السوري الثائر
تصدير المادة
المشاهدات : 8014
شـــــارك المادة
ربما يجد البعض كلامي عن بناء سوريا الحديثة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها الثورة السورية نوعا من الترف الثوري ، وربما ينتقد البعض هذه الدعوة ليقول يجب الآن التركيز على عمليات التحرير والإغاثة والحراك الثوري قبل التفكير بالبناء وإعادة البناء. أقول أن بناء سوريا الحديثة يجب أن يبدأ من الآن وكان من الأجدى أن يبدأ من الأمس، وذلك بالتوازي مع العمل الثوري بجميع جوانبه: العسكري والسلمي والإغاثي.
ولكن كيف يمكن بناء سوريا الحديثة وما هي مقومات تلك الدولة وما هي أسس البناء والخطوات الواجب القيام بها في هذه المرحلة الثورية ؟ • لا يخفى على أحد أن من أهم مقومات بناء دولة مدنية حديثة هو وجود دستور عصري يضفي الشرعية للسلطات القائمة في هذه الدولة (التشريعية، التنفيذية، القضائية) ويعطيها الحق في إدارة مقدراتها كل حسب اختصاصه. •القواعد القانونية والتشريعات والأنظمة الإدارية الكفيلة بتسيير أمور الدولة وتسهيل حياة مواطنيها. •الاعتراف بالحقوق والحريات الفردية وحماية الفرد من تعسف السلطات العامة واعتدائها على حقوقه ، وهذه الحقوق يجب أن يكفلها الدستور. •الفصل بين السلطات يشكل ضمانة أساسية تباشرها السلطات واحدة على الأخرى يسهم في خضوع الدولة للقانون وبشكل ضمانة هامة وفعالة لحماية حقوق الأفراد وحرياتهم . •تطبيق النظام الديمقراطي لتنظيم طريقة الحكم في الدولة وإعطاء الشعب الحق في اختيار من سيتولى السلطات بالنيابة عنهم. •إن ما يحمي هذا كله هو الشعور الوطني بالانتماء للوطن والانصهار بجميع مكوناته، وهذا يستلزم إعادة بناء النسيج الوطني السوري على أسس سليمة حضارية مدنية. أما بالنسبة للخطوات الواجب القيام بها الآن قبل الغد بالنسبة للثورة فهي تطبيق هذه المقومات في المناطق المحررة من سوريا وضمن إدارات محلية حتى تكون مقدمة لبناء سوريا الحديثة. وعليه يمكن اعتماد دستور عام 1950 كأساس مبدأي متوافق عليه من قبل جميع مكونات الشعب السوري الثائر لحين إقرار دستور جديد بعد التحرير. بالإضافة لذلك كله يجب بناء جيش وطني على أسس وطنية بحتة، ويمكن ذلك من خلال القيادة الجديدة للجيش الوطني السوري، حيث يمكن بناء هيكلية هذا الجيش من خلال استدعاء الضباط المنشقين كذلك الاحتياط كذلك من خلال إعلان الاستدعاء للخدمة الوطنية العسكرية التي ستكون عماد الجيش الوطني السوري. كل ذلك يعطي تطمينات للشعب السوري بأن الدولة القادمة ستكون دولة مدنية عصرية مبنية على أسس وطنية سليمة . كلي ثقة بشعبنا السوري العظيم، الذي اجترح المعجزات بثورته، بأنه قادر على تخطي جميع العقبات والصعوبات لبناء سوريا الغد، سوريا المدنية الديمقراطية التعددية التي تحفظ حقوق جميع أبنائها.
حسن سالم
عبد الكريم بكار
مجاهد مأمون ديرانية
لؤي صافي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة