أحمد أبو مطر
تصدير المادة
المشاهدات : 3640
شـــــارك المادة
الشعب السوري والعالم أجمع يقترب من بداية السنة الثالثة لجرائم هذا الوحش القاتل في عموم الوطن السوري، فلا بدّ من إجماع عربي أولا على آليات تدعم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وتضييق الخناق ونزع الشرعية كاملة من نظام هذا الوحش، خاصة أنّ أكثر من دولة أعلنت فقدان هذا النظام لأية شرعية في تمثيل الشعب السوري.
فمجرم يقتل حتى الآن ما يزيد عن ستين ألفا من السوريين، ويهجّر قرابة مليون إلا ربع سوري إلى دول الجوار خاصة الأردن، لا يمكن أن يبقى محتفظا بشرف تمثيل الشعب السوري المناضل ضد ديكتاتوريته ولصوصيته طوال ما يزيد على 42 عاما.
أين الموقف العربي الوطني التضامني الشجاع؟ لذلك مع تصاعد جرائم هذا الوحش وعصاباته، دعا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يوم الخميس، العاشر من يناير 2012 ، المجتمع الدولي إلى تسليم مقعدي سوريا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى الائتلاف ليتم سحب أية شرعية من هذا النظام، مصاحبا ذلك بإعلانه عن البدء قريبا بتشكيل حكومة مؤقتة تمثل الشعب السوري وقواه الثورية المقاتلة ضد هذا النظام المجرم. وهذا المطلب لقوى الثورة السورية هو خطوة وطنية تأتي لاحقة لقرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة في الثاني عشر من نوفمبر 2011 القاضي بتعليق عضوية النظام الوحشي في الجامعة اعتبارا من السادس عشر من الشهر نفسه، وتمّ تطبيق ذلك فعلا ولم يعد مندوبو النظام الوحشي يحضرون اجتماعات الجامعة العربية، كما طالب نفس اجتماع وزراء الخارجية العرب، الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق معتبرا تنفيذ ذلك مسألة سيادية تعود لكل دولة عربية، ولم تنفذه حتى الآن سوى دول مجلس التعاون الخليجي العربي. إنّ قيام الدول العربية أولا الاعتراف بشرعية قوى الثورة السورية بتمثيل سوريا الدولة والشعب في الجامعة العربية وطرد سفراء الوحش ، سيكون خطوة مهمة من شأنها تشجيع المجتمع الدولي على تأييد إعطاء نفس الصفة والتمثيل لقوى الثورة في هيئة الأمم المتحدة، مما سيعني المزيد من الخناق على هذا الوحش وعصاباته، خاصة بعد تقدم سيطرة قوى الثورة على مساحات واسعة من سوريا، كان آخرها الضربة القوية لهذا النظام بسيطرة الثوار على قاعدة ومطار" تفنتاز" بريف إدلب مما اضطر الوحش لقصف المطار بما تبقى فيه من طائرات، وهذه خطوة تعني اقتراب الحبل من رقبة الوحش. وخطوة متقدمة من الأخضر الإبراهيمي وأيضا لا يمكن القفز على الموقف الجديد للأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة بعد تلكؤه فترة طويلة مما سمحت للوحش بغطاء لجرائمه. فقد أعلن الأخضر الإبراهيمي بعد الخطاب الأخير للوحش يوم السادس من يناير 2013 تصريحا أعلن فيه " أنّ الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد الذي قدّم فيه اقتراح حل سياسي للأزمة في بلاده، كان أكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة" وقال أيضا في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي " اعتقد انه في وقت سابق من العام 2012 كان ثمة برلمان جديد ودستور جديد وحكومة جديدة، وكل هذا لم يحسن الواقع أنملة... في سوريا كما في الدول الأخرى، الناس في المنطقة يطلبون ويطالبون بتغيير حقيقي وليس تجميليا... في سوريا بالأخص، ما يقوله الناس إن حكم عائلة واحدة لنحو 40 سنة هو أطول من اللازم. لذا على التغيير أن يكون حقيقيا. لذلك شكّكت أجهزة نظام الوحش في حيادية الإبراهيمي رافضة استمراره مبعوثا دوليا، لأنّ هذا النظام المتوحش يريد أن يكون الجميع معه بائعين ضمائرهم، فاقدين إحساسهم الإنساني نحو ضحايا ومعاناة الشعب السوري من هذه العائلة الإجرامية. هل يمكن البناء عربيا على تصريحات الإبراهيمي؟ نعم..إذا قرّرت الدول العربية الانحياز لمصلحة وخلاص الشعب السوري من هذه الجرائم التي ترقى فعلا لحد الإبادة الجماعية المتعمدة، يمكنها الاعتماد على تصريحات ومواقف الإبراهيمي الجديدة الجريئة هذه بصفته مبعوثا دوليا، خاصة أنّها جاءت بعد تجربة الإبراهيمي ومعاناته لأكثر من عام مع هذا النظام دون أن يتوصل لنتيجة تخدم وقف هذه الجرائم الإبادية بقرار من الوحش وعائلته وعصاباته الشبيحة بامتياز يرقى لمرتبة العار الذي يستحق هو ومن معه المحاكمة التي تنتهي به لنهاية أقذر من نهاية مخرّب ليبيا القذافي. وموقف الرئيس المصري الشجاع وأيضا كان موقف الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي من أجرأ المواقف العربية والدولية، حيث دعا صراحة وبوضوح في مقابلته مع شبكة " سي إن إن " يوم الأحد السادس من يناير 2012 إلى محاكمة بشار الأسد كمجرم حرب لمسؤوليته عن أعمال القتل التي تجري في سوريا منذ ما يقرب من عامين ، وبالتالي بناء على هذا الموقف الجريء المدين لوحش سوريا والمناصر للشعب السوري، ليت الدكتور محمد مرسي يبدأ الخطوة التي يطالب بها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الوطنية السورية، ويطرد سفير الوحش من القاهرة ويسحب السفير المصري من دمشق، ويعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الوحش ومنح ائتلاف المعارضة شرعية تمثيل الشعب السوري في القاهرة. ومن المؤكد أنّ هذه الخطوة إذا جاءت من القاهرة سوف تلحق بها العديد من الدول العربية وبالتالي المجتمع الدولي، فلم يعد من المقبول تجاهل طلب ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية، بإعطائها شرعية وأحقية تمثيل الشعب السوري في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة. لذلك مطلوب أيضا من الشعوب العربية التحرك والتظاهر لحث حكوماتها على تلبية مطلب ائتلاف القوى الثورية والمعارضة لمنحها شرعية تمثيل الشعب السوري. إنّه من المخجل أن ينتفض العرب ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وهي لا ترقى لنسبة من جرائم وحش سوريا وتسكت غالبيتهم على جرائم وحش سوريا. هل ارتكب الاحتلال في العامين الماضيين هذا العدد من القتلى في صفوف الشعب الفلسطيني؟ وهذا ليس تجميلا أو تبريرا لجرائم الاحتلال، فالقتل هو القتل سواء كان القتلى بالمئات أم بعشرات الآلاف، ولكنّه مجرد لوم لسكوت غالبية الشعوب العربية وأحزابها على جرائم وحش سوريا، وبالتالي هل سيصمد الشعار الكرتوني الديكوري (أمة عربية واحدة)؟. ربيع سوريا وخريف هيكل أعرف مسبقا أنّ بعض القراء والمعلقين سيقولون : (من أنت كي تنتقد الأستاذ محمد حسنين هيكل؟). جوابي هو: أنا مواطن عربي يتألم لما يزيد على 60 ألف قتيل سوري وقرابة مليون إلا ربع لاجئ سوري على يد المجرم الوحش ، الذي لا يريد ترك السرقات واللصوصية والجرائم، إذ لا يكفيه هو ووالده الوحش مثله 42 عاما من هذه الجرائم، بينما الأستاذ هيكل يعتبر كل هذه الجرائم من مسؤولية الموساد الإسرائيلي الموجود في داخل سوريا وفي محيطها. فهل يعقل يا أستاذ هيكل مع احترامي الشديد لك أن تكون هذه الملايين الثائرة ضد الوحش تتحرك بأوامر من الموساد؟ وهل يعقل أنّ كل المهاجرين السوريين تركوا بيوتهم بناءا على تعليمات موسادية؟.
فلننتظر الخطوة القادمة للوحش: الهروب على ظهر البارجة الروسية حيث يقيم هو وعائلته والمقربون من شبيحته إلى موسكو أو طهران.
محمود الكن
عمر كوش
علي حسين باكير
سعيد الحاج
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة