حسان الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 3603
شـــــارك المادة
الائتلاف الوطني السوري وتحديات المرحلة أخيرا رفع علم الثورة السورية (علم الاستقلال) إلى جانب أعلام قطر وتركيا والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. أخيرا جاءت الولادة العسيرة لتأتي بخير مولود أنجبته الثورة السورية منذ عشرين شهرا من عمر الحمل الثوري. أخيرا وقعت المعارضة السورية مجتمعة في الدوحة لتنجب لنا الائتلاف الوطني السوري بقيادة المجاهد الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيسا - رياض سيف نائبا - سهير الأتاسي نائبا؛ - والاحتفاظ بمقعد النائب الثالث للأخوة الأكراد – و مصطفى الصباغ أميناً عاماً.
يأتي هذا بعد فرز نتائج الانتخابات التي جرت في الدوحة لقوى المعارضة أمس. هذه الشخصيات المشهود لها بالوطنية والثورية من الذين نزلوا الشارع وتظاهروا مع الأحرار ليتربعوا على قمة هرم الثورة ويستلموا القيادة من معارضة الفنادق ... ولمن لا يعرف الداعية أحمد معاذ الخطيب الحسني -هو من (مواليد دمشق، سنة 1380هـ/1960م) ؛ خطيب وفقيه سوري. -اعتقلته عصابات الأسد عدة مرات في سنتي 2011 و2012 على خليفة دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الطاغية.
-كانت كلمته في حفل التوقيع ، مليئة بالمعاني الوطنية الصادقة والوفية لدماء الشعب الثائر، أكد فيها على بعض الثوابت منها أنه: - سينتهي عمل هذا الائتلاف فور سقوط النظام. - سيتم محاسبة كل من توغلت يداه في الدم السوري - أن الائتلاف لم ولن يتعهد أمام أي جهة بأية أمور تخون دماء الشعب الثائر. - إن سورية القادمة ستكون لأبناء وبنات جميع السوريين - تعهد بأن يكون خادماً لجميع السوريين. - دعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته في دعم شعبنا لتحقيق أهدافه. - قال بأن الشعب السوري هو من أكبر الشعوب الصانعة للحضارة ولا يقبل بهذا التعامل والتجاهل من المجتمع الدولي. - طالب بكافة أنواع الدعم الإغاثي والاقتصادي والسياسي. - أخيرا توجه إلى شعبنا العظيم بكامل الإجلال: وقبَّل يد كل أم وأب .. توجه إلى أطفال سورية بالحب الخالص ..و إلى الشباب المناضل .. - وكرر وصية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب: إذا وجدتم خيراً فيّ فساعدوني.. و إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني. هذا الانجاز العظيم سواء كان مطلبا أم إملاء خارجيا، وسواء كان حاجة داخلية أم إقليمية ودولية، وسواء كان ردا على الحجج الواهية من قبل البعض للتلكؤ في تنفيذ الوعود: فإنه من الأهمية بمكان أن نقول اليوم إن توحيد المعارضة أمر على غاية من الأهمية في تحسين أداء الثورة، واختصار مسيرة الكفاح العسكري والسياسي والالتفات الى العمل الاغاثي وبناء عصب الدولة السورية الحديثة. نعم إن رغبات الجميع مع اختلاف دوافعهم تصطدم بعوامل كابحة كثيرة، منها ما يعود الى الولاءات ومنها ما يعود الى التنازع الكتلي داخل الكيانات المعارضة، ومنها ما يعود إلى وجود عناصر مدسوسة هدفها التخريب فقط وتعطيل أي وحدة بين أجنحة المعارضة، إلا أن الاخراج النهائي لهذا الاتفاق يعبر عن صدق الأغلبية وحسن نية لدى القائمين على توحيد الجهود. فمطلبنا ليس توحيد المعارضة في كيان سياسي واحد، والذي مؤداه إعادة إنتاج حزب شمولي بمسمى آخر، وإعادة الأمر في سوريا إلى ما كان عليه. وانما مطلبنا هو توحيد رؤى المعارضة وتوحيد الجهود وتنسيق وتكامل العمل الثوري والسياسي والاغاثي، وهذا متوفر عند الجميع، ولكن توحيد المعارضة غير مطلوب على الاطلاق وأن يكون شرط لتلقي الدعم الخارجي السياسي والعسكري بالمستوى المطلوب لحسم المعركة!. لكن لنسأل أنفسنا بعد ذلك: هل تفككنا هو السبب أو الحجة التي تتلطى وراءها أميركا والغرب عموماً لكي تمدنا بالسلاح الفاعل والمال الوافر؟ أم أن هذا التفكك كان مرغوباً به لأن إدارة أوباما لم تكن راغبة في دفع عملية الحسم في مرحلة ما قبل الانتخابات الأميركية؟ . اليوم توحدت الرؤى وتعهد الجميع بالاعتراف بالائتلاف الجديد وهذا أتى على لسان جميع المتكلمين بدء من الشيخ جاسم والذي دعا رئيس الائتلاف الى السفر معه غدا الى الجامعة العربية لتسليم نسخة من هذا الاتفاق. وستقوم الجامعة العربية بـتسـليم مقعد سوريا إلى وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في جلسة ستقعد بعد يومين في القاهرة، وانتهاء بوزير خارجية الامارات وتركيا و تونس... إن ما حدث في الدوحة في غاية الأهمية لأنه أحل التوازن بين جميع مكونات المجتمع السوري الثائر، ووحد قيادته من أجل ضبط الوضع المفكك للمعارضة على الأرض مما يفتح المجال واسعا لدعم الثورة مالياً وعسكرياً بالمستوى المطلوب لحسم المعركة وبطريقة جدية. وهذا ما أكده الرئيس الجديد للمجلس الوطني جورج صبرة في اول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، إن "المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبا من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة اخرى". في الحقيقة إن بطولات الجيش الحر كانت هي الأساس والمرجع الذي بنيت عليه الانجازات السياسية هذه؛ وما تسطره كتائبه من ملاحم وبطولات هو ما سيصنع تاريخ سورية الجديد؛ وهو ما دعا العالم للاعتراف به كقوة على الأرض وبشرعيته للدفاع عن الحق، وهو ما سيجعل هذا العالم يعترف بالائتلاف الوطني السوري. وبغض النظر عن المبادرات والوفود الأممية والكلام السياسي للدول، فإنه من الضروري بعد توحد المعارضة الذهاب الى تحقيق أسباب الحل في سوريا والذي لن يكون إلا عسكرياً وذلك نظراً للطبيعة المجرمة للنظام الأسدي؛ لأن الثورة لا بد ان يكون فيها منتصر. إن ما يحدث الآن في قطر الحرية, واجتماع الإعلان النهائي وهذا الاحتفال الذي سيكرس انتصارات الثورة بدءً من هذا اليوم بإذن الله تعالى. و سيفتح الباب واسعا للاعتراف بالمعارضة والجيش الحر وسيأتي بالدعم الواضح من هذه الدول، لأنه لم يعد هناك حجة كما أكد وزير خارجية تركيا في كلمته أمس. لكن بالنتيجة نقول "إن توحيد المعارضة سوف يضيف قوة للثورة، وسوف يضعف النظام ويقصف عمره عاجلا غير آجل بإذن الله لأن الله تعالى قال تعالى: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ...} (آل عمران :103 ).
برهان غليون
حسان الجاجة
فداء السيد
محمد حسن العلي
عدد من الأسئلة تطرح نفسها الآن: ما هو الدور الذي سيقوم به المجلس الوطني الذي شغلنا به طيلة الفترة الماضية؟ هل سيكون الائتلاف بديلا سياسيا عن المجلس الوطني؟ إذا كان الائتلاف هو البديل السياسي القادم للثورة السورية، والذي سيكون الاعتراف والدعم الولي متجها نحوه فما هي حاجة الثورة وقوى المعارضة للمجلس الوطني؟ آمل أن نتلقى إجابة واضحة وبشفافية عن هذه التساؤلات.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة