علي حماده
تصدير المادة
المشاهدات : 3067
شـــــارك المادة
يكثر مسؤولو "حزب الله"، وفي مقدمهم السيد حسن نصرالله، الكلام عن أن موازين القوى في سوريا، واستطرادا في لبنان، انقلبت لمصلحة المحور الإيراني في المنطقة. ويسرف هؤلاء في الحديث عن "إنجازات" عسكرية للنظام المدعوم بكل أنواع الميليشيات المذهبية اللبنانية -العراقية- الإيرانية- الباكستانية التي يتم استقدامها بالآلاف، وأن إلغاء الأميركيين الضربة الجوية على النظام إنما قلب الأمور رأسا على عقب.
وأمام كثرة الكلام، ومعظمه ثرثرة، عن تحولات جذرية لمصلحة بقاء النظام و"انتصارا" مزعوما لكل ما يمثله المحور الإيراني (و"حزب الله" إحدى أدواته) تشهد الساحة اللبنانية علامات خوف لدى البعض عندما يسمع بعض مسؤولي "حزب الله" يرفعون منسوب التهديد في كلامهم للاستقلاليين. إن الناظر بعين فاحصة للواقع الميداني في سوريا، على صعوبته، وعلى مأسوية المعارضة الخارجية التي تتلهى بالخلافات الجانبية، متناسية أن هدف إسقاط نظام بشار الأسد يجب أن يكون البند الوحيد على الأجندة، تبقى موازين القوى الميدانية في غير مصلحة النظام والميليشيات المذهبية الداعمة، إلا في ما ندر من المواقع التي يتم الضغط عليها بقوة. أكثر من ذلك، تفيد المعلومات الميدانية أن قوة النظام البشرية تلاشت إلى حد بعيد، وينقل كلام من داخل أروقة القرار في "حزب الله" مفاده أنه لولا التورط المكثف للحزب ولنظرائه العراقيين والباكستانيين، لانهارت جبهة دمشق وسقط بشار في مطلع الصيف الفائت. ولا يخفي رجال أعمال سوريون كبار مقربون جدا من بشار يترددون إلى لبنان حيث تقيم عائلاتهم نساء وأطفالا، أن أركان النظام العسكريين والماليين كانوا يتهيأون لسقوط سريع في المرحلة الماضية، وإنهم بالرغم من ابتعاد شبح الضربة الأميركية التي كانت مجرد تهويل، لكنها أبرزت هشاشة وضع النظام وداعميه على الأرض، وكشفت أن الضربة لو حصلت لأنهار النظام خلال ساعات قليلة. هؤلاء يضعون في مقدم حسابهم أن النظام يمكن أن يسقط في أي لحظة. بناء على أوهامهم السورية، وزع أركان "حزب الله" التهديدات في كل اتجاه وفي ظنهم أنهم سينتزعون من الاستقلاليين إذعانا لكل شروطهم في الداخل. والحقيقة أنهم واجهوا موقفا واضحا مفاده أن لا تنازلات من خارج الدستور، أيا تكن النتائج. ومن يريد الانتقال من الدفاع إلى الهجوم كما لمح محمد رعد قبل أيام فليفعل ما يطيب له. لقد قلنا أكثر من مرة أن من يهدد اللبنانيين ويتحدث عن تغيير في النظام ليتلاءم مع "ثقافة" ما يسمى "مقاومة"، فلينفذ تهديداته كما يحلو له. لن تكون هناك حكومة ائتلافية مع "حزب الله" مناقضة لـ"إعلان بعبدا"، ومناقضة لنص الدستور. لقد انتهى زمن الإذعان. ومن يرى أنه بالسلاح قادر على تغيير لبنان بالقوة، فليفعل. أن سلاح الاستقلاليين هو موقفهم. وسيأتي يوم يستجدي فيه هؤلاء الدولة لكي تضع يدها على "سلاح الغدر". كلمة أخيرة عن التجسس الإسرائيلي: مواجهته أولوية. لكن ماذا عن تجسس "حزب الله" على اللبنانيين؟ النهار
أحمد أبازيد
برهان غليون
غسان المفلح
غازي دحمان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة