فواز تللو
تصدير المادة
المشاهدات : 3294
شـــــارك المادة
بدأت جلسة مجلس الأمن اليوم في أخطر قرار حول سوريا، بدأت بتوجيه طعنة كبيرة للثورة وانتصار بنفس الحجم للنظام، إنها معركة الشرعية، حيث دعا رئيس الجلسة الأمريكي كيري، دعا من سماه “ممثل الجمهورية السورية” لحضور الجلسة باعتبارها تخص “بلاده سوريا”، وجلس ممثل السفاح مزهوا “بشرعيته وتمثيله” بينما كان المعارضون يتسكعون في الشارع خارج المبنى ويشحذون لقاءً إعلامياً. أيضاً القرار الدولي ثبت شرعية النظام الأسدي السفاح عندما أشار إلى محادثات ما بين “الحكومة” باعتبارها الممثل الشرعي للسوريين و”المعارضة المسؤولة” التي ستبحث عن “حصة في حكومة قادمة” بعد أن يتم تحديد هذه “المعارضة المسؤولة” من قبل من أصدروا القرار. كما حدد القرار الإرهابيين الذين لن يشملهم إطلاق النار بداعش والنصرة ومن ستحددهم نفس هذه الجهات الدولية “الأمريكية الروسية الإيرانية وأتباعهم” في لائحة مفتوحة مسلطة فوق رؤوس كل من لا يقبل الاستسلام. أيضاً اعتبر قرارات “مجموعة فيينا لدعم سوريا” هي المرجعية في دفن لكل أكاذيب وخدعة جنيف1 وجنيف2. طبعاً تم تجاهل أي إشارة إلى مشاركة السفاح الأسدي مستقبلاً في السلطة لتصبح أمراً من الماضي، اما الكلمات التي رجت ان لا يشارك السفاح في السلطة فلم تكن إلا جائزة ترضية معنوية للمعارضة لا قيمة قانونية لها. نلاحظ أيضاً أنه لم تتم الإشارة بأي شكل في متن القرار إلى شعب سوري ثائر وثورة ومطالب بالحرية إلى أسباب سقوط الضحايا واللاجئين، بل كنا نسمع قراراً يشير في متنه إلى أن الهدف النهائي هو “محاربة الإرهاب” في تجاهل تام لكل أهداف الثورة السورية وكل جرائم النظام الوحشية وفي شرعنة ضمنية للتدخل الروسي والإيراني بكل وحشيتهم وميليشياتهم وجرائمهم، تجاهل تام لكل الضحايا وحقوقهم وأي محاسبة ممكنة للقتلة من النظام السوري وحلفائه. أما اختصار الموضوع السوري في القرار وخلاف “محاربة الإرهاب”، اختصاره بإصلاحات دستورية وانتخابات فأمر لا قيمة له وسط تهجير نصف الشعب السوري وتغول النظام وميليشياته ومخابراته إلى درجة وحشية فربما كان يصلح في الأشهر الأولى للثورة أما في ظل هذا التغول والتهجير والقتل والاعتقال الوحشي الطائفي، وفي ظل الاحتلال الإيراني الروسي المباشر، يصبح الحديث عن إصلاح دستوري وانتخابات نكتة وعرساً ديموقراطياً آخر للنظام ككل أعراسه الديموقراطية التي يعيشها السوريون منذ نصف قرن، فالانتخابات في الوضع السوري المعقد وبعد كل هذه الدماء أمور تأتي فقط في نهاية طريق طويل يمر بتفكيك النظام الطائفي وأجهزته وإعادة اللاجئين وطرد المحتل الإيراني والروسي. وهكذا يسدد “الأمريكي” رئيس مجموعة أصدقاء سوريا مع معظم أعضاء المجموعة الطعنة الأكبر وتُرفع الأقنعة ويصطف مع معظم مجموعته إلى جانب الروسي والإيراني بشكل واضح مطلق تام، لنكتشف أن كل مؤتمرات “أصدقاء سوريا” كانت خدعة، وأن تمثيل المعارضة بكل هيئاتها وحكوماتها وسفارتها كان رشوة، وأن معظم أعضاء هذه المجموعة لم يكونوا أصدقاء لسوريا والثورة بل أعداء. وما لنا غيرك يا الله.
كلنا شركاء
محمد مشموشي
سمير صالحة
محمد أيمن الجمال
أحمد أرسلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة