تيم القلموني
تصدير المادة
المشاهدات : 2752
شـــــارك المادة
"كن واحداً من صناع القرار وانضم للفيلق الخامس اقتحام"، رسالة نصية تصل بشكل شبه يومي للهواتف المحمولة لسكان القلمون، تحمل معها دلالات كبيرة لوضع النظام العسكري ونياته بالتعبئة العامة.وهذه الرسالة بمنزلة الحشد نحو تجنيد قسري لمن رفض الانضمام طواعية إلى صفوف "الفيلق الخامس"، والذي يرى فيه النظام جيش المستقبل، وورقة الضغط بأية مفاوضات مقبلة.
ولطالما طالت حملات التجنيد بصفوف النظام الشباب في سن الخدمة الإلزامية، أما اليوم فقد صدم أهالي القملون من حملات التجنيد الإلزامي لمن تتراوح أعمارهم بين الـ20 والـ50 عاماً، مهما كان وضعهم الاجتماعي أو اختصاصهم المهني.
وجدير بالذكر أن نظام بشار الأسد عمد سابقاً، عقب سيطرته على القلمون، إلى تسخير طاقات عناصره في سبيل دعمه وحمايته والقتال بصفوفه؛ إما طوعاً أو بالإكراه والتهديد، لينشئ لاحقاً ما أسماه لواء درع القلمون.
ويأتي هذا التجنيد في الفيلق الخامس الذي يعمل النظام على تشكيله كفصيل داعم لقواته التي مزقتها رحى المعارك، إذ باتت مشاهدة الرجال بمنطقة القلمون من الأمور القليلة الحدوث، والأمر الأغرب هو أن تشاهد أحدهم باللباس المدني، إذ طالت حملات التجنيد حتى الأطباء والمهندسين الذين أنهوا خدمتهم العسكرية الإلزامية منذ عشرين عاماً.
استغلال للشباب:
وقال أحمد البيانوني، مدير تنسيقية التل في القملون: "وقعت مدينة التل بالقلمون ضحية مصالحة لم يلتزم النظام ببنودها، بل استغل غياب ثوار المدينة بعد تهجيرهم قسرياً إلى إدلب للاستفراد بشباب المدينة، والبدء بتجنيدهم طواعية أوقسراً لمصلحة الفيلق الخامس، وخاصة أن المدينة تحوي خزاناً بشرياً فاق نصف مليون نسمة على الأقل".
ويضيف البيانوني في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن اللافت في الأمر أن النظام عادة ينفذ حملات السحب الاحتياطي لمن أعمارهم دون الـ30 عاماً إلى جيشه، أما في حملة التجنيد القسري الأخيرة إلى الفيلق الخامس فقد شمل السحب الاحتياطي من تتراوح أعمارهم بين الـ18-50 عاماً، قسراً لمن تنطبق عليهم الشروط.
بالإضافة إلى فتح باب التطوع للانضمام إلى هذا الفيلق مع حملة ترويج كبيرة للميزات والرواتب التي سينالها المنضمون إلى صفوفه، وذلك عبر وسطاء للنظام بالمنطقة، وعبر خطباء الجوامع بالحشد الشعبي دينياً له.
ويتابع مدير تنسيقية التل بالقملون: أن "سعي النظام لكسب أكبر قدر من شباب مدينة التل دفعه إلى التوجه للمدارس، ودعوة الطلاب الذين هم دون السن القانوني للانضمام لصفوف الفيلق، مقابل مبالغ مغرية بظل الفقر الذي يعانيه أهاليهم".
وفي الوقت ذاته، ضيق النظام بحملاته على شباب المنطقة، واعتقل بشكل عشوائي مئات من شباب التل بالرغم من أن ذلك يتناقض مع اتفاق المصالحة؛ وذلك بغية دفع الشباب الذين لم يستطع النظام استقطابهم بالترغيب بالرواتب المغرية، إلى التوجه للانضمام لصفوف الفيلق؛ وذلك بترهيبهم بالتشبيح اليومي والمضايقات الأمنية على حواجز النظام التي باتت شبحاً يؤرق حياتهم اليومية.
-تعويض للخسائر:
ومن جهة أخرى يقول باسل أبو الجود، المتحدث باسم الهيئة الثورية لمدينة يبرود، إن قوات نظام الأسد المتمثلة بالأمن العسكري، وما يسمى بقوات تابعة للفيلق الخامس المشكل حديثاً، شنت حملة تجنيد واسعة في كل مدن القلمون الغربي وبلداته.
وبالإضافة إلى عملية التجنيد بمدينة التل فقد وصل لمخفر مدينة يبرود أكثر من 500 اسم لسحب الاحتياط، أو التوجه للفيلق الخامس مباشرة والالتحاق بمعسكرات تابعة له تم افتتاحها بمقرات قرب الفرقة الثالثة بمدينة القطيفة بالقلمون، أو لمعسكره الأساسي بمطار حميميم باللاذقية، أما بمنطقة جيرود والناصرية فتم وضع أكثر من 800 اسم للتوجه للفيلق الخامس، بالإضافة إلى 900 آخرين من مدينة النبك.
ويشير أبو الجود إلى "أن استماتة النظام في سحب أكبر عدد من الشباب بكل المناطق السورية للفيلق لها دلالات كبيرة على عجز النظام عسكرياً، وهشاشه جيشه بعد الأعوام الطويلة من معاركه مع الثوار، وفقدانه لأي دور في ساحة المفاوضات الأخيرة؛ الأمر الذي دفعه إلى المسارعة بتشكيل قوة كبيرة بالعدد، دون التركيز على فعاليتها؛ تحفظ له ما تبقى من وجود على الساحة السياسية".
الخليج أونلاين
كلنا شركاء
الأناضول
أحمد دعدوش
ريان محمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة