..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ

ﻣﻬﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﻞ

٧ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6539

ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
الحبيل00.jpg

شـــــارك المادة

ﻫﻞ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟ ﻧﻌﻢ. ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﻭّﻉ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻧﺨﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﻠﺼﺔ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻪ، ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﺗﻔﺘﺖ ﻭﺣﺪﺗﻪ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻏﺮﻕ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻭﺃﻋﻤﺎﻕ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻭﺣﻞ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﻗﻮﻣﻴﺔ .
ﻳﺄﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺑﺄﺱ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺣﺶ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﻄﻔﺖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﺻﺎﺭﻋﺖ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻭﻧﺰﻋﺖ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﻏﻠﻮّﻫﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﻠﺒﺴﻮﻥ ﺑﻮﺣﺸﻴﺘﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻِﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﺓ، ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﺼﻒ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺮﺽ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤُﺴﺘﺄﻧﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩ ﺑﻤﺨﺎﻟﺐ ﺷﺮﺳﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻧﻘﺾ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻃﺆ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻭﺗُﻜﺎﻓﺢ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﻮﺑﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺳﻼﻡ ﻧﺴﺒﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻠﺘﻬﻴﺌﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻃﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻣﻌﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻤﺠﻤﻮﻉ ﺩﻭﻟﻬﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﻪ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﻀﺔ ﺩﻭﻟﻪ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻪ، ﻭﻳﻨﻀﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻋﺠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺟﻨﺎﺣﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﻟﺘﻌﺒﺪﻱ ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ، ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻛﻞ ﺷﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺰﺭﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻳﺘﺠﻪ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﻐﺮﺏ - ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ - ﻧﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻟﻴﺤﺼﺪ ﻭﻻﺀ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻟﻪ، ﻭﻳﻌﻘّﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ؛ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻟﺘﺤﺸﻴﺪ ﺗﻌﺼﺐ ﻭﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻻ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗُﻬﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻮّﻝ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻭﺗﻘﺎﻃﻌﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺿﺤﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺻﻌﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﺮﺍﺋﻖ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻔﺮﻕ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺔ . ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻏﺰﻭﺍﺕ ﺟﺪﻝ ﻭﺻﺮﺍﻉ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ، ﻓُﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﻓﻘﻪ ﻏﻠﻮ ﻣﺪﻧﻲ ﺻﺐ ﺑﺄﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺄﺱ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻭ ﺣﻠﻴﻔﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺃﻭ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻭﺣﺼﺎﺩ ﺧﻨﻖ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻟﺤﺮﻳﺘﻪ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺎﺿﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﺜﻘﻔﻮﻥ ﻭﺩﻋﺎﺓ، ﻭﻧﺨﺐ ﻣﺨﻠﺼﺔ ﻟﻠﺸﺮﻕ، ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺧﺼﺒﺔ ﺣُﺮﺓ، ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻤﻦ ﺗﺴﻠﻞ - ﺿﺮﻭﺭﺓ - ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺁﻝ ﻓﺮﻋﻮﻥ؛ ﻫﻲ ﺃﻻ ﺗﻘﻒ ﻣﻬﻤﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻻ ﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻲ، ﺑﻞ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻪ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﺮّ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺬﻛّﺮ ﺑﺄﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﺸﺮﻕ ﻫﻲ ﻣﺨﺎﺽ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻛﻔﺎﺡ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺣﻘﻮﻗﻲ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻲ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﻞ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻨﻬﻀﻮﻳﻴﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺴﻠﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺴﺎﻳﻜﺲ ﺑﻴﻜﻮ ﻣﻦ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻭﺗﻮﺭﺙ ﻷﺟﻴﺎﻟﻪ، ﺟﻴﻼ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ - ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ - ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻻ ﻳﻬﺪﻣﻪ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭﻻ ﻳﻔﻘﺪ ﻣﺎ ﺣﺼّﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻭﻭﻋﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺻﺮﺍﺥ ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻭﻣﻨﺒﺮ ﺿﺠﻴﺞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺑﺒﻌﺚ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻂ .
ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ، ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺗﺬﻛﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻟﻤﻮﺟﻬﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺻﺎﻧﻌﻲ ﻗﻴﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ، ﻭﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻓﻲ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻚ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺃﻭ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻐﺎﺋﺮ ﺃﻭ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﺃﻭ ﻧﺰﻭﺍﺕ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ، ﺗﺸﻌﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﺨﺎﺭ ﺍﻟﻀﻐﺎﺋﻦ .
ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻮﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺤﺴﻦ ﺟﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻭﺗﻔﻜﻴﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺭﺳﻢ ﻣﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﻭﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻟﻠﻨﻬﻀﺔ . ﻭﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻫﺬﻩ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻭﺍﺳﻊ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻦ ﻏﺼﻮﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ؛ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﻒ ﻓﻀﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﻠﻤﻠﻢ ﺟﺮﺍﺣﻪ ﻭﺍﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﻳﺴﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ - ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ - ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﺸﺮﻕ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺼﻨﻌﻪ ﻫﻮ ﻻ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻭﻣﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻩ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﺿﻤﻦ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ، ﺑﻞ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎﺕ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺜﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺍﺻﻄﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻴﻦ، ﻷﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺃﻭ ﻣﺆﺳﺴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺑﻘﻴﺖ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﻟﺘﺪﻓﻊ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﺮﺅﻯ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎ، ﻭﺣﺼﺎﺩ ﺃﺩﻕ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﻃﻤﻮﺣﻪ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ.
ﺇﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺈﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺗﻨﺎﻓﺴﻬﻢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻪ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﻪ، ﺑﻴﻦ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﺣﺜﻲ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﺿﻠﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺒﺄﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻷﻣﺔ، ﻓﻼ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺿﺪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ، ﻭﻻ ﻭﻗﻒ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻟﻠﺸﺮﻕ .
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤُﻔﺎﺻﻞ ﻟﺘﻤﻴﻴﻊ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻟﻘﻴﻤﻪ ﻭﻫﻮﻳﺘﻪ، ﻭﺍﻟﻤُﻔﺎﺻِﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻪ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻷﻣﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﻓﺈﺣﺪﻯ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﻟﻠﺒﻄﺶ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺄﻭﻃﺎﻧﻬﺎ، ﻫﻲ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ، ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻟﻠﻔﺘﺮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺃﻥ ﻳُﺼﺎﺭَﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺗﺪﻳﻦ ﻭﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ - ﻛﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﺑﻴﺌﺔ، ﻭﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ - ﺗﺤﻤﻞ ﺇﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺗﺨﻠﻖ ﻗﻄﻌﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻻ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ .
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻪ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻴّﺲ ﻭﺣﺮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺜﻲ، ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ، ﺍﻟﻤﺘﺄﺛﺮﺓ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺴﺎﺭ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻜﺮﻱ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺟﻮﺍﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ . ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻷﻣﻤﻴﺔ.

 


ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع