49 قتيلاً على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس الجمعة معظمهم في حلب، وبعد ساعات من تشكيل غرفة عمليات مشتركة.. الثوار يحررون قرية شليوط بريف حماة الشمالي، ويقتلون 8 عناصر من قوان أسد في حلب، أما في الشأن الإنساني: المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: 655 ألف لاجئ سوري في الأردن نصفهم أطفال، من جهتها.. تركيا: نسعى لتوظيف 4200 مدرس لتعليم السوريين اللغة التركية. 

جرائم حلف الاحتلال الروسي- الإيراني- الأسدي:

49 قتيلاً: (نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا قتل طيران العدوان الأسدي والروسي يوم أمس الجمعة 49 شخصاً، معظمهم في حلب، ومن بين القتلى 13 طفلاً و13 امرأة وشخصان تحت التعذيب.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 19 شخصاً، وفي إدلب قتل 8 أشخاص، وفي درعا قتل 7 أشخاص، وفي دمشق وريفها قتل 6 أشخاص، وفي الرقة قتل 5 أشخاص، وفي حماة قتل شخص واحد، كذلك في حمص قتل شخص واحد، وفي الحسكة أيضاً قتل شخص واحد، وأخيراً في دير الزور قتل شخص واحد.
مناطق القصف:
في دمشق وريفها، شنت الطائرات الروسية 6 غارات بالصواريخ الفراغية على بلدات الشيفونية والريحان وأطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وألقت مروحيات الأسد 4 براميل متفجرة على منطقة المزارع في الغوطة الغربية، إلى حلب، حيث شنت الطائرات الروسية غارات جوية على الأتارب ودارة عزة وكفرناها وأورم الكبرى وأبين، أما في حماة، فقد شنت الطائرات الروسية غارات جوية على مدينة طيبة الإمام، كما شن طيران الأسد الحربي عدة غارات جوية على قرية الزلاقيات وبلدة اللطامنة في الريف الشمالي. (1،2،3)
مقتل 240 شخصاً وتدمير 27 مرفقاً خدمياً في إدلب خلال شهر تشرين الأول:
وثقت "شبكة أخبار إدلب" مقتل 240 شخصاً، بينهم 41 طفلاً و 24 امرأة، وطبيب وناشط إعلامي، و 85 مقاتلاً من فصائل الثوار قضوا باشتباكات مع قوات الأسد في المعارك التي شهدتها جبهات القتال في حلب وحماة واللاذقية.
وقالت الشبكة إنها سجلت 8 مجازر بحق المدنيين في المحافظة، و 58 غارة جوية من الطيران الحربي الروسي، و 24 غارة بالقنابل العنقودية، و7 غارات بالفوسفور الحارق والنابالم المحرم دولياً استهدفت مدن وبلدات المحافظة خلال الشهر الماضي، وأضافت أن الطيران استهدف 13 مدرسة تعليمية، و 3 مشافٍ طبية، و 6 مساجد، و3 مراكز للدفاع المدني، إضافة لمبنى المجلس المحلي وكلية الطب في مدينة كفرتخاريم، وأشارت الشبكة إلى أن الشهر الماضي "شهد تراجعاً بنسبة قليلة من القصف بالطيران، كما شهد تراجعاً في أعداد الضحايا عن الأشهر الماضية، فيما ارتفعت أعداد القتلى من المقاتلين في المحافظة بنسبة قليلة، وذلك جراء المعارك الدائرة على جبهات حماة وحلب التي مازالت مستمرة، حيث أرسلت العديد من قوافل الإمدادات للجبهات في حلب".

عمليات المجاهدين:

بعد ساعات من تشكيل غرفة عمليات مشتركة.. الثوار يحررون قرية شليوط بريف حماة الشمالي:
سيطر المجاهدون اليوم السبت على قرية "شليوط" بريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد، تمكنوا خلالها من قتل وجرح عدد من العناصر، إضافة لاغتنام أسلحة ثقيلة وقاعدة كورنيت، ومدفع عيار 37 ملم، وقد جاءت عملية السيطرة هذه بعد ساعات من تشكيل غرفة عمليات مشتركة ضمت أكثر من 10 فصائل عاملة بريف حماة، وتقع قرية "شليوط" إلى الشمال من مدينة محردة وتشرف على كامل مناطق ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي.
مقتل قائد غرفة عمليات قوات اﻷسد في ريف حماة:
قُتل أمس الجمعة عدد من الضباط في جيش اﻷسد بينهم قائد غرفة العمليات العسكرية لقوات اﻷسد في ريف حماة والقائد الميداني في الفرقة الرابعة دبابات العقيد الركن أحمد جميل العوض، وأعلن جيش النصر عن قتل العوض برفقة ضباط آخرين في قصف بالدبابات على غرفة عمليات جيش اﻷسد في المعمل اﻷزرق شمال صوران بريف حماة الشمالي، وتمكنت قوات اﻷسد من استرجاع معظم القرى والنقاط التي تقدمت إليها فصائل المقاومة في المنطقة وتواصل هجماتها في محاولة لتحقيق المزيد من التقدم، في ظل غياب قوة فاعلة تشكل صدًّا كافيًا لتلك القوات حتى اليوم. (4)
قتل 8 عناصر من قوات الأسد في حلب:
تصدى الثوار لمحاولات تقدم قوات الأسد على أطراف حي حلب الجديدة ومشروعي 3000 و 1070 شقة غرب حلب ضمن ملحمة حلب الكبرى، كما قتلوا 8 عناصر من قوات الأسد بعملية انغماسية على جبهة العويجة، واستهدفوا معاقل قوات الأسد في جمعية الزهراء غرب حلب بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة. (3،2)
صمود للمجاهدين في ريف دمشق:
تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد التقدم على أطراف مزارع خان الشيح في الغوطة الغربية.، وتصدوا أيضاً لمحاولة قوات الأسد التقدم على أطراف مزارع بلدة المحمدية في الغوطة الشرقية(1،2)

نظام أسد:

بشار يهذي من جديد وينفصل عن الواقع:"السوريون أكثر انسجاما":
أثار رئيس النظام السوري بشار الأسد، في تصريحات جديدة وغريبة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال "إن السوريين أصبحوا أكثر انسجاما بسبب الحرب الدائرة في سوريا  والتي شنّها عليهم مع ولادة الثورة السورية عليه عام 2011"، وقال "الأسد" في حوار لصحيفة "بوليتكا" الصربية، "في الواقع، لقد بات المجتمع أكثر انسجاماً مما كان عليه قبل الحرب"، وفق تصريحات نقلتها "سانا" وصفحته الفيسبوكية الجمعة، وأشار بشار إلى أن أثر الحرب على السوريين كان "إيجابية"، ولذلك فهو غير "قلق" على "بنية المجتمع السوري بعد الحرب".
ويأتي كلام الأسد عن الانسجام بين السوريين بسبب الحرب وأثرها الإيجابي عليهم وباطمئنانه على بنية المجتمع، على حد زعمه، بعد مقتل قرابة نصف مليون سوري جراء حربه على شعبه، ردا منه على ثورتهم التي طالبت وتطالب بإسقاطه، وبعد تشرد السوريين في اللجوء والنزوح بأكثر من 10 ملايين سوري، وفق كل التقديرات المحلّية والعربية والدولية والجهات السورية المعارضة. وبعد دمار لحق بالبنية التحتية أجمعت كل الدراسات الاقتصادية المتخصصة أنها لا سابق لها إلا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتفاعل عدد من المعلّقين العرب مع تصريحات الأسد المتحدثة عن الانسجام في المجتمع الذي قتل منه مئات الآلاف وشرّد الملايين منه، خيث عبروا عن سخطهم على هذا السفاح الدموي. (6)

الوضع الإنساني:

وفاة جنين في بلدة مضايا المحاصرة:
أكد ناشطون سوريون" وفاة جنين في بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق؛ جراء نقص في المواد الطبية اللازمة وأدوات الجراحة، إضافة لنقص في المواد الغذائية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الأسد ومليشيا حزب الله على المدينة، وأوضح الناشطون أن "والدة الجنين تعاني من ظروف صعبة نتيجة مضاعفات العملية القيصرية التي أجريت لها في مشفى البلدة الذي ينقصه الكثير من الأدوات الطبية، إضافة لمضاعفات العمل الجراحي وارتفاع شديد بسكر الدم رافقه ارتفاع بضغط الدم، وهو ما يهدد حياة الأم"، وتعاني مدينة مضايا ظروفاً إنسانية صعبة جراء الحصار المفروض على البلدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تمنع قوات الأسد دخول أي مساعدات إلى البلدة، إضافة لعمليات القنص المستمرة التي يمارسها عناصر الأسد وحزب الله بحق المدنيين.

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: 655 ألف لاجئ سوري في الأردن نصفهم أطفال:
قال المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن علي بيبي، إن أعداد اللاجئين السوريين المدرجين في سجلاتها داخل المملكة هو 655 ألف لاجئ، وتشكل نسبة من هم دون الـ ١٧ عاماً أكثر من ٥١٪ من إجمالي اللاجئين الذين تسكن غالبيتهم العظمى في المدن و البلدات الأردنية.
وأضاف "بيبي" في تصريح لوكالة الأناضول التركية اليوم السبت أن 513 ألفاً و625 من أولئك اللاجئين يقيمون داخل المدن الأردنية، بينما يقيم الباقون وعددهم 141 ألفاً و389 لاجئاً داخل المخيمات الخاصة بهم، وقد تم تسجيل 47 ألفاً و986 لاجئ خلال العام الجاري".
وأوضح أن أعداد من تزيد أعمارهم عن ستين عاماً بلغ 23 ألفاً و924، بنسبة 3.7%، بينما بلغ عدد من تتراوح أعمارهم ما بين 18-59 عاماً 293 ألفاً و533 وبنسبة 44.8%، في حين بلغ عدد من هم دون السابعة عشرة 337 ألفاً و557، وبنسبة 51.5%"،  وأما من حيث الجنس، فقد احتلت الإناث النسبة الأكبر والتي بلغت 50.7%، بعدد 331 ألف و852، ونسبة الذكور 49.3% بعدد 323 ألف و162.
ومن حيث أماكن وجودهم في المحافظات الأردنية، فقد احتلت العاصمة عمان المرتبة الأولى بـ 179 ألفاً و582 لاجئاً، تلتها محافظة إربد بـ 136 ألفاً و299 لاجئاً، ويشكل اللاجئون السوريون القادمون من محافظة درعا العدد الأكبر من إجمالي أعداد المسجلين في الأردن، بعدد 276 ألفاً و331، فيما سجل القادمون من طرطوس أقلها بعدد 356 لاجئاً فقط.

المواقف والتحركات الدولية:

تركيا: نسعى لتوظيف 4200 مدرس لتعليم السوريين اللغة التركية:
قالت وزارة التربية التركية إنها تسعى لتوظيف 4200 مدرس لفترة مؤقتة في أقسام اللغة التركية والآداب والتعليم، وذلك ضمن إطار جهودها الرامية لتعليم لغة بلادها للطلاب السوريين الموجودين في البلاد، بمستويات أفضل.
وقال "علي رضا ألتونال"، مدير عام مؤسسة "التعليم مدى الحياة" التابعة لوزارة التربية في تصريح أدلى به لوكالة الأناضول الرسمية اليوم إن الاتحاد الأوروبي سيقدّم لتركيا 300 مليون يورو لدعم المشروع المذكور ضمن إطار اتفاقية "إعادة قبول المهاجرين"، وإن الوزارة تعمل على دمج الطلاب السوريين الموجودين في عموم البلاد بنظام التعليم التركي بشكل تدريجي، حيث يُشكّلون 99 بالمئة من إجمالي عدد الطلاب الأجانب البالغ 151 ألف طالب من بلدان مختلفة، وأشار إلى أن 327 ألف طالب يتلقون التعليم في مراكز التعليم المؤقتة المخصصة لأجل الطلاب السوريين في عموم تركيا، وسيتم توظيف العدد المذكور من المدرسين لمدة عام واحد في تلك المراكز وأيضاً في مدارس تابعة للوزارة، كما أضاف أن "هناك 833 ألف طفل سوري في مرحلة التعليم يتوزع معظمهم في ولايات هاتاي وغازي عنتاب وشانلي أورفة وكليس وإسطنبول، وللأسف تمكنا من إدراج 475 ألف طفل منهم فقط في نظام التعليم".
الطيران التركي يستهدف 71 موقعاً لتنظيم الدولة شمال حلب:
استهدف الجيش التركي 71 موقعاً لتنظيم الدولة في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وأوضح الجيش في بيان له يوم أمس أن خمسة من مقاتلي التنظيم قُتلوا في الضربات، كما أضاف أن قوات التحالف شنت خمس ضربات جوية، وتمكنت خلال ذلك من قتل ثمانية من عناصر التنظيم شمال حلب، وتشن الطائرات التركية غارات جوية بالتزامن مع تحركات للجيش الحر على الأرض، وذلك ضمن عمليات " درع الفرات" التي انطلقت قبل أشهر شمال حلب.

الهدنة الروسية انتهت دون تحقيق أهداف:
انتهت مساء أمس (الجمعة) في الساعة السابعة مساء حسب توقيت غرينتش, هدنة إنسانية جديدة كانت أعلنتها روسيا من طرف واحد في مدينة حلب في شمالي سورية، التي استمرت عشر ساعات من دون تسجيل خروج جرحى أو مقاتلين أو مدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة، وهدفت الهدنة الروسية، إلى إجلاء الجرحى والمرضى ومقاتلين ومن يرغب من مدنيين من الأحياء الشرقية عبر ثمانية معابر، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "لم يسجل المرصد خروج أي شخص، سواء مدنيا أو مقاتلا، من الأحياء الشرقية من حلب"، بدوره، أعلن الجيش الروسي عن إصابة جنديين روسيين "بجروح طفيفة" جراء تلك القذائف، وأكد في بيان أن "الجنديين نقلا سريعا إلى حي آمن في المدينة حيث تلقيا العلاج"، مؤكدا أن "حياتهما ليست في خطر".
وعلى صعيد آخر، تسلم أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار خطته نيوزيلندا وإسبانيا ومصر حول سورية، ويتعامل مع مسألة وقف إطلاق النار في حلب، يأتي هذا في الوقت الذي تستمر فيه المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري المدعومة من موسكو وفصائل المعارضة في المدينة، وقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هدنة إنسانية في حلب أمس (الجمعة) من الساعة التاسعة صباحا حتى السابعة مساء، وقد وافق عليها القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية فلاديمير بوتين. وبعد أسبوع من إطلاق عملياتها لفك الحصار عن حلب، أعلنت فصائل المعارضة السورية دخول المرحلة الثانية من تلك العمليات، وبعد تقدم متواصل في الأيام الأولى من العمليات، تلته فترة من الكر والفر، ثبتت المعارضة سيطرتها على المناطق التي تقدمت إليها، لاسيما في ضاحية الأسد ومنيان والمناشر غرب حلب، بعدما تمكنت فصائل غرفة عمليات جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب من إحباط ثلاث محاولات لاستعادة السيطرة على تلك النقاط. (5)

آراء المفكرين والصحف:

الشام ومرحلة ما بعد الفصائلية..هل ستدرك الفصائل اللحظة التاريخية!

أحمد موفق زيدان
خروج الغوطة يوم الجمعة الماضية  بمظاهرات تُعلن وتهتف  لا للفصائلية، وتطالب بتشكيل جيش إنقاذ يضم كافة الفصائل الجهادية والثورية في المنطقة من أجل إنقاذ ما تبقى من الحجر والبشر، ومن أجل تفادي مصير داريا والزبداني والمعضمية وقدسيا والهامة، ومن أجل وقف تسونامي التهجير والاقتلاع والتطهير الطائفي والعرقي حول دمشق، يشير إلى وعي جماهير شعبي لا مثيل له.
ويؤكد أن الشعب هو بوصلة الثورة، وأنه أكثر وعياً وحرصاً من الفصائل التي ضحت ولا تزال تضحي بكل ما تملك من أجل انتصار الثورة، ولكن للأسف لم تستطع أن تضحي بغرورها وكبريائها على بعضها بعضاً وتتنازل للآخرين من أجل مصلحة الوطن ومصلحة الثورة، ولم يستطع بعض المشايخ وطلبة العلم أن يقدموا انموذجاً في التآخي والتعاضد بين فصائل المجاهدين، فكان بعضهم كنافخ كير بين هذه الفصائل، ونافخ في الفتنة علم ذلك أو لم يعلم..
لحظة تاريخية مهمة تعيشها الشام وهي لحظة ابتعاد الشعب والجمهور عن الفصائل، واستعدادها لتقود الراية من جديد، كما قادتها يوم انتفضت ضد العصابة الطائفية في مظاهرات الحريقة ودرعا وحمص وإدلب ودير الزور وحماة وغيرها، يوم أعلنت تمردها على العصابة الطائفية، يومها لم تكن هناك فصائل ولا جماعات، وإنما شعب حر أبي تمرد على الطائفيين وهتف للحرية وفجر ثورة ستظل مفخرة العالم كله والتاريخ برمته، وبالتالي على هذه الفصائل أن تعي تماماً أنها ليست الأولى في هذه الثورة،  وليست السباقة في التمرد على هذه العصابة الطائفية، وأنها إنما تنفذ رغبات شعب حر أبي تمرد ولم يكن بحاجة لأحد أن يقوده ويعلمه طعم الحرية.
وفي حال سعت الفصائل إلى حرف البوصلة بعلم أو بجهل، و سعت لا سمح الله إلى تدمير مكتسبات هذا الشعب بالحرية والثورة فإنه قادر بإذن الله على إعادة الأمور إلى نصابها، وما فعله بالأمس في الغوطة وغيرها، ووضعه طريق الخلاص وخريطة الطريق للفصائل من توزيع النسب على الفصائل في تكوين الجيش الوطني إلا دليلاً على قدرته على اجتراح الحلول لمن رفض على مدى سنوات الاحتكام إلى لغة العقل في الوحدة والاتحاد ورد المظالم، والإفراج عن المعتقلين..
ما نقوله اليوم ليس خاصاً بالغوطة الحبيبة وليس متعلقاً بفسطاط المسلمين فحسب، وإنما عاماً بكل بقعة شامية رفض قادة ميدانيون عسكريون الوحدة، وظنوا أن قوتهم قادرة على إسقاط الطائفيين المدعومين من سدنتهم بينما نرى تداعي الغرب والشرق على الشام، في حين قادة الفصائل يجابهونهم بالتفرق والتمزق، ولا يعرفون أن وحدتهم وائتلافهم أحب إلى الشعب من انتصاراتهم التكتيكية في بلدة هنا أو جبهة هناك، فالنصر الاستراتيجي يكمن في الوحدة والائتلاف وليس في انتصارات وهمية تأتي اليوم لتذهب غداً..
العاقل من يتحسس اللحظة التاريخية فيما إذا كانت معه أو ضده، واللحظة التاريخية اليوم في الشام والله أعلم هي لحظة تمرد شعب على هذا التفرق والتمزق، ولحظة ابتعاد الشعب عن هذه الفصائل، بل والكثير يحملها اليوم سبب تأخير الثورة برفضها خفض الجناح لإخوانها، ولنا عبرة في انقلاب المزاج الأفغاني ضد المجاهدين الأفغان يوم اقتتلوا وتفرقوا فيما بينهم، فمال المزاج الأفغاني لصالح حركة طالبان ، تماماً كما ينقلب المزاج الأفغاني اليوم ضد حركة طالبان الأفغانية بعد رحيل زعيمها ومؤسسها الملا محمد عمر، بسبب تفرقها وميلها نحو إيران.
واليوم يحصل نفس التغير في المزاج السوري وإن كان بنسب ربما أقل ولأسباب مختلفة، وإن كان على رأس هذه الأسباب تفضيل الفصائل مصالحها الفصائلية والحزبية على مصلحة الثورة والشعب، وإصرارها على التمزق والتفتت، والأريب والعاقل من الفصائل من يدرك هذه اللحظة ويتعامل معها بشكل مختلف فحينها سيكسب الدارين الدنيا والآخرة بإذن الله. 8( أورينت نت)
 

المصادر:
1 - لجان التنسيق المحلية
2 - مسار برس
3 - شبكة شام الإخبارية
4- السبيل
5- عكاظ
6- العرب القطرية
7- السياسة الكويتية
8- أورينت نت