روجر أوين
تصدير المادة
المشاهدات : 7730
شـــــارك المادة
بعد مرور عام على انتفاضة الشعب السوري السلمية ضد نظام الأسد، أخذت الثورة مساراً أكثر وحشية مع بلوغ اجتياز أعداد القتلى حاجز التسعة آلاف، وتزايد الأصوات الداعية للتدخل الدولي، غير أنه ليس بالضرورة أن ينجح في سوريا ما نجح في ليبيا، حيث أن النخبة السياسية والعسكرية الحاكمة في سوريا كانت دوماً تتكتم عن مدى قوتها وكيفية اتخاذها قراراتها المصيرية، وهذا ما يزيد الأمر غموضاً.. دعونا نبدد بعض الخرافات حول سوريا وثورتها:
1- رحيل الأسد نهاية للعنف: بينما تتركز الجهود الدولية على الإطاحة بالأسد، يبدوا أن رحيله لن يغير من الواقع شيئًا، وستظل الحكومة تمارس سياستها القمعية لسحق الجيش السوري الحر والمظاهرات المنددة بالنظام؛ حيث تحيط بالأسد مجموعة من المسئولين السياسيين والعسكريين، معظمهم من العلويين، الذين تمرغوا في الثراء الفاحش خلال الثلاثة عقود الماضية لحكم أسرة الأسد، بداية من والده حافظ. وتسيطر هذه الزمرة على مقاليد البلاد، بل إن بشار الأسد ما زال يُنظر إليه في دوائر الحكم، لا سيما بين رجال النظام الأقوياء المقربين في السابق من والده، على أنه مجرد شخص رمزي ذا مصداقية مقبولة وسط أتباعه وبعض المدن السورية، لكنه يمكن استبداله بسهولة بآخر قد يكون أكثر قوة وصرامة وأقسى في استخدام القمع ومواجهة الإدانة الدولية بشراسة. ربما يصدق هذا التحليل (رحيل رأس الدولة ينهي العنف) في حالة الرئيس الراحل حافظ الأسد حين هاجم مدينة حماة عام 1982م وقتل سكانها من السنة لقمع ثورتهم ضده. 2- الخارج لا يعرف ما يجري في سوريا: لم يعد يخفى على أحد كيف تتعامل الأنظمة التي تظل جاثمة على سدة الحكم لعقود مع معارضيها، وفي سوريا قد يكون صحيح أن العالم الخارجي، في وقتها، لم يدر حجم المجزرة التي ارتكبها حافظ الأسد في عام 1982م بمدينة حماة وتدميرها وإبادة سكانها من السنة والقضاء على الانتفاضة ضد التي قادها الأخوان في هذا الوقت، إلا أن الوضع يختلف تماماً مع هذه الثورة التي اندلعت قبل عام من الآن. لم يستطع الأسد (الابن) أن يخفى جرائمه ويسيطر على وسائل الإعلام باستخدام وحدات الجيش الخاصة، حيث أن شهادات السوريين عبر المحادثات الهاتفية لأقاربهم في الخارج كشفت هول الكارثة والوحشية التي يرتكبها بشار، فضلاً عن الصور وتسجيلات الفيديو عبر الهواتف النقالة وشبكات الانترنت والنقاش الواسع مع الصحفيين الأجانب ومحققي جامعة الدول العربية ساهمت جميعها في نشر صور تبرهن على وحشية النظام السوري. علاوة على ذلك، فإن النظام السوري مازال يعيش في غيه وأساليبه التي لن توقف انتفاضة الشعب، وخاصة تلك التي تستخدم في مدينة حمص بقطع الكهرباء ومحاصرة أجزاء منها واعتقال بعض الشباب وإرعاب وترويع القلة الباقية من السكان، وهذه الأساليب علامات على اليأس من ضعف النظام السوري والذي لم يعد يفكر في أي طريقة أخرى لوقف نشر جرائمه. 3- حرب أهلية قادمة في سوريا: بينما يتوقع نظام الأسد وإدارة أوباما والغرب أن تنزلق سوريا في حرب أهلية في قادم الأيام، تخوض البلاد في الوقت الحالي في الواقع حرباً أهلية، حيث انقسمت مدن مثل حمص وحماة إلى أحياء مؤيدة للنظام وأخرى معارضة، والتي تبحث سكانها عن الأمن والحماية بواسطة الانتقال إلى أحياء أخرى، ناهيك عن الانقسامات الجلية بين الطوائف المختلفة مثل العلويين والأكراد والمسيحيين. الأكثر من ذلك، أن هناك عائلات وأسر تنقسم بين مؤيد ومعارض للأسد، مما يفرز حوارات كل طرف يلقي باللوم على الآخر ويحمله مسئولية ما يجري، ونتيجة لذلك انتشر العنف والكراهية بين المواطنين كما شاهدنا في البوسنة ولبنان يعيشون في جو من القتل أو التعرض للقتل. 4- تغيير النظام الليبي "نموذج" للتغيير في سوريا: لقد صارت ليبيا مثالاً على التدخل الولي، والذي يبدأ بالضغط للمساعدات الإنسانية ثم إقامة ممرات آمنة لحماية تلك المساعدات بالاستعانة بطائرات أجنبية تعمل وسط حظر للطيران، إلا أن حكومة الأسد تدرك تماماً ذلك ولديها الاستعداد لمواجهته؛ وذلك لأنه أكثر تماسكاً ويتمتع بدعم شعبي أكثر من نظام القذافي السابق. ومن ناحية أخرى، فإن النظام السوري يعتمد على المواليين له من العلويين وشبكة واسعة من عملاء الاستخبارات والمخبرين والبلطجية والتي تم تجهيزها لعقود لمواجهة أي تهديد داخلي للنظام، بالإضافة إلى ذلك فإن نظام الأسد يستفيد من الدعم الدبلوماسي الذي يقدمه له فلاديمير بوتين رئيس روسيا الممول الرئيسي بالأسلحة والمعدات العسكرية. 5- ضرورة التدخل الدولي لوقف العنف: بات من المستحيل أن تتجاهل الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية التقارير الإخبارية اليومية والصور المنتشرة على الشبكات الاجتماعية لتدمير المدن السورية والتعذيب المنهجي وقتل البشر، ولكن هناك مشاكل كبيرة لمعرفة ما الذي ينبغي عليك فعله لوقف هذه الوحشية بشكل فوري. ولأن التاريخ الحديث يوضح أن مثل هذه التدخلات يمكن أن تضع نهاية للسياسات القمعية السيئة من خلال "بدء إستراتيجية طويلة المدى لعزل نظام الأسد مع عقوبات تهدف لشل الاقتصاد السوري إلى جانب منع كبار الشخصيات السورية وقادة النظام من السفر ومن هذا وصف الأسد بأنه مجرم حرب.
رابط المقالة باللغة الإنجليزية http://www.washingtonpost.com/opinions/five-myths-about-syria/2012/03/12/gIQAvgiiESstory1. html
المصدر: الإسلام اليوم، مترجم بتصرف من "واشنطن بوست" الأمريكية
دير شبيغل
دانيل على
الجمهورية
العصر
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة