وُجِّـهَ إليّ سؤالٌ يقول:
يقوم بعض الثوار وبعض أفراد الجيش الحر برُدودِ أفعالٍ واستفزازاتٍ على غير منهجيةٍ واضحة، وقد يقومون ببعض التصرفات التي لا يرضى بها المنهج العاقِل... فما قولكم؟!
قلتُ:

(إنّ الحُكْمَ على رُدود الأفعال.. كالأفعال.. جُرمٌ عظيمٌ وظُلمٌ جَسيم)،
فحينما يكون الفعل إجرامًا مُمَنهَجًا، فَرَدُّ الفعل إمّا أن يَكونَ ردًّا مَنهَجيًّا أو أن يكون رَدًّا عاطفيا..
وإن المُسلم مطالبٌ برد فعله أن يكون مَنهَجيًّا، ولو جاء النظام العادل والقضاء المتوازن وأراد أن يَحكُم على الفاعل..
والّذي قام برَدِّ الفعل.. فلا يُمكنُ أن يتساويا وَرَبِّكُم !، لأنّ الذي يقوم بـرَدّ الفعل إنما يقوم بذلك من خلال استفزازٍ لا يَستطيعُ أمامَهُ إلّا أن يهتاج وأن يُـستَفَزّ.
ثم قلتُ للإعلاميّة السّائِـلَة:
أسألكِ سؤالا؛ لو أنك رأيتِ بأن أختًا لكِ، أو بنتًا أو أمًّا، وجاء أولئك الشبيحة -لا قَدَّرَ الله- ليُعَرُّوها أمامكِ وأمام إخوانِكِ وأخواتِكِ ولتقول أمّها: أرجوكَ أيها الشبيح.. لا تفعل ذلك أمام أولادي!!
فماذا يكون من شأنكِ ؟! وماذا يكون من شأن أخيكِ أو أبيكِ؟ ماذا يكون ردُّ فعله؟ هل يقول لذلك المجرم إني أريد أن أحاكمكَ إلى القاضي وأن أرفعَ عليكَ قضيّة!! وأن آتي إلى مجلس "حقوق الإنسان" لأقدّمَ اعتراضي؟!!
إنّ هذا الفعلَ الذي يقوم به أولئك الشبيحة والمجرمون لا يُمكنُ على الإطلاق أن يكون هناكَ ضبطٌ لرُدُودِ الأفعال تجاهَه.

صحيحٌ أنّنا نقول: (إن ردود الأفعال ينبغي أن تكون منضبطة بضوابط الشريعة والعقل)، ولكن: لا يُمكن في المقابل أن يُسَاوَى بين الفاعل، وبين الذي يرُدّ الفِعل.
يقول الله تعالى: ((وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـَئِكَ مَـــــــا عَلَيْهِمْ مّن سَبِيلٍ * إِنّمَا السّبِيلُ عَلَى الّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ أُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) سورة الشورى.

المصدر: صفحة  أ/ جمال الدين سيروان