الطيران الروسي يرتكب مجزرة جديدة ويستهدف مشفى بريف إدلب، والثوار يستعيدون مناطق خسروها بريف حماة الشمالي ويكبدون ميلشيات النظام خسائر كبيرة، ومعارك درعا تحتدم مع اقتراب الثوار من تحرير كامل الحي، وفي الشأن الإنساني: وصول الدفعة السادسة من مهجري الوعر إلى مدينة الباب، والشبكة السورية توثق 29 حادثة استهداف لجسور دير الزور، أما دولياً: روسيا تجدد رفضها تغيير نظام الأسد وتستنكر عقوبات واشنطن ضد موظفيه، وغارات تركية تستهدف مواقع الميلشيات الكردية في سوريا والعراق. 

جرائم حلف الاحتلال الروسي - الإيراني - الأسدي:

مجزرة للطيران الروسي في كفر تخاريم بريف إدلب:
واصل الطيران الروسي مجازره بحق المدنيين، حيث ارتكب مجزرة مروعة في بلدة كفر تخاريم بريف إدلب، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقال ناشطون سوريون إن 12 مدنياً قُتلوا على الأقل كما جُرح عدد آخر، جراء قصف من الطيران الروسي مساء أمس الاثنين على المشفى الجراحي في بلدة كفر تخاريم بريف إدلب.
وأسفر القصف عن خروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل، إضافة إلى دمار كبير وتضرر في البنية السكنية المحيطة بالمشفى.

الوضع الميداني والعسكري:

خسائر للنظام في منشيّة درعا، والثوار يقتربون من تحرير كامل الحي:
سيطر الثوار على مناطق جديدة -اليوم الثلاثاء- في حي المنشية بدرعا، وكبدوا قوات النظام خسائر كبيرة ضمن معركة الموت ولا المذلة.
وقالت غرفة عملية البنيان المرصوص، إن الثوار دمروا مضاد 23 بعد استهدافه بقذيفة مدفع، spg9 ، بالإضافة إلى تدمير عربة شيلكا على أحد أبنية "حي سجنة" شمال حي المنشية بعد إصابتها بصاروخ تاو، مما أدى إلى مقتل طاقمها و احتراقها بالكامل.
و كان الثوار تمكنوا -في وقت سابق- من السيطرة على 12 كتلة سكنية كانت قوات النظام تتحصن فيها داخل الحي، وأوقعوا تلك القوات بين قتيل وجريح، بعد أن نسفوا المنطقة بخرطوم متفجر.
الثوار ينتقلون من الدفاع إلى الهجوم ويستعيدون مناطق تراجعوا عنها في ريف حماة الشمالي:
انتقلت فصائل الجيش الحر -اليوم الثلاثاء- من مواقع الدفاع إلى الهجوم في ريف حماة الشمالي، وشنت هجوماً استعادت من خلاله مناطق تراجعت عنها، بسبب القصف الهستيري الذي تعرضت له من قبل قوات النظام مدعومة بميلشيات إيران الشيعية وبغطاء جوي روسي كثيف.
واستعاد الثوار السيطرة على قرية وحاجز المصاصنة في محيط مدينة طيبة الإمام بالريف الشمالي لحماة، بعد تمهيد مكثف أمطر الثوار خلاله مواقع مرتزقة الأسد في المنطقة بمئات القذائف المدفعية والهاون والغراد، حيث أكدت غرفة عمليات الثوار مقتل وإصابة عشرات العناصر لقوات النظام والميلشيات الشيعية إثر استهدافهم من قبل الثوار.
في غضون ذلك استهدفت فصائل الجيش الحر قوات النظام المنتشرة في قرية اللحايا وحاجزي السمان ومداجن الطيبة بقصف مركز، وأعلن جيش النصر تدمير دبابة و مقتل مجموعة من قوات النظام، إثر استهداف سيارة " بيك آب" محملة بهم بواسطة صاروخ تاو على حاجز المصاصنة قبل استعادته.
وإلى الغرب من ذلك تمكن الثوار من صد هجوم شرق حلفايا، وأوقعوا خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام، كما دمروا لها عدة مدرعات وآليات هندسية.

الوضع الإنساني:

الدفعة السادسة من مهجري الوعر تصل إلى الباب بريف حلب الشرقي:
وصلت ظهر اليوم الدفعة السادسة من مهجري حي الوعر  المحاصر في حمص إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي في طريقها إلى جرابلس حيث من المقرر أن تحط رحالها.
وتضم الدفعة نحو 2000 شخص، من بينهم 500 من الثوار، إضافةً إلى عائلاتهم، حيث سيصلون إلى جرابلس التي تضم المخيمات المعدة لإقامتهم.
يأتي ذلك بموجب اتفاق جرى توقيعه بين أهالي الحي وقوات النظام بوساطة روسية، ينص على خروج أكثر من 12 ألف شخص من الحي من ضمنهم 2500 مقاتل، على أن يتم خروج دفعة واحدة كل أسبوع تضم حوالي 2500 شخص، وتكون الوجهات إلى ريف حمص الشمالي أو إدلب أو منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي. 

دير الزور مقطعة الأطراف.. تقرير يوثق تدمير "النظام والتحالف" جسور المدينة:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان -في تقرير لها اليوم الثلاثاء- ما لا يقل عن 29 حادثة اعتداء على الجسور في محافظة دير الزور منذ منتصف آذار 2011 وحتى نهاية آذار 2017.
وسجل التقرير مسؤولية نظام الأسد عن 9 حوادث اعتداء على الجسور في دير الزور، فيما ارتكب طيران التحالف الدولي 15 حادثة، والطيران الروسي حادثة واحدة، فيما تسبب قصف تنظيم الدولية والتنظيمات الإسلامية المتشددة ب 3حوادث.
و وفقاً للشبكة السورية فإن هذه الحوادث تسببت في تضرر ما لايقل عن 19 جسراً في دير الزور، وجميعها تقع في مناطق سيطرة التنظيم، خرج 14 منها عن الخدمة بشكل كامل.
وأكدت الشبكة الحقوقية عدم وجود أسباب تبرر استهداف جسور دير الزور، لأنها لم تستخدم بشكل داعم للعمليات العسكرية على نحو منتظم، مشيرة إلى أن ذلك يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.

المواقف والتحركات الدولية:

غارات تركية تستهدف مقرات للميلشيات الكردية الانفصالية في سوريا والعراق:
جدد سلاح الجو التركي -اليوم الثلاثاء- استهدافه لمواقع التنظيمات الكردية الانفصالية، في سوريا والعراق، وحقق إصابات مباشرة في صفوف تلك الميلشيات.
ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول تركي، أن العملية جرت بسرية تامة، واستهدفت مستودعات ذخيرة في جبل "قره تشوك" وموقع مبيت ومعسكر تدريب في جبل سنجار.
وأظهر مقطع نشرته الوكالة مشهد سرب من الطائرات التركية تقصف بعدة صواريخ مقرات الميلشيات التي تعد ذراع  منظمة " بي كي كي "  في سوريا.
في غضون ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة قتلت 18 من عناصر وحدات حماية الشعب "YPG" على الأقل، في حين نقلت رويترز عن الجيش التركي قوله: إن الهدف من الضربات كان منع حزب العمال الكردستاني من إرسال أسلحة ومتفجرات لشن هجمات داخل تركيا.
من جهتها، اعترفت وحدات حماية الشعب بوقوع خسائر جراء الضربة التركية، وقالت في بيان -نقلته رويترز- :إن مقرها الرئيسي في جبل كراتشوك -قرب الحدود السورية مع تركيا- أصيب في الغارات، ويضم: مركزا إعلاميا ومحطة إذاعية محلية ومعدات اتصال ومؤسسات عسكرية.
روسيا تجدد رقضها تغيير النظام في سوريا:
جددت موسكو -اليوم الثلاثاء- موقفها الرافض لتغيير النظام السوري عبر مجلس الأمن، مؤكدة أنها ستقدم كل أشكال الدعم في سبيل بقاء النظام الحالي في السلطة.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" الذي أكد أن بلاده ستواجه محاولات رفض التسوية السياسية في سوريا، وسلك نهج تغيير نظام الحكم في هذه الدولة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الوزير الروسي تصريحه عقب مباحثات مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لامبيرتو زانيير: "نلاحظ محاولات بعض زملائنا دفن قرار مجلس الأمن الدولي حول التسوية السياسية، على أساس الحوار بين الأطراف السورية، والعودة الى مسألة تغيير النظام"
وأضاف لافروف  "بالتأكيد نحن سنواجه ذلك، وواثقون من أن مجلس الأمن الدولي لن يتخلى عن مواقفه المبدئية التي يتضمنها قرار مجلس الأمن الدولي 2254".
استنكار روسي وترحيب بريطاني بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على موظفي الأسد:
انتقدت روسيا فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات اقتصادية على 271 لدى نظام الأسد على خلفية تورطهم بإنتاج مواد كيماوية استخدمها النظام في تنفيذ هجمات.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية  عن نائب وزير الخارجية، غينادي غاتيلوف، قوله إن روسيا لا ترى أساسًا لفرض واشنطن عقوبات جديدة على سوريا، وتابع “لا يوجد أدلة تثبت استعمال دمشق أسلحة كيماوية.
وأكد غاتيلوف أن بلاده عرضت لإرسال فريق مستقل من الخبراء للتحقق من مزاعم هجوم كيماوي في خان شيخون، إلا أن واشنطن لم تؤيد مبادرة روسيا.
من جهة أخرى رحبت بريطانيا بالعقوبات الأمريكية على موظفي مركز البحوث العلمية السوري، لاعتقادها أن لهم صلة باستخدام السلاح الكيماوي على مدينة خان شيخون، مطلع نيسان الجاري.
واعتبر وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسن" أن “الهجوم البغيض على خان شيخون هو تذكرة صارخة للمجتمع الدولي كي يعمل لردع استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل في أي ظرف من الظروف”.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أدرجت -أمس الاثنين- أسماء 271 موظفاً لدى النظام السوري ضمن قائمتها السوداء، مما يعني تجميد أرصدتهم وحظر الشركات الأمريكية من التعامل معهم، ويعمل الموظفون في مركز البحوث العلمية المسؤول عن إنتاج المواد الكيماوية التي يستخدمها نظام الأسد ضد المدنيين.

آراء المفكرين والصحف:

«حزب الله»: شيعة لبنان أم إيران؟
الكاتب: حازم صاغية
منذ نشأته أوائل الثمانينات، كانت لـ «حزب الله» وظيفتان: تمكين الطائفة الشيعيّة وخدمة النفوذ الإيرانيّ، واستطراداً السوريّ. الوظيفتان ليستا متجانستين. إنّهما بالأحرى متضاربتان. وإذا صحّ أنّ حرباً مع إسرائيل تلوح في الأفق، ولهذا يستطلعها مسبقاً «الإعلاميّون»، جاز القول بأنّ التضارب بين الوظيفتين يبلغ الآن أقصاه: إحداهما لا بدّ أن تفجّر الأخرى: إمّا أن ينفصل الحزب عن الطائفة ليغدو مجرّد عصا إيرانيّة في تطويعها، وإمّا، وهذا هو الاحتمال المستبعد، أن ينفصل عن إيران ويعاود الالتحام بأهله وتغليب مصالحهم.
إذا صحّ اليوم أنّنا عشية حرب كبرى غرضها حماية النفوذ الإيرانيّ المستجدّ في سوريّة، صحّ أنّ كارثة محقّقة ستنزل على لبنان، وعلى شيعته وجنوبيّيه خصوصاً.
لنستعرض بعض العناصر التي طرأت منذ 2006 والتي تدلّ كلّها على أنّ الشروط الحربيّة ضعيفة جدّاً. يصحّ هذا في القدرة العسكريّة كما في سياسات الحرب واقتصادها: نوايا التدمير الثأريّ الإسرائيليّ أكبر بلا قياس. الاستعدادات الوحشيّة لم تكتمها التصريحات والمقالات التي تهبّ علينا بإيقاع متعاظم من تلّ أبيب. أموال البناء والتعمير التي توافرت في 2006 هي اليوم أقلّ بلا قياس في يد طهران كما في يد الدولة اللبنانيّة. النظام الدفاعيّ الأميركيّ – الإسرائيليّ المعروف بـ «القبّة الحديد» عطّل فعاليّة الصواريخ التي يتباهى بها «حزب الله». الأخير استُنزف بشريّاً وقتاليّاً في حربه منذ ثلاث سنوات على الشعب السوريّ. العلاقات الطائفيّة، لا سيّما السنّيّة – الشيعيّة، أسوأ من أيّ وقت سابق، وهي لن توفّر أيّ حاضن، كالذي وفّرته في 2006، لضحايا عمليّة عسكريّة إسرائيليّة. تحويل الأموال ونقلها أصبحا، مع إدارة ترامب، أصعب من أيّ وقت سابق. العلاقات الأميركيّة – الإيرانيّة لم تبلغ، منذ خطف رهائن السفارة الأميركيّة في طهران عام 1979، مستوى التردّي الذي تبلغه الآن.
تعبير «أشرف الناس» لن يكفي لإطعام الأفواه وبناء البيوت المهدّمة. إنّه يغدو، والحال هذه، رشوة لا ترشو أحداً. وبالمعنى نفسه فإنّ اعتذاريّة «لو كنت أعلم لما فعلت» لن تعذر صاحبها هذه المرّة. أخبار الحرب باتت في كلّ مكان. الكلّ على بيّنة من شروطها واحتمالاتها. الكلّ بات يعلم.

المصادر:

وكالة سبوتنيك
وكالة رويترز
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
جريدة الحياة
العربي الجديد