أحمد أبازيد
تصدير المادة
المشاهدات : 4195
شـــــارك المادة
حين سيطرت داعش على مقرات ومستودعات جبهة النصرة في نيسان 2013م، كادت جبهة النصرة أن تنتهي لولا أن دعمتها أحرار الشام والفصائل حتى وقفت من جديد، وفي نهاية العام قال الجولاني إن الخلاف بينه وبين جماعة الدولة هو "خلاف بين أفراد الأسرة الواحدة".
بعد أيام من ذلك، في بداية 2014م حين أعلن الجيش الحر في حلب الحرب على داعش وانضمت فصائل الثورة إلى معركة تطهير الشمال من التنظيم، كان دور الجولاني هو تأمين مقرات وعناصر داعش وإيصالهم حتى الرقة، وهو الأمر نفسه الذي قام به أبو مالك التلي في القلمون الغربي حين أعلن أن "الاعتداء على جماعة الدولة هو اعتداء علينا" بعد أشهر من حرب الفصائل مع التنظيم، والدور الأوسخ طبعاً من نصيب فرع النصرة في مخيم اليرموك، والذي تحالف مع تنظيم داعش (عصابة أبو صياح) ضد الجيش الحر وأكناف بيت المقدس، ومنع مؤازرات جيش الإسلام من الدخول للمخيم، وقاتل جنباً إلى جنب مع داعش حتى وقع قائد الأكناف أبو جودت في يد نظام الأسد، قبل أن ينشقوا عن بعضهم ويقاتلوا بعضهم كعادة تنظيمات السلفية الجهادية.
بعد أشهر من معركة داعش، وتحديداً في الربع الأخير من 2014م وصولاً إلى الحرب على حركة حزم (شباط 2015م)، بدأت جبهة النصرة مع جند الأقصى حملاتهم ضد فصائل الجيش الحر في ريف إدلب، وأنهوا عدة فصائل في هذا التحالف وغنموا سلاحها الثقيل واعتقلوا مئات من عناصرهم وهجّروا أضعافهم، وتكررت الحملة نفسها بالتحالف بين الجولاني وجند الأقصى يوم الفرقة 13 (آذار 2016)، وبعد أشهر من ذلك أعلن الجولاني فك ارتباطه بالقاعدة وتحوله إلى فتح الشام، ورحبت الفصائل الثورية جميعاً بهذه الخطوة وحاولت ترويجها لدى المجتمع الدولي لمنع استهداف الجبهة.
رغم هذه الحملات، ورغم الكوارث التي جرّها الجولاني على الثورة السورية وصورتها والتعامل الدولي معها بارتباطه بالقاعدة وإدخاله فكر داعش ومنهجها وتنظيماتها إلينا، ورغم حملات التخوين والطعن والتكفير التي لم يكفّ عنها شرعيوه وإعلامه وأنصاره ضد الفصائل والثورة كلها، فإن فصائل الثورة حافظت على أولوية المعركة وعلى ترفعها الأخلاقي لأجل القضية ورفقة السلاح وأبناء البلد الذين في الجبهة ولأجل الحفاظ على القوة القتالية المؤثرة لجبهة النصرة ضد النظام، وأصدرت الفصائل بشكل جماعي -حتى تلك التي اعتدت عليها الجبهة مثل الفرقة 13- بيانها برفض استهداف جبهة فتح الشام أو اتخاذها ذريعة للقصف، وحافظت الفصائل على تحالفها مع فتح الشام في جيش الفتح وانضمت فصائل أخرى، وحين قتل التحالف القائد العسكري (أبو هاجر الحمصي/أبو عمر سراقب/أبو أحمد البنشي) وهو نفسه الذي قاد حملات النصرة ضد الجيش الحر كما قاد معاركها ضد النظام، نعته الفصائل الثورية جميعاً، حتى تلك التي اعتدت عليها الجبهة.
وفي كل مراحل الثورة، وأتكلم عن ذلك كشهادة من قلب العمل الميداني والفصائلي، فإن فصائل الجيش الحر المعروفة كانت في جميع لقاءاتها السياسية والدولية ومع غرف الدعم، تؤكد على رفض استهداف جبهة النصرة، حتى لو كانت عاقبة ذلك قطع دعمها أو التضييق عليها أحياناً، وهذا ينطبق حتى على فصائل حاربتها وفككتها جبهة النصرة وجند الأقصى، رغم الأساطير التي روجتها الآلة الدعائية للسلفية الجهادية عن هذه الفصائل وعملها السياسي، والذي كان في جزء كبير منه محاولة ترقيع للكارثة التي جرّها إلينا ارتباط النصرة بالقاعدة، ومحاولة حماية للنصرة نفسها، وكان الرد هو مزيداً من التخوين والحملات.
إكراماً لكل ذلك، وبعدما أعلنت أحرار الشام والجيش الحر معركتهم الواجبة والمتأخرة لاستئصال تنظيم جند الأقصى المرتبط بداعش والمتورط بمئات الجرائم ضد أحرار الشام والثوار عامة، حيث كانت جميع خلايا الاغتيال التي قبض عليها في إدلب مرتبطة به، وبعد مذبحة كفر سجنة حين قتلوا بدم بارد قرابة عشرين مقاتلاً من أحرار الشام، وبعد إعدام القائد الثوري الكبير دبوس الغاب، يجازينا الجولاني بأن يضمّ جند الأقصى إلى فتح الشام، كي يحمي القتلة وخلايا داعش ويشرعن جرائمهم، وليكرر ذات الخطيئة التي ارتكبها يوم آوى وحمى الدواعش بداية 2014م، وليعطينا درساً آخر في عاقبة إحسان الظن والدفاع عنه وخوض المعارك مع العالم بدلاً عنه، دون أن يتحمل مسؤوليته في عدم جر الشباب المقاتلين معه إلى معارك عبثية وفي تصحيح الاخطاء ورد المظالم والتقارب مع الثورة حقاً.
صفحة الكاتب على فيسبوك
نبيل جلهوم
محمد بسام يوسف
عباس شريفة
عبد المنعم منيب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة