كنانة الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 10743
شـــــارك المادة
ساعات مثيرة تأرجحت فيها قلوب الناس بين التصديق والتكذيب والتشكيك والفرح والخوف والعتب والغضب وغير ذلك.. لم يقدّر الله هذا الإرباك الذي نتج عن الأخبار عبثاً.. كانت فتنة صغيرة دخلناها مجبرين لا مختارين، امتحن الله بها ثبات القلوب وصدق النوايا ووضوح الأهداف..
ساعات قليلة أخرجت شيئاً من خفايا الصدور على زلات اللسان وفلتات السطور.. بيّنت مَن مِن الثائرين كان يتمنى صادقاً أن يأتي الخير والفرج على أيدي الجيش الحر وكتائبه التي تتسمى بأسماء الصحابة، بل يوقن أنه لن يكون إلا بهم بعد الله، ممن كان يخشى أن يُنسب النصر والتحرير يوماً إليهم ويقترن بهتافاتهم وتكبيراتهم.. سبحان ربي كم في أقداره وتدبيراته من الحكمة.. تابعتُ ردود الفعل على تويتر فهالني انقلاب أحدهم على الجيش الحر وعلى الثورة بكاملها بعد أن كان من أكبر المؤيدين المتحمسين فيما يبدو.. بدا كمن كان يؤدي دوراً أتعبه فكان ينتظر الفرصة للتحرر منه.. ذكرني بقوله - تعالى -: {وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة}! بدأت تغريداته بعد انتشار الخبر بالتشكيك بمصداقية الثوار ثم بتخوين الجيش الحر ثم تدرجت حتى شككت بمصداقية الثورة كلها ثم صرّح أخيراً أنه من البداية لم يكن يثق إلا بقناة الدنيا لكنه كان "يلحق الكذاب لورا الباب".. أين كان يستتر كل هذا؟ وكم غيره يستتر الآن تحت أسماء لناشطين لا نظن فيهم إلا خيراً؟ كم من الناس ينتظر الوقت المناسب للانقلاب على المجاهدين والطعن فيهم وتجريدهم من كل فضل؟ وإنْ كان خبرٌ كهذا فعل ما فعل، فماذا سيفعل الخبر الكبير الذي ننتظره جميعاً بصبر فارغ؟ أينا سيزيده إيماناً إلى إيمانه وأينا سيزيده بعداً عن الحق وسوء ظنٍ بالله وبوعده وسنته؟ هذه تجربة صغيرة جداً ثبتَ عندها مَن ثبت وانقلبَ فيها من انقلب وأساء الأدب بحجتها من أساء، فلننظر في القلوب ولنصحح النوايا ولنجدد الاتكال على الله وحده، ولنتفقد علاقاتنا ومواطن ثقتنا، ولنضع الأسباب في مكانها الصحيح حتى لا تكون المتغيرات هي ثوابتنا ولا يكون الأشخاص والأحداث هم دليلنا الوحيد..
هديل كوكي
عبد الكريم بكار
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻤﺪ
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة