حامد الخليفة
تصدير المادة
المشاهدات : 3248
شـــــارك المادة
لا زال الموقف الروسي موجهاً ضد الشعب السوري من غير مسوغ أخلاقي ولا مكسب اقتصادي، فلا يوجد للروس ثار عند الشعب السوري المسالم لينتقموا منه! ولم يبق لهم مكسب مادي عند الحكومة السورية الخاسرة سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وقريباً عسكرياً -بإذن الله تعالى-.
فالروس يناصرون الطاغية وشبيحته وأجهزته القمعية التي تتعامل مع المواطنين بتلفيق التهم واستغلال مواقع المسؤولية لإرهاق السوريين بالرشوة والسرقة وقطع الطرق وقطع أرزاق الناس وترويع الأطفال والنساء! فالعجب كل العجب من هذا الموقف الروسي المنحط حضارياً، والخاسر اقتصادياً، والخاطئ سياسياً! فالسلاح الروسي يخترق أجساد الأطفال والنساء في سوريا جهاراً نهاراً! والدعم المعنوي في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية يعطل كل حل يحمي السوريين من إجرام الطاغية المحمي من روسيا! مما يجعلهم شركاء ومحرضين للحكومة السورية على قتل الأطفال وتخريب الاقتصاد وحرق البيوت ونهب الثروات! فمن ينظر إلى الشوارع السورية الحزينة طيلة أيام الثورة لا يرى إلا السلاح الروسي في شوارعها، فالدبابات والمدرعات والرشاشات والقاذفات والروسيات كلها في الشوارع السورية بأيدي الشبيحة والأجهزة القمعية الطائفية، فلم نر سلاحاً إسرائيلياً ولا أمريكياً ولا غربياً ولا غير ذلك، فهل يصر الروس أن يكونوا وحدهم مع حليفهم الغادر المطالبون بالدم السوري؟ فلم يشاهد العالم في الشوارع السورية وبين البيوت الآمنة سوى الأسلحة الروسية العتيدة! فبأي وجه أخلاقي يفعل الروس هذه الجرائم ضد شعب أعزل؟ وما هي المصلحة السياسية التي يرتجونها بعد كل هذا؟ ألم يكن أجدر بالروس أن يحاكموا بشار على استخدامه لدباباتهم ومدرعاتهم وطيرانهم وكافة أسلحتهم في قتل الشعب السوري؟ أليس الأولى بهم أن يحاكموا هذا القاتل الذي شوه سمعتهم؟ وأسقط احترام دولتهم؟! وخالف القوانين الدولية في استعمال أسلحتهم؟! أم أن فاقد الشيء لا يعطيه؟! أليس من مصلحة الروس الآن تدارك موقفهم المخزي في القضية السورية؟ وإعلانهم وقف دعمهم العسكري لهذا الطغيان الذي يراه ويشاهده العالم أجمع وهو يتبجح متفاخراً في ذبح العزل وانتهاك الحرمات والمقدسات؟ أليس من مصلحة الروس وعلى الصعد كافة أن يوقفوا تجبر بشار وشبيحته الأشرار ضد الشعب السوري؟ ولاسيما بعد أن انفضح أمرهم لكل العالم الحر؟ فهل بقي في الحكومة الروسية عقل ورشد يدلهم على طريق الخير والمحبة والسلام فيفوزوا بما لم يصل إليه أحد ممن خاض في المسألة السورية؟ فأين ضمير الروس في كل ما يحصل في سوريا؟ وأين قيمهم الإنسانية وتاريخهم وحضارتهم من كل هذا الإجرام الذي فاق النازية والعنصرية والصهيونية بمسافات شاسعة؟! ألا تخشى الحكومة الروسية المناصرة للقتلة أن يكون الجزاء من جنس العمل فيثور عليهم الشعب الروسي ليصلح فساد سياستهم الحامية للظلمة المجرمين؟ ألا يتعلم الروس من تجاربهم الفاشلة في العراق وليبيا وغيرهما فماذا فعلوا للقذافي الذي كانت نهايته تحت أقدام أحرار ليبيا؟ ألا تعلم الحكومة الروسية بأن الشعب السوري لازال يأمل أن يراجعوا سياستهم العمياء ويوقفوا جموحهم الأهوج ضد أهل سوريا؟! فإن لم يفعل الروس شيئاً من هذا فإن سقوطهم الأخلاقي قد تحقق تماماً مع سبق الإصرار والترصد! ولن يستر مشاركتهم في قتل السوريين وتدمير بلادهم العامرة ما يحاولون ترقيعه في بعض مشاريعهم الهزيلة ومقترحاتهم البائسة في المحافل الدولية! إن انتهازية الحكومة الروسية في سعيها لتحقيق مكاسب اقتصادية في إيران والعراق حلفاء الطاغية بشار لتؤكد للعالم أن سياستهم سياسة فاشية همجية فاقدة للقيم الإنسانية! فهم حين يصرون على هذا السياسة إنما يظهرون أمام العالم بأنهم عبيد للنفط العراقي والإيراني، ومجردين من الضمير الحي والقيم الإنسانية! وحين يصرون على إمداد طاغية سوريا بالعتاد والسلاح إنما يسودون تاريخ بلادهم على مر العصور، ويقتلعون جذور العلاقات التي كانت قائمة مع الشعب السوري إلى الأبد! فدعم الروس للمجرم بشار الذي أذاق الشعب السوري الويلات يفضحهم في المحافل الدولية، ويفقدهم المصداقية حين الحديث عن أي قضية إنسانية! ويسوغ لكل سوري أن يحرق الأعلام الروسية في الجمعة القادمة تعبيراً عن حقه في مواصلة كفاحه من أجل حريته ونشر السلام والأمن في بلاده وبعث الأمل والطمأنينة بين أبنائه وأهله! وليؤكد للعالم أجمع مشروعية محاربة القتلة وحماتهم! ومدمري الحضارة وحلفائهم! وعاشت سوريا حرة أبية، وليسقط القتلة وأسلحتهم ونفطهم وحلفاؤهم وأنانيتهم وانحطاطهم. والله أكبر
سلامة كيلة
صالح النعامي
معين الطاهر
أيمن محمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة