محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 7136
شـــــارك المادة
لقد كان الحديث في الرسالة السابقة عن الشرط الأول والمهم وهو الذي يسهل تحقيق الشروط اللاحقة.
فالشرط الأول هو تحقيق الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، فالله تعالى يقول (و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) والعبادة المقبولة عند ربنا عز وجل يجب أن تكون صحيحة وفق كتاب الله وسنة رسوله وخالصة لله تعالى لا تشوبها شائبة من حظوظ النفس والهوى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الآية ، ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) الحديث.
فهذا هو الشرط الأول والأهم من شروط النصر . أما الشرط الثاني فهو توحيد الصفوف ووحدة الكلمة. و هذا أمر إلهي لا تنبغي مخالفته ،والآيات والأحاديث كثيرة في هذا المجال فالله سبحانه وتعالى يقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) وهو القائل جل علاه ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولائك لهم عذاب عظيم ) . فعندما يكون المأمورون بتوحيد الجهود ووحدة الصف وتلاحمه كلهم ممن يدين لله بالولاء والطاعة فالغاية واحدة والهدف واحد وهي تحقيق عبادة الله في الأرض وتحكيم شريعته فلماذا الخلاف إذًا طالما غاية الجميع واحدة وهدفهم واحد ؟ . وأما الوسائل للوصول إلى هذه الغاية والهدف المنشود فقد تختلف حولها بعض الرؤى، فعندها الشورى هي الحكم بين الجميع ، وعلماء الشريعة حينها يجب أن يكونوا هم القدوة لأبناء الأمة الإسلامية وروادها الذين يحملون مشعل الهداية لينيروا لها الطريق إذا ادلهمّت الخطوب واشتدت المحن، وأي خطب أشد وأي بلاء أعظم مما ينزل بسوريا وشعبها اليوم وقد تكالبت عليها الأمم وتآمر عليها شياطين الإنس. فما أحوجنا إلى من هو مثل الصديق رضي الله عنه في حروب الردة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وإلى مثل موقف الشيخ العز ابن عبد السلام وابن تيمية في محنة التتر. فيا علماء سوريا لماذا هذه الكيانات المتعددة والتي يبلغ عددها الثماني أو تسعة كيانات، ليس لأناس لا علاقة لهم بالإسلام ولا لعامة المسلمين الذي لا يدركون أهمية وضرورة وحدة الكلمة ورص الصفوف، بل هي كيانات لعلماء مسلمي سوريا، روابط وهيئات إسلامية يتجاوز عددها الثماني عدا التيارات الإسلامية المعروفة سابقا. فكيف يا علماء المسلمين تطلبون ممن هم دونكم وأقل منكم فهما للإسلام والتزاما به في داخل سوريا أن يوحدوا صفوفهم وأنتم أنفسكم متفرقون ، فكلنا يقرأ قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) فهل هذه الفرقة والكيانات المتفرقة هي الطريق لمرضاة الله ؟! وليحقق الله لنا وعده بالنصر (وكان حقًا علينا نصر المؤمنين) الآية ؟! أم هي لتحقيق شهواتنا وأهوائنا وتطلعاتنا الدنيوية ؟! فليعد كل منا الجواب ويستنطق نفسه ماذا نقول لربنا عندما نقف بين يديه ويسألنا ماذا عملنا للوقوف في وجه هذا الإجرام العاتي والمأساة التي تحل في أهلنا في سوريا والتي لم تعرف لها الدنيا مثيلا من قبل. وكيف نطلب من الكتائب المجاهدة على أرض سورية أن تتوحد وترص صفوفها ونحن جزء أساسي من أسباب فرقتها وتفرقها وتنازعها فلماذا لا تتوحد كل هذه الكيانات والهيئات والروابط وجميع العاملين في الحقل الإسلامي ويوحدوا صفوفهم ويوحدوا دعمهم سواء للكتائب المجاهدة أو لإغاثة المحتاجين وبذلك نكون قد تخلصنا وتجاوزنا الكثير من السلبيات التي تشوب هذا الدعم . كم نسمع جميعا في بعض القنوات الفضائية ووسائل التواصل الأخرى من توجيه الدعم إلى من لا يستحقه بل و الأكثر من ذلك قد يذهب الكثير في أيدي غير مؤتمنة عليه وقد يعطى لجهة وأخرى هي أحوج إليه، وعندما تتوحد الجهود ويتوحد الدعم نكون قد أرضينا ربنا وتحقق لنا وعده بالنصر واندحر هذا الإجرام والاستبداد الذي يتعرض له أهلنا في سوريا و إلى الأبد بإذن الله. وإلى شرط آخر من شروط النصر في معلم آخر من معالم على طريق الثورة.
زهير سالم
محمد العبدة
حسان الجاجة
زياد الشامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير