أحمد بن فارس السلوم
تصدير المادة
المشاهدات : 3305
شـــــارك المادة
لن أندفع في مقالي هذا من دوافع إنسانية أو عاطفية رغم أن المأساة في سوريا تتجاوز الوصف ولكني سأحاول تقييم هذا المؤتمر الذي كان يفترض أن يكون لأصدقاء سوريا الشعب وليس سوريا الشبيحة والإرهابيين!
أولاً: بداية المؤتمر كانت ضعيفة، تماماً كضعف المنصف المرزوقي الذي لم يكن له من اسمه نصيب، ولم أكن أتوقع من تونس غير هذا، فوزير خارجيتها قال مراراً وتكراراً في مقابلات إعلامية قبل المؤتمر إن المعارضة منقسمة، مع أن المعارضة ممثلة في المجلس الوطني كانت حاضرة، ولكنه يريد معارضة من طراز هيثم مناع وغيره من شبيحة المعارضة.. أيضاً كرر القول بأن المعارضة لا تريد حمل السلام وأن تسليحها خط أحمر.. يعني: والدم الذي يسيل في بابا عمرو ماء أبيض يا معالي الوزير! منصف المرزوقي أحمق إن ظن أن الشعب السوري سيقبل بصديقه الذي يتسكع معه في زنقات باريس هيثم المناع زعيماً مستقبلياً، فهيثم المناع بنظر الشعب السوري خائن، ومحاولة تلميعه في تونس ما هو إلا تسلطية من المنصف المرزوقي الذي يزعم أنه يمثل تونس الديمقراطية الجديدة. هل الإعداد لهذا المؤتمر يا فخامة الرئيس المنصف كان مستوعباً لجميع وجهات النظر، أم أن الشخصنة كانت حاضرة وفرض الرأي على الجميع هو سيد الموقف؟؟! تونس ما زالت تدار بشخصنة ومزاجية، تماماً كما كان ابن علي يديرها، وان اختلفت المسميات. تونس تتحمل الكفل الأكبر في فشل هذا المؤتمر، ولا أقول إلا: يا حيف على النهضة يا حيف!! ثانياً: الغرب لم يزد في المؤتمر على أن أشبعنا بالكلام، ومنانا بما سئمنا منه، وهذا النفاق في موقف الغرب واضح للجميع، والنظام السوري يتعاطى معه، فالغرب يمسك العصا من الوسط، ولسان حاله: إن استطاع النظام أن يقمع الثورة فنحن قد غضضنا عنك الطرف. وإن انتصرت الثورة وانهار النظام بما لم يتوقعه الغرب، فها نحن معكم يا أيها الثوار! الغرب منافق في موقفه، ويحتاج إلى ضغط عربي عليه، والمرشح للقيام بهذا الدور دول الخليج العربي. ثالثاً: نبيل العربي قدم رؤية عاجزة ترجعنا للوراء، فهو يريد بثورتنا أن تعود إلى الخلف لأكثر من شهرين من خلال مبادرة جامعته، والغريب أن رئيس اللجنة الوزارية العربية يجلس في الكرسي الذي إلى جانبه وقدم رؤية مختلفة. رابعاً: الشيخ حمد آل ثاني دعا إلى تدخل عسكري لكن باسم قوات سلام عربية وإسلامية، والغريب في مثل هذا الطرح أنه مبتدأ بلا خبر، فمثل هذا الطرح يحتاج إلى موافقة النظام وذلك من سابع المستحيلات. لذا كان يجب أن يكمل الخبر ويقول: وإن لم يقبل سنفعل كذا وكذا.. ولكن للأسف كانت الجملة ناقصة. خامساً: تركيا باعة الهوى لم يعد لهم وزن في الساحة السورية، وألاحظ أن تعليق السوريين على تصريحات الأتراك انتهى تماماً، فالسوريون يعلمون أن الأتراك أصحاب كلام لا يؤثر في دنيا الواقع شيئاً. سادساً: صدم الأمير سعود الفيصل من هذا المؤتمر الذي كان يأمل منه أن يحقق الحد الأدنى من اتخاذ خطوات يمكن من خلالها إيقاف شلالات الدم في سوريا، ولكنه رأى أن المطروح ليس أكثر من كلام لا يمت إلى الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر، وهو وقف القتل والإرهاب في سوريا. لذلك انسحب وأبى أن يكون شاهد زور على بيع القضية السورية بسمسرة تونسية في مؤتمر أصدقاء الشبيحة!!. رؤية الفيصل للحل في سوريا تتفق تماماً مع رؤية الشارع السوري، ونحن محتاجون إلى هكذا ساسة ينظرون إلى مطالب من يدفع الفاتورة الأعظم -أعني الثوار-، فالفيصل يجد أن تسليح الثورة هي الفكرة الممتازة للخلاص من هذه الأزمة، وهذا ما نعتقده وقلناه مراراً في مقالات كثيرة. ذلك لأن النظام السوري لا ينفع معه إلا الحديد، والفيصل يعرف كيف يفكر هذا النظام الشبيحي. تغيرت لهجة كلنتون وارتفعت حدة تهديداتها بعد مقابلتها القصيرة مع الفيصل، ولكن ما زلنا نقول في تصريحات الغرب إن كلامهم مبتدأ بلا خبر!! حتى يلتئم المؤتمرون بعد ثلاث أسابيع في تركيا سيتضاعف عدد الشهداء أضعافاً كثيرة، ثم نخرج من المؤتمر الثاني بمزيد مهازل يضحك لها النظام الشبيحي ملء شدقيه.. وهنا يتعاظم الدور الذي يجب أن نقوم فيه -نحن السوريين-، وذلك بتبني الدعم العسكري للجيش السوري الحر، ولو وضعنا ثقلنا في هذا الموضوع ونسينا العالم الغربي للحظة وحاولنا الاعتماد على أنفسنا والنظر في هذا الخيار لأفدنا ثورتنا أكثر وأكثر. وحينما يرى منا العالم الجري في هذا المضمار سنجد من أحرار العالم من يدعمنا لا سيما السعودية، تماماً كما يجد النظام الشبيحي من يدعمه في قمعه كروسيا وإيران. المرحلة هذه مرحلة عمل وتحمل مسؤوليات لا مرحلة مؤتمرات وتسول على الطاولات.. ويجب أن نستثمر الموقف السعودي والقطري في تحقيق هذا الهدف. هل سيدرك السوريون هذا.. أرجو من الله ذلك.
المصدر: سوريون نت
غازي دحمان
أمير سعيد
حسين شبكشي
عمر كوش
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة