أحمد الجربا
تصدير المادة
المشاهدات : 3341
شـــــارك المادة
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) إلى الشهيد العزيز/ سعد عبد العزيز مشعل باشا الفارس الجرباء في ليلة استشهاده. ما أسعدك يا سعد بالشهادة، وما أشد فخرنا بك وبمن سبقك من الأسرة في هذا الطريق.
أخذت الترتيب الثاني بعد شهيد الأسرة الأول (فاضل حميد العمرو الجرباء) لم تصبر إلى أن ينقضي العيد، رحلت في العيد، رصاصة المجرم اخترقت رأسك العالي ووجهك الصبيح، لم تكن من أهل هذه الدنيا.
كانت أشواقك وأحلامك ترمي إلى البعيد البعيد، وها أنت تصل إلى هذا البعيد، رياض الجنة بإذن الله، ورضا الرب الرحيم، الرصاصة الغادرة لم تستهدف جسما من لحم ودم، بل استهدفت ما هو أكبر وأسمى وأعلى من ذلك، استهدفت الجبهة الساجدة لله، استهدفت العلم الذي كنت تختزنه، استهدفت الحرية التي كنت تصبو أن يتمتع بها أهلك وأحبابك وشعبك ووطنك. اعتزلتنا منذ زمن بعيد، أخذك التاريخ منا، تفرغت لقراءته حتى تشبع منك التاريخ، وانتقلت بعد ذلك إلى فنون أخرى، تقرأ فيها وتستزيد، كأنك كنت تعرف أنك تسابق الزمن، تعرف أن حياتك قصيرة وعليك أن تملأها بما يعجز عنه المعمرون، وقد فعلت ذلك يا سعد، ونعم ما فعلت.
لم نشبع من رؤيتك يوم كنت بيننا، كنا نظن أن في الوقت متسعا لذلك متى شئنا، كنا نتساءل من منكم رأى سعدا هذه الأيام، فتتبادل العيون النظرات دون كلام، عندما يشتد بنا الشوق لرؤيتك، نفاجئك في موقع سعاداتك بين الكتب، كان آخر لقاء لي بك على قلة ما نلتقي في ذات المكان الذي تعشق، بين الكتب، على حداثة سنك يا سعد كنت ضنينا بوقتك أن يضيع في غير فائدة، بعد السلام مباشرة. يجيء حديث الكتاب، ماذا قرأت يا سعد هذه الأيام؟ إنه السؤال المفتاح لأغريك بالحديث، لأنتزعك من صمتك، فيجيء الحديث الذي يتتلمذ فيه كبار السن على من هم في عمر أبنائهم، حديث ثقافة ومعرفة ودقة في المعلومة والمصطلح. سعد لا أدري وأنا الجريح بفقدك مثل أمك وأبيك وأشقائك، هل سأتمكن ببضع كلمات أن أفي الشهيد حقه، إن الوسام الذي نلته في عيد الفطر من هذا العام 1434 هـ بعد جهاد طويل في أرض الجهاد وبلد الشهداء سيكون وساما لنا جميعا. لأهلك وقبيلتك وبني وطنك الذين لم يبخلوا بالشهداء على مدار الأعوام الثلاثة من عمر الثورة المباركة. نم يا سعد قرير العين، نم يا سعد فدماؤك التي نزفت على تراب الوطن امتزجت بدماء الشهداء وما أكثر ما قدم وطنك من شهداء، دمك يا سعد ودماء الشهداء هي الغذاء الضروري لشجرة الحرية التي تنمو في تربة الوطن، دمك هو الثمن لجنة عرضها السموات والأرض، لينعم الأحياء بوطن حر، وينعم الشهداء بما وعدهم ربهم. دمك يا سعد سيكون فيه خير كثير بإذن الله على أسرتك وعائلتك (الجرباء) سيصحح الرؤيا لمن على عينيه غشاوة ، ويصحح الدرب لمن تنكب عن الدرب واتخذ دربا آخر ليس من دروبنا على الإطلاق، وسيوحد الجميع بإذن الله لما فيه خير الدين والوطن بعيدا من المصالح والطموحات الفردية، والأطماع الدنيوية الهزيلة التي لا تجلب إلا العار والندم وسوء المآل وما صحوات العراق منا ببعيد. هنيئا للشهيد إيابه إلى بارئه، وهنيئا لناـ نحن أهله ـ بالوسام الذي منحنا إياه باستشهاده، وهنيئا للوطن الذي عطر الشهداء ترابه، لك وللشهداء شآبيب الرحمة ولنا الصبر وجزاؤه بإذن الله.
خالك/ أحمد ملحم الفارس الجرباء
أبو الحسن الأندلسي
محمد حسن عدلان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة