..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

معالم على طريق الثورة (2)

محمد حسن العلي

٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6907

معالم على طريق الثورة (2)
1.jpg

شـــــارك المادة

بدأنا هذه المعالم على طريق ثورتنا العظيمة بتساؤل مهم و جوهري، ألا وهو لماذا هذه الثورة ؟
لماذا قامت ؟
وما هي دوافعها ؟
وما سر استمرارها رغم وحشية القمع وقسوته ؟!.
البعض يقول أهي للحرية ؟!

 


التي جُبلت عليها جميع النفوس البشرية، وأودعها الخالق فطرة وغريزة ملحّة تشتاق وتحن لها كل المخلوقات من انس وجان و حيوان، و قد سبق وتحدثنا عنها في المعلم الأول.
أم أنّ الدافع لهذه الثورة العظيمة هو الكرامة ؟!
وما أدراك ما الكرامة ؟!
تلك الميزة العظيمة التي ميز الله بها بني آدم فقال في محكم تنزيله (و لقد كرمنا بني آدم). وقال : (و قد سخر له ما في السماوات و الأرض)
بني آدم مكرم مهما كان جنسه، و مهما كان لونه، و مهما كان عرقه، و مهما كان دينه. ولكن، غُيبت هذه الحقيقة وطُمست معالمها في غياهب الخوف والجهل والقمع في وطننا المغصوب سوريا. فلم يعد لهذه الكرامة وجود هناك عند أي إنسان مهما كان منصبه، سواء كان رئيس وزراء أو نائب رئيس جمهورية. فالكل هناك مستعبد و مسلوب الكرامة و الإنسانية، وليس لهم إلا مشاعر وهمية سرابية بالسلطة والقوة، فما هم إلا عرفاء خدم لا يجيدون إلا تجييش المغفلين لعبادة هذا الطاغية المجرم.
هؤلاء الذين يحسبون أنّ لهم كرامة عند رئيسهم، تبحث عنهم الآن فلا تجد منهم إلا المطارد أو الذي انتحر (نُحر)، فليس لأحد قدر عند هذه العصابة إلا بقدر ما يؤدي من واجبات الخدمة و العبودية.
إذًا ألا تستحق الكرامة المفقودة في هذا الشعب العريق أن تكون دافعًا قويًا وأساسيًا، وشعارًا تصدح به حناجر الثائرين بأعلى صوتها مرددة " الموت ولا المذلة".... "الموت ولا المذلة"....
وتتخذ هذه الثورة الإنسانية العظيمة لقبها الذي لامس القلوب في عمقها فكانت "ثورة الكرامة"
و قد رأينا كيف انطلقت الشرارة الأولى لهذه الثورة بتلك العبارة التي تفوَّه بها ذلك المأفون الحقود ابن خالة رئيس العصابة الأسدية، و الذي انحدر إلى أخس و أحقر صفة، حتى الحيوانات بغريزتها الفطرية تعف عن هذه العبارة التي وجهها إلى وجهاء درعا الذين جاؤوا يطالبون عن الإفراج عن أبناءهم الصغار و هم في سن الطفولة و ليس لهم جرم إلا أنهم كتبوا على الجدران الشعب يريد الحرية، تلك العبارة التي يعف القلم عن ذكرها عندما سمعها هؤلاء الرجال شعروا أن كرامتهم مرغت في التراب و أنّ الموت أهون من المذلة، فانطلق الهتاف الأول لهذه الثورة المباركة، وتجاوبت معه كل أفواه أحرار سوريا في طول البلاد و عرضها.
إذن، لم لا تكون الكرامة و الكرامة وحدها هي التي فجرت هذه الثورة. و مع ذلك فهناك دوافع كثيرة للثورة و سيأتي الحديث عنها في معلم آخر من معالم الثورة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع