..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الربيع الإسلامي قادم رغم أنف أمريكا

معاذ عبد الرحمن الدرويش

٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3444

الربيع الإسلامي قادم رغم أنف أمريكا
قادم000.jpg

شـــــارك المادة

هللت و زمرت أمريكا كثيراً للثورات العربية، ولعلها هي أول من أطلق عليها اسم ثورات الربيع العربي، لا شك أن أمريكا تعرف جيداً من أين و كيف تؤكل الكتف، وأمريكا تعرف أنها غير قادرة على منع حدوث الثورات بعد أن ضاقت صدور الشعوب العربية ذرعاً بالظلم و الجور المطبق عليها من حكومات أكل عليها الزمن و شرب.

 

ولعل وقوف الولايات المتحدة الأمريكية مع تلك الثورات هو بغاية الذكاء، والالتفاف عليها هو بمثابة عبقرية سياسية فريدة، لكن أن تنقلب على الثورات هو بغاية الغباء السياسي، لأن الشعوب التي ثارت أول مرة وكسرت طوق الذل، ستثور عليه مرة تلو المرة حتى تحقق جل الذي قامت لأجله.

ولعل أمريكا لم تقرأ التاريخ جيداً من هذه الناحية.

فلو أن أمريكا لم تنقلب على الثورات العربية لربما جاء ربيعاً عربياً هشاً، و لعل الانقضاض عليه لاحقاً سيكون أكثر إيجابية لصالحها، أما اليوم و بهذا الانقلاب وضعت ثورات الربيع العربي في شتاء عاصف طويل، والبديهية الطبيعية تقول إن الشتاء العاصف سيلحقه ربيع مزهر طويل.

والخطأ الأكبر الذي ارتكبته القيادة الأمريكية، هو بخلق الدولة الإسلامية (داعش) كوسيلة للقضاء على الثورة السورية بشكل مباشر، بعد أن عجزت بكل الوسائل والطرق التي قدمتها لحماية نظام الأسد من السقوط، واجتثاث أي إسلام سياسي في المنطقة كهدف بعيد، بعد أن ذهب تعب عشرات السنين - مع حكومات زرعت الفكر العلماني في الشعوب العربية - هباءً منثوراً.

فالدولة الإسلامية أو ما يسمى داعش ستسقط أيضاً، كما سقطت الحكومات العربية من قبلها وبالقريب بعد أن ينفضح أمرها، لكن المصيبة التي ستواجه أمريكا مستقبلاً هو أن بذرة الخلافة الإسلامية والتي كانت في طي النسيان من التاريخ، أعادت أمريكا و بذرت فكرتها في ضمير و عقول الأجيال العربية و الإسلامية كفكرة واقعية و ممكنة التطبيق.

فالثورات العربية لم تنته و لم تتوقف، وستتلاحق الثورات إلى ثورات و ثورات إلى أن تحقق الشعوب المغلوبة على أمرها ما تربو إليه، و لعل دولة الخلافة الإسلامية قادمة أو على الأقل إسلام سياسي سيسيطر على دول المنطقة برمتها شاء من شاء و أبى من أبى، فحياة الشعوب لا تقاس بسنة أو بسنتين عجاف فأعوام الخير قادمة بعون الله.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع