36 قتيلاً على يد الاحتلال الروسي الأسدي معظمهم في حلب، وقوات النظام تسيطر على نقاط بغوطة دمشق الشرقية وتحرق قرى بردى بعشرات البراميل المتفجرة، بينما الثوار يسيطرون على تلة المقري شرق مدينة الباب ضمن عمليات درع الفرات، في سياق منفصل: كبرى الفصائل في الشمال السوري تعلن انضمامها إلى حركة أحرار الشام، والأخيرة تحذر من أي اعتداء على الفصائل المنضمة إليها، وفي الوضع الإنساني: تركيا تمنح أذونات عمل خاصة للأطباء السوريين، أما دولياً: ترحيب فطري تركي وتحذير روسي من اعتزام واشنطن إقامة مناطق آمنة في سوريا. 

جرائم حلف الاحتلال الروسي - الإيراني - الأسدي:

36 قتيلاً (تقبلهم الله في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 36 شخصاً في سوريا يوم أمس الأربعاء، معظمهم في دير الزور وحلب، بينهم 9 نساء و 8 أطفال.
وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي:
23 في دير الزور معظمهم قضوا بقصف الطيران على الصالحية وحي الشيخ ياسين وقصف تنظيم الدولة على هرابش والجورة. 6 في حلب معظمهم قضوا بقصف المدفعية التركية على الباب. 3 في الرقة . 2 في إدلب . 1 في حماة . 1 في حمص

قوات النظام تبسط سيطرتها مجدداً على بلدة القاسمية في الغوطة:
بسطت قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة له سيطرتها على بلدة القاسمية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك عقب اشتباكات عنيفة خاضتها تلك القوات مع الثوار.
وقال ناشطون سوريون إن قوات النظام سيطرت على البلدة الواقعة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية، حيث اتبعت سياسة الأرض المحروقة واستهدفت البلدة بمئات القذائف والصواريخ، إضافة للقصف الجوي.

قوات النظام تصعد في وادي بردى: عشرات البراميل على عين الفيجة وحدها:
قالت الهيئة الإعلامية لوادي بردى إن الطيران المروحي استهدف قرية عين الفيجة -وحدها- بعشرة براميل متفجرة، تزامناً مع قصف مدفعي كثيف من قبل قوات النظام المطلة على القرية.
وأشارت مصادر إلى أن عدد البراميل التي استهدفت قرى الوادي تجاوز 40 برميلاً، فضلاً عن عشرات القذائف المدفعية وصواريخ أرض أرض "فيل".
وتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة بين ثوار بردى وقوات النظام، أثناء محاولة الأخيرة اقتحام قرية عين الفيجة من عدة محاور، وأكد ناشطون أن قوات النظام مدعومة بثماني مدرعات ثقيلة حاولت اقتحام القرية من جهة بسيمة، إلا أن الثوار تصدوا لهذا الهجوم وأوقعوا في صفوف تلك القوات خسائر كبيرة.

أخبار المجاهدين:

مقتل 23 عنصراً من تنظيم الدولة ضمن عمليات درع الفرات شمال حلب:
أكدت رئاسة الأركان التركية -في بيان لها- مقتل 23 عنصراً من تنظيم الدولة خلال يوم واحد ضمن عمليات "درع الفرات" التي تشارك فيها كتائب من الجيش الخر شمال حلب.
وأسفرت العمليات الأخيرة عن تدمير 206 أهداف للتنظيم، بينها تحصينات ومواقع دفاعية، ومراكز قيادة ومواقع أسلحة وسيارات، حسبما أفاد البيان.
وفي السياق، دمّرت الطائرات التركية 19 هدفاً في مدينة الباب ومحيطها، وتنوعت تلك الأهداف بين موقع مراقبة ومقر قيادة ومستودعات ذخيرة

"درع الفرات" تسيطر على قرية وتلة المقري شرق مدينة الباب:
سيطر الثوار صباح اليوم على قرية وتلة المقري شرق مدينة الباب بريف حلب، وقالت غرفة عمليات درع الفرات إن قواتها بسطت سيطرتها على قرية المقري وتلتها شرق مدينة الباب بريف حلب، وذلك عقب معارك ضد تنظيم الدولة.
وأوضحت الغرفة أن المعارك أسفرت عن مقتل 13 عنصراً من التنظيم بالإضافة إلى تدمير عدة مقرات لهم. وكان الجيش التركي أعلن في بيان له عن تدمير 168 موقعاً لتنظيم الدولة في مدينة الباب وريفها

بيانات ثورية:

استجابة لنداءات أهل العلم.. كبرى فصائل الشمال السوري تعلن انضمامها إلى أحرار الشام:
أعلنت 5 فصائل من كبرى الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري -والمبغي عليها من قبل جبهة فتح الشام- انضمامها إلى صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية.
وأعلنت كل من (ألوية صقور الشام وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت وجيش الإسلام - قطاع إدلب والجبهة الشامية -قطاع ريف حلب الغربي) انضمامها إلى حركة أحرار الشام.
وأوضحت الفصائل أن خطوة الاندماج جاءت "استجابة لنداءات أهل العلم، وتأكيداً على التزام تلك الفصائل بأهداف الثورة، والتزاماً منها بحمايتها وحماية أهلها، وانطلاقاً من حرصها على ما يمليه عليها الواجب الشرعي والثوري".

أحرار الشام: أي اعتداء على الفصائل المنضمة إلينا هو بمثابة إعلان قتال:
أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية عن ترحيبها بانضمام كبرى فصائل الشمال السوري إلى الحركة يوم أمس، مؤكدة أنها ستظل سائرة على نهجها، ولن تزيدها السهام في كنانتها إلا مضياً في اقتلاع النظام المجرم وأعوانه.
وشددت الحركة على أن أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين إليها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى الحركة عن التصدي له وإيقافه مهما تطلب الأمر من قوة.

المعارضة السياسية:

محمد علوش: لم نوقع على قتال فتح الشام في أستانة:
نفى رئيس وفد المعارضة "محمد علوش" في تغريدة له على "تويتر" أن يكون وفد المعارضة في أستانا قد وقّع على قتال أحد، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يطلب منهم أصلاً.
وأوضح "علوش" أن مطالب المعارضة كانت واضحة وصريحة، وتتركز على وقف شلال الدم، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات، وفك الحصار، مؤكداً أن الوفد لم يتطرق إلى أي موضوع آخر.

نظام الأسد:

شبكة حقوقية توثق 78 هجوماً روسياً بالأسلحة الحارقة على مدن سوريا:
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان شنّ الطائرات الروسية أكثر من 78 هجوماً بالأسلحة الحارقة منذ بداية تدخلها في سوريا في ال30 من سبتمبر/أيلول 2015.
وقالت الشبكة في تقرير وثقت فيه الهجمات الروسية إن معظم الغارات بالأسلحة الحارقة حصلت في أشهر حزيران وتموز وآب من عام 2016.
وذكر التقرير أن مدينة حلب تلقت 51 هجوماً فيما تم توثيق 19 هجوماً على إدلب و6 على حمص و2 على ريف دمشق، مشيراً إلى تسبب تلك الهجمات بمقتل 7أشخاص بينهم 4 أطفال.

مسوّدة روسية لدستور سوري رفضت المعارضة استلامها، ما هي بنودها؟
قالت وكالة سبوتنيك الروسية إنها حصلت على المسودة الروسية لمشروع الدستور الجديد التي عرضتها روسيا على وفد المعارضة السورية خلال اجتماعات أستانا، إلا أن الأخيرة رفضت مناقشتها واستلامها.
ونشرت الوكالة الروسية جزءاً من بنود الوثيقة، ، حيث نصّت المادة 44 من مسودة المشروع "تتولى جمعية (مجلس) الشعب الاختصاصاتت الآتية: إقرار مسائل الحرب والسلام، تنحية رئيس الجمهورية من منصبه، تعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا، تعيين رئيس البنك الوطني السوري وإقالته من المنصب".
واقترحت المسودة الروسية إزالة تعابير تشير إلى عربية الجمهورية السورية (بما في ذلك كلمة العربية من اسم الجمهورية السورية)،، واستبدالها بمصطلحات تشدد على ضمان التنوع في المجتمع السوري محلها. كما جاء في البند الأول من المادة الأولى "تكون الجمهورية السورية دولة مستقلة ذات سيادة وديمقراطية، تعتمد على أولوية القانون ومساواة الجميع أمام القانون والتضامن الاجتماعي واحترام الحقوق والحريات، ومساواة الحقوق والحريات لكافة المواطنين دون أي فرق وامتياز".

الوضع الإنساني:

تركيا ستمنح الأطباء السوريين أذونات عمل خاصة:
نقلت وكالة الأناضول التركية عن وزير الصحة التركي "رجب أقداغ"  تأكيده عزم بلاده منح الأطباء السوريين والعاملين في القطاع الصحي، في تركيا، "أذونات عمل خاصة".
وأوضح "أقداغ" أن التحضيرات لهذه الخطوة قد تطول ثلاثة أشهر، مشيراً إلى قيام وزارته بتدريب الكوادر السورية العاملة في القطاع الصحي، حيث من المقرر أن يُخضَعوا لاختبارات في نهاية تلك التدريبات.

المواقف الدولية:

ترحيب تركي قطري وامتعاض روسي من قرار أميركا إنشاء مناطق آمنة في سوريا:
دعا الكرملين الروسي، الولايات المتحدة إلى التفكير في عواقب إنشاء مناطق آمنة في سوريا، وأوضح المتحدث باسم الكرملين "ديميتري بيسكوف" -اليوم الخميس- أن واشنطن لم تشاور موسكو قبل الإعلان عن نيتها إقامة مناطق آمنة في سوريا.
من جهته رحّب المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية "حسين مفتي أوغلو" باعتزام الولايات المتحدة إقامة مناطق عازلة في سوريا، وأشار "مفتي أوغلو" إلى أن أنقرة تؤيد هذه الخطوة، وأضاف قائلاً: " رأينا طلب الرئيس الأميركي بإجراء دراسة. المهم هو نتائج هذه الدراسة وما هو نوع التوصية التي ستخرج بها"
بدورها رحّبت قطر باعتزام الولايات المتحدة وضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، جاء ذلك على لسان مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية، السفير أحمد بن سعيد الرميحي، الذي أكد على ضرورة توفير ملاذات آمنة في سوريا وفرض مناطق حظر جوي، بما يضمن سلامة المدنيين وفق القرارات الدولية، ويحمي الشعب السوري من آلة الدمار والتشريد.

"ترامب" يجمّد قدوم اللاجئين السوريين إلى أميركا ويأمر بتجهيز خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا:
قال الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" في حديثه مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية: إن أوروبا ارتكبت خطأ كبيراً بالسماح لملايين اللاجئين بالدخول إليها، مؤكداً عزمه على إقامة منطقة آمنة في سوريا.
وأفادت وكالة رويترز بأن ترامب أصدر أوامره لكل من وزارتي الخارجية والدفاع بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للسوريين في سوريا وتسليمها للبيت الأبيض في غضون ثلاثة أشهر.
ومن المتوقع أن يصدر الرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، أمراً تنفيذياً يوقف بموجبه قدوم اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة تماماً، ويوقف تدفق اللاجئين بشكل عام مدة 120 يوماً، بعدها يتم السماح بقدوم لاجئين من دول تقرها وزارتي الأمن الوطني والخارجية ومكتب مدير المخابرات الوطنية.

المتحدثة باسم الخارجية الروسية: روسيا تصر على علمانية سوريا:
شددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن روسيا تتمسك بالموقف الداعي إلى وحدة سوريا وعلمانيتها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته في موسكو اليوم الخميس، حيث علقت زاخاروفا على مسودة الدستور السوري الذي اقترحته موسكو قائلة:"إننا لا نعلق على مكونات المشروع، لأنها كثيرة، ومن غير المجدي تحديد عنصر واحد فقط". وتابعت "أما إذا كان الحديث يدور عن حكم ذاتي أو نظام فدرالي أو كونفدرالية، فهو أمر يقرره السوريون"، موضحة أن بلادها تسعى لتحفيز السوريين، لكي يبدأوا في مناقشة هذا الموضوع".

آراء المفكرين والصحف:

تركيا ومحادثات أستانا: أهداف منشودة وسقف محدود
سعيد الحاج
وجت تركيا مسار تقاربها معروسيا في سوريا بإعلانهما دولتين ضامنتين في محادثات أستانا للنظام والمعارضة السورييْن، بعد عدة مراحل تمثلت في عملية درع الفرات، ثم اتفاق إجلاء المسلحين والمدنيين من شرق حلب، ثم إصدار "إعلان موسكو" بمشاركة إيرانية.
الطريق إلى أستانا
اعتبِر الإعلان عن محادثات أستانا -برعايةٍ و/أو ضمانة روسية وتركية- مكسباً للدبلوماسية التركية وعودة لدورها الذي فقدته في الأزمة السورية لأسباب عديدة. ولذا، فقد أظهرت أنقرة اهتماماً شديداً بالمحادثات، وبذلت جهداً كبيراً لعقدها ثم إنجاحها ورفع سقف مخرجاتها  قدر الإمكان.
"جاء اتفاق شرق حلب ليؤكد تغير السقف التركي في الأزمة السورية، ويثبت مفهوم "الثنائي الروسي/التركي" الذي بدأ يتشكل في سوريا، لا سيما أن أنقرة ظهرت خلاله وكأنها وسيط أكثر منها حليفاً للمعارضة كما كانت دائماً"
كان قرار عملية درع الفرات إشارة واضحة إلى ذوبان الجليد بين أنقرة وموسكو وحصول الأولى على الضوء الأخضر من الأخيرة، وهو ما تطور لاحقاً للوصول إلى اتفاق عسكري أعلنته قيادة الجيش التركي مؤخراً، ويقضي بإجراء طلعات جوية مشتركة بين الجانبين  في مدينة الباب تحت سقف درع الفرات ومكافحة داعش.
ثم جاء اتفاق شرق حلب ليؤكد تغير السقف التركي في الأزمة السورية، ويثبت مفهوم "الثنائي الروسي/التركي" الذي بدأ يتشكل في سوريا، لا سيما أن أنقرة ظهرت خلاله وكأنها وسيط أكثر منها حليفاً للمعارضة كما كانت دائماً.
وتتويجاً لكل ذلك، كان "إعلان موسكو" إعلاناً عن مسار جديد وبديل لمسار جنيف لحل الأزمة السورية، وقد حرص الجانبان الروسي والتركي على بث الأمل في تحقيقه اختراقاً أكبر مما أحدثته لقاءات سيرغي لافروف وجون كيري المتعددة، باعتبار أن كلاً من موسكو وأنقرة تملك الجزء  الأكبر من أوراق النظام والمعارضة على التوالي.
وقد نشطت الدبلوماسية التركية -على مدى الأيام والأسابيع التي تلت الإعلان وسبقت المحادثات- على ثلاثة محاور: التواصل المباشر مع موسكو لتثبيت المسار السياسي، واستثمار نفوذها لدى المعارضة لتثبيت وقف إطلاق النار، والاتصالات المتكررة مع طهران لضبط أداء النظام  والمليشيات المرتبطة بها، وهو ما يمكن اعتباره ضغطاً عليها بتحمليها مسؤولية انهيار التهدئة في حال حصلت بشكل غير مباشر.
وهذا المعنى الأخير تحديداً يفرض تحديات على الدور التركي الذي استفاد من التفاهمات الروسية/التركية، لكنه سيكون أقل تأثيراً ومساحة في أي مسار "دولي" بطبيعة الحال. ولعل ذلك ما يفسر لهجة أنقرة الودية منذ البدء تجاه المشاركة الأميركية وحديثها عن "دور واشنطن الضروري" في حل الأزمة السورية، بحيث لا تضع كل بيضها في سلة أستانا بل تتحسس موضع قدمها في جنيف وما بعدها.
أخيراً؛ لا تشكل أستانا المحطة الأخيرة للقضية السورية ولا حلها المنشود، لكنها المحطة الأبرز -حتى الآن- التي أثبتت فيها مختلف الأطراف إذعانها للحل السياسي التفاوضي، بغض النظر عما تقوله في العلن.
كما أظهر مسار أستانا مقاربة تركية جديدة في سوريا من الصعب أن تتغير في المراحل المقبلة، وهو ما يفرض على المعارضة أولاً ثم على أنقرة ثانياً ضرورة تقييم الأوضاع الحالية بممكناتها وتحدياتها وفرصها المستقبلية لكي يتاح لها تعزيز الدور لا خسارته. فرغم تراجع الدور التركي أو تعديل مساره وسقفه، فإن المعارضة لا تملك رفاهية خسارته، كما لا تملك له بديلاً لا الآن ولا في المستقبل القريب.