علي حماده
تصدير المادة
المشاهدات : 3048
شـــــارك المادة
صحيح أن رئيس الحكومة أرسل كتابا إلى وزير الخارجية في شأن تصرفه المشين في مجلس الجامعة العربية عندما دعا باسم لبنان إلى إعادة مقعد سوريا إلى نظام بشار الأسد، وبعد أخذ ورد خرج الوزير ليقول أنه لم يكن يدلي بموقف رسمي، بل برأي شخصي، كأن المحافل الدولية صارت منابر لـ"قلقلات" نساء الأفران!
لكن ما يهمنا من الموضوع هو التذكير بأن عدنان منصور إنما ذهب كممثل للثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، واستطرادا النظام في سوريا. لم يكن يمثل لبنان رسميا ولا خلال إدلائه بكلمته المشينة التي تناصر قتلة الأطفال في سوريا، وأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أصرّ على حلفائه ولا سيما "حزب الله" باستصدار موقف من منصور يتراجع فيه عما أدلى به قبل يومين، كان ويبقى رجل المنظومة التي تمتد من طهران إلى حارة حريك مرورا ببعض دمشق في رئاسة الحكومة اللبنانية. وهو بإصراره على انتزاع تراجع لفظي من عدنان منصور فيما كان رئيس كتلة "حزب الله" النيابية محمد رعد يؤكد أن الموقف هو موقف لبنان، إنما يعود إلى استماتة للحفاظ على حكومته، بعدما بدا أن العرب بدأوا يضيقون ذرعا بلبنان الرسمي المستسلم حينا والمتواطئ أحياناً أخرى. دعونا نحدد الأمور قليلا: إن لبنان يتعرض راهنا لأكبر عملية سطو سياسية - أمنية - عسكرية منذ الوصاية الاحتلالية السورية. الحكومة تتحكم فيها مرجعيتان: "حزب الله" ومن ورائه إيران، والنظام في سوريا. رئيس الحكومة كان ولا يزال "رجل بشار الأسد" في لبنان وصنيعته، وذلك بشهادة حلفائه في قوى ٨ آذار. أما المؤسسات الأمنية والعسكرية فتتعرض حاليا لاختراقات منهجية مخيفة، وجميع مؤسسات الدولة الحيوية تفقد يوما بعد يوم مناعتها في وجه الاختراق ومحاولات وضع اليد عليها بالكامل. الاقتصاد اللبناني هو الآخر يتعرض لاستنزاف مخيف بفعل نشوء نظام من خارج القوانين والأنظمة المرعية تندرج تحته عمليات تهريب وتبييض، وفساد فلكي في كل الميادين، وصولا إلى تهديد آخر معاقل المنعة اللبنانية، أي النظام المصرفي نفسه. ولعلّ أكبر الأخطار المحدقة بلبنان اليوم مصدره نشوء فئة تعتبر نفسها فوق القانون، بل فوق البشر، وترى أن معادلة القوة هي التي تمنحها الحق في كسر التوازنات والمحرمات، وتدمير الاجتماع اللبناني. عندما نرى أداء وزير الخارجية، وهو ممثل الثنائي "أمل" و"حزب الله" في المحافل الدولية، نفهم جانبا مهما من جوانب هذه الثقافة التي تسود اليوم، ومؤداها في نهاية الأمر انفجار الداخل اللبناني في صراعات دموية. إن "حزب الله" يلعب بالنار … فليحذر غضب الغاضبين في لبنان وسوريا على حد سواء.
النهار
فيصل القاسم
إسماعيل ياشا
ماجد كيالي
مروان قبلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة