أن يجعلهم دروعاً بشرية. 50- هذا ما حدثنيه أخونا القادم من دوما وانتهى كلامه. لكن حديثه هذا ذكرني ب 3 قصص أخرى كتبها أحد الإخوة الثقات الأثبات من سوريا وهي : 51-القصة الثالثة: هاجم المجاهدون قرية يسكنها الشبيحة ومقاتلي النظام فقتلوا بعضهم وهرب الباقون، ثم عاد المجاهدون وقد استشهد منهم 3 رحمهم الله 52-بعد العشاء تفاجأوا بأحد الثلاثة يدخل عليهم! فرحوا وتفاجأوا، فذكر قصته فقال: كنت متعبا جدا فنمت في أحد البيوت ولم أعلم أنكم ستتركون القرية 53-ثم تفاجأت بأصوات غريبة حول البيت فنظرت وإذا الشبيحة والجنود قد عادوا للقرية! أسقط في يدي ولم أدري ماذا أفعل فاستعنت بالله وقررت المغامرة! 54- أخذت أكبر بأعلى صوتي وأطلق الرصاص.. فألقى الله الرعب في قلوبهم وولو هاربين مرة أخرى ! يقول الأخ : سمعت عن قصته فقابلته فأخبرني هو بها. 55-القصة الرابعة: اضطرت إحدى الكتائب لتنفيذ 3 عمليات "استشهادية" بجنود النظام، انطلق 3 شباب ب 3 سيارات مفخخة، ودعهم زملاؤهم، نفذوا عملياتهم 56- وصار البقية يدعون لزملائهم الثلاثة ويترحمون عليهم. بعد قليل تفاجؤوا بأحد هؤلاء الثلاثة يدخل عليهم، فرحوا به وسألوه ألم تنفذ العملية ؟ 57- قال: بلى، لكنني لما وصلت المبنى المقصود وجدت حراسه في غفلة فأوقفت السيارة بجواره وابتعدت عنها ثم فجرتها عن بعد. 58- القصة الخامسة: هذه القصة عاشها صاحبنا بنفسه وشهد أحداثها، حيث أنه كان يزور 4 من المجاهدين ويتردد عليهم في أحد ثغور المرابطة، وفي إحدى 59-في إحدى زياراته وجد معهم خامساً، لكنه كان منعزلاً عنهم منطوياً على نفسه! سألهم عنه فقالوا: هذا كان مع داعش لكنه -ولله الحمد-تاب وانضم إلينا 60- ودعتهم، وحددت يوماً سأزورهم فيه. صار لي ظرف منعني من زيارتهم في اليوم المحدد، فجاءتني الأخبار أنهم قتلوا فجر ذلك اليوم ! استفسرت فقالوا: 61- لقد غدر بهم ذلك الخارجي، لقد تركهم حتى أقاموا لصلاة الفجر، فادّعى أنه على غير وضوء، فلما كبروا أتى بالرشاش وحصدهم وهم في الصلاة ! ثم هرب. 62- بحث عنه المجاهدون في القرية لكنه تمكن من الإفلات.. وفي أثناء ذلك أمسك المجاهدون بأحد أفراد داعش فأخذوا يحققون معه، وفي التحقيق تفاجؤوا 63- تفاجؤوا بلكنته الغريبة ومعلوماته المتناقضة! وأخيراً اكتشفوا أنه علوى التحق بداعش منذ شهور! كثفوا التحقيق معه فتوالت المفاجآت... 64-ذكر أن عملية انضمام النصيرية لـ "داعش" عملية منظمة ومخططة، تبدأ باختيار العناصر المناسبة ثم إرسالهم في دورة مكثفة لإيران حيث يتم تجهيزهم! 65- ليس تجهيزهم عسكرياً، وإنما علمياً ! حيث يعطون دورة في مبادئ الإسلام ومعلوماته الأساسية لكي لا يفتضحوا، ثم هناك دروس أخرى مكثفة في التكفير! 66- ولكي يتوافقوا مع فكر داعش يحفظون الآيات والأحاديث التي فيها تكفير. ثم يذهبون إلى داعش فيستقبلونهم ويسلطونهم على رقاب المسلمين العزل ! 67- وبهذا تنتهي هذه القصص الخمس التي تختصر لك الحال في سوريا: - بطولة - كرامات - ثبات -ثورة مضادة من الخوارج المخترقين المفسدين! 68-وأعود إلى دوما الحبيبة فأقول: لقد كثف النظام القصف عليها منذ أسبوعين، وصار يهدم البيوت ويقتل الأبرياء. أتدرون لماذا ازداد القصف الآن ؟ 69- ذلك لأن المجاهدين تقدموا، بل دخلوا بعض أطراف دمشق. وهذه طريقة النظام : كلما مرّغ الرجال أنفه بالتراب، صبّ جام غضبه على الأطفال والعزل! 70- فيا أيها الإخوة: لا تنسوا دوما المحاصرة، لا تنسوا أطفالاً لكم يتضورون جوعاً، ونساءً يخشين اغتصاباً. ومن أراد جهة رسمية للدعم فهذه بعضها: - هيئة الشام الإسلامية @islamicsham -جمعية طيبة الإسلامية @tibahcompany
مجاهد مأمون ديرانية
فيصل القاسم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة