..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لسنا مماليك ولستم مالكين

مجاهد مأمون ديرانية

٦ نوفمبر ٢٠١٧ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2965

لسنا مماليك ولستم مالكين

شـــــارك المادة

في أخبار البارحة أن الرئيسين الروسي والأمريكي سيلتقيان على هامش القمة الاقتصادية الآسيوية في فيتنام الأسبوع المقبل للاتفاق على تسوية للأزمة السورية!

ذكّرني هذا الخبر بحادثة مشابهة وقعت قبل أربع سنوات، حينما التقى وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي في موسكو في الثامن من أيار 2013 لتحقيق الهدف نفسه، فنشرت على الأثر مقالة هذا عنوانها، قلت فيها:

* * *


آنَ الأوانُ لنقذفها في وجه الدنيا: كُفّوا عن التلاعب بنا وكأننا دُمَىً بلا روح أو أنعامٌ بلا إدراك، فلسنا دمى ولا نحن من الأنعام. كُفّوا عن التحكم بمصيرنا وكأننا مماليك وأنتم المالكون، فلا نحن مماليك ولا أنتم مالكون!

لقد أضاع الشعب السوري حريته وضَلّ الطريقَ إليها خمسين عاماً، ثم اهتدى إلى الطريق وعثر على الضالّة المفقودة، فلا تظنوا أنه سيضيعها بعد اليوم. ليس بعدما قدم للوصول إليها ما قدم، ليس بعدما أمسى عشرةُ ملايين سوري بين مغيَّب ومعذَّب وشهيد وطريد، وبعدما أكلت بلادَنا النارُ وآل شطرها إلى حطام وركام.

* * *


إن المتابع للاجتماع المنحوس الذي عقده وزيرا خارجية ألدّ أعداء سوريا والأمة الإسلامية، كيري ولافروف، يدرك أن القوم يتعاملون مع سوريا وشعبها وثورتها كما يتعامل المالك مع المملوك، وأنهما لا يكترثان بإرادة السوريين جميعاً ولا يقيمان وزناً لرأي عشرين مليوناً من الأحرار. لو أن أحداً أراد أن يستخلص الجملة الجامعة من كل اللغو والهذر الذي صدر عنهما فسوف يجدها في قولهما: "إن أمريكا وروسيا تتعهدان بالضغط على الأسد والمعارضة للتوصل إلى اتفاق سياسي في سوريا".

الضغط على المعارضة؟ الضغط على الثورة؟ الضغط على الشعب السوري المسلم العربي الأبي الحر الكريم؟ وماذا كنتم تصنعون في ستة وعشرين شهراً خلت؟ ألم تضغطوا على السوريين الأحرار بإطلاق اليد للمجرمين ليفسدوا ويقتلوا ويرتكبوا أعاجيب الجرائم والموبقات؟ ألم تضغطوا على السوريين الأحرار بغض الطرف عن أبشع الجرائم التي عرفها القرن الجديد (كما قال ممثلوكم الدوليون)؟ ألم تضغطوا على السوريين الأحرار بالحصار الذي فرضتموه على ثورتهم وبإقامة ألف سد بينهم وبين السلاح، فيما فتحتم للعدو مخازن السلاح يغرف منها كما يشاء؟ فماذا بقي في أيديكم من ضغط لم تضغطوه وأسلوب لم تجرّبوه؟

وبأي شيء تستطيعون أن تضغطوا على شعب عرف كيف يعيش بلا أصدقاء بعدما اكتشف أنه ليس له أصدقاء؟ شعب يستخرج الوردَ من الشوك والرضا من الألم والنصرَ من الهزيمة؟ شعب عرف أن حباله بالأرض مقطّعة فتشبث بحبل السماء، فذهب كل ضغط ضغطتموه هباء وتبدد مع الهواء.

موتوا بغيظكم يا أعداء سوريا ويا أعداء الحرية والإنسانية. سلاحنا نأخذه من عدونا، وطعامنا نأخذه من أرضنا، وأمننا نأخذه من إيماننا، وثقتنا نأخذها من توكلنا على ربنا؛ لا حاجةَ لنا بكم ولا بما في أيديكم من مال وسلاح، فلا تَمُنّوا علينا ولا تَطمعوا في تركيعنا. لن يجدي ضغطكم علينا بعد اليوم كما لم يُجدِ ضغطكم علينا قبل اليوم.

* * *


لماذا ما نزال نسمع في كل مؤتمر وكل لقاء لهم عمّا يريدون ولا نسمع عمّا نريد؟ "أمريكا وافقت" و"أمريكا رفضت"... عن أي شيء تتحدثون يا أيها الأفاكون؟ هل سمعتم يوماً أن السوريين وافقوا على زيادة الضرائب أو رفضوا تعديل قانون الضمان الاجتماعي في أمريكا؟ إن كنتم تظنون أنكم دولة حرة ذات سيادة فإنا نظن كما تظنون، وإن كنتم ترفضون أن يتدخل في شؤونكم الآخرون فإنا نرفض ما ترفضون. أم ظننتم أن قوّتكم وضعفنا يجيزان لكم ما لا يجيزان لنا؟ أما علمتم أن الواحد من أحرار سوريا يملك من العزيمة ما لو وُزّع على المئة منكم لكفى وفاض، وأننا نملك في قلوبنا من القوة ما يفوق قوة الحديد والنار التي تملكون؟

أتظنون أننا نجهل أن النظام الأسدي الطائفي هو صنيعة من صنائعكم وأنه ثمرة من ثمرات احتلالكم لعالمنا الإسلامي وسيطرتكم على بلادنا ومقدراتنا العددَ العديد من السنين؟ لو استطاع النظام المجرم الذي صنعتموه أن يقهر إرادتنا لاستطعتم، ولكنْ خاب وخبتم وخسر وخسرتم؛ لن تأخذوا منا شيئاً إلا برضانا ولن تفرضوا علينا حلاً ونحن له كارهون، فإنّا قد ثرنا لنستبدل بالذل كرامةً وبالعبودية حريةً، فلن نقبل أن نستبدل قيداً بقيد وأن نستدبر زَخّ المطر لنستقبل دلف المزراب.

* * *


أما إخواننا وأهلنا من المعارضين الشرفاء فإننا نهمس في آذانهم فنقول: إياكم أن تخونوا بلدكم وشعبكم وتخونوا قضيتكم وثورتكم؛ إياكم أن يجركم الأعداء إلى مؤتمر "بيع الثورة" الذي سَمّوه زوراً وعدواناً مؤتمر السلام. سوف نصدق أنه مؤتمر سلام يوم تجتمع الذئاب والنعاج في مؤتمر للسلام. بل لو صالح الذئبُ الغنمَ لما صدّقنا أن يفيَ نظامُ الاحتلال الأسدي الطائفي بعهد أو يرعى ذمة، فإن الذئاب تأبى أن يُشبَّه بها مجرمو هذا النظام الفاجر، وإنها لَتَخجل مما يفعلون!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع