..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشهيد محمد أديب أيمن الحموي‏

١٦ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4788

الشهيد محمد أديب أيمن الحموي‏
الحموي0.jpg

شـــــارك المادة

أشرق الحب على وجوهِ الفتيان، عِشقُهم تغذى على الحرمان من أبسط حقوق الحياة، حُبهم يطمح بالإنسانية وسط البشر٠٠
يشرب الكرامة خيالاً بين الوحوش الذين ينهشون جسدها انتقاما وحقدا٠
عُشاق الحرية بملء حناجرهم تحدثوا عن الحب٠علمونا كيف يكون٠؟!؟
رصفوا لنا الطريق بابتساماتٍ٠٠لونوه بدمائهم٠ وازدان بالاشلاء٠
هكذا هي الحرية الحمراء تلتهم فتيانها الشجعان ٠
تهبهم الحياة وتنقلهم خلف قرص الشمس٠
هناك لا الزمان يشبه الزمان. ولا المكان هو المكان ٠
هناك ٠٠٠مالاعين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
أديب الحموي٠٠٠ من العشاق، كان مولعاً مشتاقاً، من مواليد ٢٠١٢/١٠/١٨ حمص، باب سباع ٠٠٠
هواه وميل نفسه إلى الخير ومراعاة السلمية حرضته على أن يكون منذ بداية الثورة مسعفاً في حي الخالدية، يغيث بتحنان جرحى الاشتباكات مع جيش النظام، وكان له دور أساسي وهام في حماية المظاهرات السلمية٠٠٠
وفي إحدى المظاهرات وبينما كان يمحص بعينيه العاشقتين الطريق الموصلة إلى الساحة المضيئة٠٠٠ساحة التظاهر٠٠
ينوي أبو البراء الصلاة، يدير وجهه إلى القبلة ويهمّ بها ٠٠واذ برصاصتين تخترقان جسده٠٠
بإصراره وعزيمته ٠٠٠همته وشوقه جعلاه يتعافى بسرعة ٠٠٠٠
استرد أديب عافيته، سارع بخطوات ثابتة ليكون مرابطا على خط النار في الجبهات ٠٠٠ حيث يبلغ الحب ذروته، وتبلغ الشجاعة أعلى مراتبها ٠٠٠
نرى له أثراً في أكثر من حي في حمص الأبية ٠٠٠
نراه تارة ناشطا في المجال الإغاثي وتارة إعلاميا ٠٠٠ثم آل به المطاف ليكون المقاتل الشجاع ٠٠
انضم إلى صفوف ثوار بابا عمرو (كتيبة الأثر) اتحدت روحه مع روحهم ، توحدت نفسه معهم ،ساهم في صد اجتياح قوات الأسد الماكرة الحاقدة على الحي ، لكنه اضطر مع باقي بابا عمرو للانسحاب منه، وبعد الانسحاب كانت وجهته إلى (القصير) حيث دخل في المجال الإعلامي بعد تأسيس مكتب للكتيبة فيها ٠٠
أبو البراء عاشق الحرية ، كان ينزل ساحات الجهاد ممتشقا الكميرا و السلاح ٠٠٠
.....  وحصلت المعجزة..
أديب الحموي.. الشاب البطل الذي نشأ في طاعة الله,, قبل يومين فقط من استشهاده جلس مع أحد أخوته المجاهدين الأبطال همس أديب في أذن صاحبه: اللهم ارزقني شهادة في سبيل الله قريبة,, يتمزق بها جسدي إربا إربا لأقول لربي يوم القيامة: يا رب هذا جسدي تمزق في سبيلك.. فلم تمضي إلا ساعات قليلة حتى خرج البطل إلى الحرب ليثخن بأعداء الله..
خرج وهو صائم لربه.. فتسقط قذيفة مجرمة "كمن أطلقها" على أديب ورفاقه وتمزقه إلى قطع.. بحثنا عن تلك القطع ودفناها في القبر
فتنت روحي يا أديب..سبحانك يا ربي... سبحانك يالها من لحظات صعبة ترفع نحو القمم٠٠٠ وتهوي بالقلب إلى الأرض٠٠٠ تأخذك خلف السحاب٠٠ لا تدري٠٠. أتبكي ، أم تضحك ٠٠!! أتحزن ٠٠٠أم تفرح ٠٠٠!!
أم الشهيد ٠٠٠كم أنت عظيمة فلذة منك هي الآن في الجنان، سينتظرك يوم الحشر٠٠٠ ويمسك بيدك، يحضنك بشوق، سيتباهى بك، ويقول: هذه هي أمي ٠٠٠ هذه أم الشهيد ٠٠
المحادثة التي جرت عند وصول خبر استشهاده لوالديه:
الأب : الحمد لله
الأم -باكية- : (راح أديب يا أمي .. نزلي زلغوطتي عالنت .. وقلن أمو لأديب)
بتقول : الحمد لله .. وأديب مع الحوريات .. بالهنا هلأ بكون عم يفطر..
شو فطرت إنتي يا أمي ..؟!!) ..
لم أحتمل .. ابنها شهيد .. وتسألني : (شو فطرت إنتي يا أمي ..؟!!) ..!!
أغلقت الهاتف .. ولم أملك زمام دموعي ..!!
كان وداع أحمد الصعب وأديب الحموي ومنذر الزهوري٠٠
وداعا يليق بهم.. هنيئا لهم الشهادة.. تقبلك الله يا أديب٠٠ تقبلك الله شهيدا.

 

 

 قصص شهداء الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع