مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 3756
شـــــارك المادة
هذه كلمات صغيرة بدأت بنشرها على صفحتي في الفيسبوك قبل أيام، اقترح عليّ بعض الإخوة إعادةَ نشرها هنا لتبقى، لأن صفحات الفيسبوك سريعة الدوران فلا يزال القديم من منشوراتها يختفي تحت الجديد منها.
خواطر فسبوكية (1):30-1-2012 يقولون: إن الثورة غيّرت الناس، وهذا صحيحٌ جزئياً لأن الأحداث الجسام تصقل الإنسان وتقوّيه، ولكن الأصح أن الثورة كشفت معادن الناس وأظهرت حقائقهم؛ أزالت قشرة رقيقة من الفحم غلّفهم بها طولُ الاستسلام لظلم النظام وقمعه واستبداده، فإذا هم جواهر من أنقى الجوهر وأغلاه. الحقيقة الجليّة التي أظهرتها الثورة السورية هي أن السوريين أهل بطولة قلّ نظيرها في الشعوب وأبناء مجد تليد أورثه الأجدادُ للأحفاد، وهم جديرون بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم: ((الشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من عباده)). خواطر فسبوكية (2): 31-1-2012 هل تلاحظون التصاعد في الحراك الثوري خلال الشهرين الأخيرين؟ نعم، كل متابع لأحداث الثورة لاحظ تصاعد الحراك الثوري وصولاً إلى مستويات غير مسبوقة على محورين: المظاهرات الشعبية لجماهير الثورة السلمية زادت قوة وإصراراً، والعمليات القتالية لكتائب الجيش الحر زادت انتشاراً وعنفواناً. لكن ماذا عن المحور الثالث، هل تلاحظونه أيضاً؟ إنه عالم الثورة الافتراضي وفضاؤها الإلكتروني. منذ عدة أسابيع لاحظت أن التجاوب مع المقاطع المصوّرة التي يرفعها الثوار زاد عدة أضعاف، أي عدة مئات بالمئة وليس عشرات بالمئة فحسب، وصارت مقاطعُ كثيرة تحصد آلافَ المشاهدات في ثلاثة أيام أو خمسة مثلاً بعدما كان العدد المألوف هو مئات. ما هو التفسير؟ ازداد وعي جمهور الثورة بأهمية الدعم الإلكتروني، هذا سبب متوقع، ولعل السبب الآخر هو أن جمهور الثورة يزداد باطراد، سواء من السوريين الرماديين (الذين كانوا يقفون على الحياد)، أو من غير السوريين الذين تجذبهم الثورة السورية يوماً بعد يوم. خواطر فسبوكية (3): 1-2-2012 اليوم الأول للثورة يبدو بعيداً جداً، وكأنما كان قبل دهر. ثلاثاء الغضب، الخامس عشر من آذار، يومٌ ستسجّله كتبُ التاريخ وتقرأ عنه الأجيال اللاحقة، يومٌ تحرك فيه الشعب السوري الأبيّ بعد نصف قرن من الاستعباد. كم كان الأحرار الذين ساروا على أرض الوطن في ذلك اليوم؟ بضع مئات، ربما لا يبلغون الألف. لقد صاروا اليوم ألفَ ألف، ولكنّا لن ننسى أولئك الألف أبداً. إن لم نعرفهم بأسمائهم وهيئاتهم فإنّا نعرفهم بالمعجزة التي صنعوها وبالعمل الخارق الذي أنجزوه. ولو أننا أردنا أن نُثيبهم لما استطعنا، فبأي شيء يُثاب من أوقظ أمة من رُقاد خمسة عقود؟ إنما ثوابهم عند الله الذي لا يُضيع أجرَ من أحسن عملاً. خ واطر فسبوكية (4): 2-2-2012 أثبتت الثورة قدراً كبيراً من النضج والحكمة، فأحبطت خطة النظام في استدراجها إلى فخّ الطائفية، لكن عدم سقوطنا في الفخ لا يعني أن لا نفهم اللعبة أو أن نتعامى عن الحقيقة. الانتفاضة لا طائفية يعني أنها لا تستهدف طائفة بعينها، ولكن النظام يفعل، فالنظام إذن طائفي. والطائفة العلوية تسانده وتساعده بالجملة، فالطائفة العلوية إذن طائفية. من الغباء أن ننكر هذه الحقيقة وأن نزعم أن الطائفة العلوية طائفة كريمة بريئة، هكذا على الإطلاق (مع إقرارنا بأن فيها من هو كذلك، ولهذا السبب نقول: إن العلويين يساعدون ويساندون النظام "بالجملة"، أي الغالبية ولو لم يكن الجميع بالضرورة). نعم، النظام طائفي والعلويون طائفيون بالجملة، ولكن ومع ذلك فإننا لن نقع -بإذن الله- في فخ الطائفية، وسوف نتجنب الحرب الطائفية، (أي قتال العلويين لأنهم علويون وليس قتال مجرمي النظام لأنهم مجرمون، بغض النظر عن الطائفة التي ينتمون إليها). سوف نتجنب هذه الحرب ما استطعنا لأن النظام المجرم سيكون أكبرَ المستفيدين منها لو تفجرت في سوريا، ولأن إسقاط النظام يمكن أن يتم بثمن أرخص بكثير من الثمن الذي سندفعه في الحرب الأهلية. أما الحساب والجزاء فمحلّه المحاكم العادلة بعد الثورة -بإذن الله-، ولا بدّ أن ينجو من العدالة كثيرون، ولكنْ يَشفي صدورنَا يقينُنا بأن مَن ينجو من محكمة الأرض لن ينجو من محكمة السماء. خواطر فسبوكية (5):3/2/2012 هذا تحذيرٌ مبكّر لإخواننا الثوار في سوريا الذين سيشهدون يوم سقوط النظام، وأخص منهم أول الواصلين إلى بشار الأسد: أرجو أن تكونوا في غاية اللطف وأن تستأذنوه بأدب ليركب معكم في سيارة الاعتقال، ولتكن سيارة نظيفة واسعة حتى لا تتسخ ثيابه ولا يتعفر وجهه. إياكم أن تدفعوه من وراء أو تسحبوه من أمام، ولا تنسوا أن تقدموا له قارورة ماء بارد فربما "نشف ريقه" من هول الموقف، وإذا أحب أن يدخّن فقدموا له الصنف الذي يحبه من أصناف الدخان. أم تريدون أن نصبح فضيحة أمام العالم؟ أما رأيتم كيف جنى إخوانكم الليبيون على أنفسهم؟ لا أزال إلى اليوم أقرأ عن الوحشية التي عاملوا بها فخامة العقيد القذافي. لماذا هذه الوحشية يا جماعة؟ فضحتمونا أمام الناس. أما عرفتم قانون الإنسانية الجديد؟ الدكتاتور يقتل عشرة آلاف بريء أو عشرين ألفاً ويعتقل ويعذب بغير ذنب مئات الألوف، ثم يحتاج إلى بعثات ومراقبين يُمضون الشهرَ بعد الشهر ولا يعثرون على دليل إدانة، أما الضحايا فإذا اقتصّ أحدُهم من قاتله فإن الإدانة جاهزة وصيحات الاستهجان ستنتشر في عرض الأرض. أيها العالم المتحضر: تباً لك ولعدالتك. أيها الثوار: علقوا بشار من رقبته على أقرب عمود كهرباء، وليذهب دعاة الإنسانية إلى الجحيم! خواطر فسبوكية (6): 4-2-2012 يقول أهل الإحصاء: إن أهل سوريا يبلغون ثلاثة وعشرين مليوناً عدداً. لنقل إن منهم ثلاثة ملايين بين مجرم وشبّيح وعبد من عبيد الأسد الخائبين، الباقون عشرون مليوناً من السوريين الأبطال الأحرار. خرج أهل سوريا إلى الشوراع يوم الجمعة 18/ آذار فاستُشهد أربعة في درعا، هم طليعة شهداء هذه الثورة المباركة، وبقي 19، 999، 994 بطل حرّ ليكملوا الطريق. انتهى شهر آذار بسقوط 121 شهيداً، وبقي 19، 999، 879 بطل حر، فأكملوا الطريق. في عشرة أشهر من الثورة سقط عشرة آلاف شهيد، وبقي 19، 990، 000 بطل حر، فأكملوا الطريق. كم ستقتلون -بعدُ- يا أيها القتلة المجرمون؟ لو وصل شهداؤنا إلى مليون سيبقى منا 19 مليون فيكملون الطرق. ما ظنكم بقوم آثروا الموت على حياة الذلة والاستعباد؟ أترونهم يقفون ثورتَهم ولو قتلتم منهم المليون أو الملايين؟ قسماً بالله إنكم زائلون؛ ابدؤوا بِعَدّ ما بقي لكم من أيام.
المصدر: الزلزال السوري
حذيفة عبد الله عزام
هبة الله شتا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة