..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مفاتيح النصر الربانية

أسامة الخراط

١٣ نوفمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8041

مفاتيح النصر الربانية
00.jpg

شـــــارك المادة

سألت أحد القادة في حلب ما هي برأيك المشكلة الأكبر، والتي تسببت بهذا التراجع الغريب في جبهات حلب القتالية... ففاجأني برده: أن السبب الأهم هو تراجع المعنويات للمجاهدين، وهنا لابد من التنبيه يا أخوتي الكرام على الأهمية الكبيرة جدا لمعنويات الجنود في المعركة، فالسلاح يبقى مجرد حديد بارد..

 

 

لو لم يقم بتوجيهه شخص يتمتع بروح معنوية عالية وتركيز، ويشعر براحة نفسية وطمأنينة..وهناك أمثلة كثيرة سمعتها من القادة في سورية.. أن معارك كثيرة مع الجيش الأسدي لم يكن حسمها بقوة السلاح وكثافته، وإنما يعود لأمرين مهمين يساهمان في رفع المعنويات بقوة، وعندها يكون تأثير الطلقة بعشرة أضعاف.
الأمر الأول: هو الخروج للمعركة بنية سليمة، وبقصد الجهاد والتضحية، وأن لا يشوبها قدر الإمكان نوايا أخرى كتحصيل الغنائم أو تحقيق مكاسب دنيوية.
الأمر الثاني: هو مدى المحبة والتوافق بين الجنود، وبنفس الوقت بين القادة، والفصائل الأخرى التي تشارك في هذه المعركة.
يقول لي أحد القادة الكبار والمتمرسين: والله إني أعرف نتيجة المعركة قبل الخروج إليها من الحال التي نكون عليه قبل الخروج.. وأعرف الروح المعنوية للجندي من خلال سماع طريقة إطلاقه للرصاص، وصوت الرصاصة وهي خارجة من بندقيته، فلو كانت طلقاته سريعة مشتتة، فهو خائف مضطرب، ولو كانت بطيئة ومحددة فهو متفائل هادئ النفس.
ويروى في هذا المجال قصة عن القائد صلاح الدين الأيوبي حين كان يتفقَّد أحوال الجند ليلاً فوجد خيمة بِها عددا من الجند يقرَؤون كتاب الله ويَقُومون الليل، فقال: من هنا يأتي النصر، ومرَّ على أُخْرى، فوجدها نائمة، فقال: من هنا تأتي الهزيمة.

وفي الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (بحفر) بِالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ, فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً (حجرا كبيرا) لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُنَقِّبُوهَا, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقُمْنَا مَعَهُ, فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ, فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ صَوْتًا مِنْهَا, فَقَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ , فُتِحَتْ فَارِسُ", ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ, فُتِحَتِ الرُّومُ", ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا فَقَالَ:" اللَّهُ أَكْبَرُ, وَجَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا"
فهذا رسول الله يرفع المعنويات في معركة الخندق ويتوقع تحقيق انتصارات كبرى ومهولة وحصول اتفاقات وتحالفات مهمة تحسم المعركة، ومع أنهم كانوا في أحلك الظروف والعدو يحيط بهم من كل جانب، كما هو حالنا اليوم في الثورة السورية، فلنتفاءل ولنرفع التوقعات والمعنويات.
وقد أثبت العلماء المعاصرون أن زرع الاعتقاد عند الناس بأمر ما، سيؤدي حتما لقيام الشخص بتخيله وجعل عقله الباطن يتمناه ويتصوره واقعا حقيقيا، وفي الشريعة الإسلامية يؤدي هذا الدور عبادة الدعاء، ومن الثابت أن التخيل والدعاء والرجاء يؤدي بالشخص أنه يسخِّر طاقته وتركيزه لهذا الهدف، فما بالك لو كان أغلب الجيش يساهم في تطوير هذه النية.. وما ظنك لو كان هذا حال شعب كامل..
إن هذه النوايا تقوم عقليا وحتى حسيا بتوليد طاقة إيجابية هائلة، تُشّع من الجسم، وأصبح اليوم يمكن قياسها بالأرقام، من خلال أجهزة اُخترعت لكشف الطاقة.
وقد جرب العلماء هذا عمليا في تجارب علمية، حين جمعوا مجموعة كبيرة من الناس، واتفقوا على الدعاء وتوجيه النية بوقت واحد ولهدف واحد، فأدى هذا لتحقيق هذا الشيء بنسبة مرتفعة طبعا بعد فضل الله وتوفيقه.
ونخلص من ذلك يا ثوار سورية الكرام أنه لو قام كل منا بأمر سهل ولكنه والله مهم جدا، وهو نشر ثقافة التفاؤل.. وهي نفسها الثقافة المستمدة من الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) فلنجعل كل ما نكتبه ونتحدث فيه ومن اليوم، حديثا عن النصر وعن الانتصارات وعن قرب انتهاء الكربة، وحتى لو انتقدنا فيجب أن يكون بنية التصحيح، ولو كشفنا بعض الأخطاء فيكون بنية تنبيه المخطئ وحثه على ترك هذا الذنب.
ولتكن نيتنا حين العمل هي التوحد والتعاون مع الكل، بدون أن نُقصي أحدا، مذنبا كان أو عاصيا، فما دام الكل هدفه دعم الثورة وإسقاط عصابة الإجرام الأسدي فهو معنا، وليكن هذا كحلف الفضول، نجتمع فيه لنصرة المظلومين من أهلنا ولا مانع أن يشترك فيه كل الناس.

أخيرا ليكن هدفنا الانتصار على عدونا، ولكن الرحمة به بعد ذلك، وأننا لن نعتدي على أحد بدون حق، لأننا مسلمين نتمثل قوله تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المسجد الحرام أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البر والتقوى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإثم والعدوان..
يارب إننا لن نعتدي ولن نظلم عدونا قبل صديقنا، فنحن طلاب حق وعدل وسلام.. اللهم إنا نريد أن نعيد الحق لأصحابه ونرجع سورية لأهلها سالمة غانمة لإعلاء كلمة لا إله إلا الله..
اللهم فوفقنا لكل خير وسهل أمرنا وسدد رمينا، واجعلنا مجاهدين منتصرين في سبيلك.. والله معنا بإذن الله... شدوا الهمة يا شباب وأعلنوا النفير فقد اقترب النصر.


رابطة العلماء السوريين

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع