غارات روسية توقع مجزرة مروعة في بلدة "طفس" بريف درعا، و15 شهيداً وعدد من المفقودين في مجزرة جديدة للتحالف الدولي في الرقة، بالمقابل، 8 محاولات اقتحام لقوات النظام على الغوطة الشرقية باءت بالفشل، فيما الثوار يسقطون طائرة حربية للنظام في منطقة دكوة بريف دمشق، من جهتها.. مليشيا "قسد" تواصل تقدمها في ريف الرقة الغربي وتسيطر على 5 قرى جديدة، و تقرير يوثق 6 حوادث اعتداء على المراكز الحيوية في سورية خلال أيار الماضي.

جرائم الاحتلال الروسي – الأسدي والتحالف الدولي:

غارات روسية توقع مجزرة مروعة في بلدة "طفس" بريف درعا:
شنت طائرات -يعتقد أنها روسية- غارات جوية -اليوم الاثنين- على بلدة طفس في ريف درعا، مما تسبب بوقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات.
وقال ناشطون إن 9 أشخاص على الأقل لقوا حتفهم فيما جرح آخرون، جراء قصف جوي روسي عنيف استهدف "طفس" بصواريخ شديدة الانفجار، مع احتمال ارتفاع عدد الضحايا بسبب خطورة الإصابات.
15 شهيداً وعدد من المفقودين في مجزرة جديدة للتحالف الدولي في الرقة:
واصل طيران التحالف الدولي مجازره بحق المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، حيث استُشهد وفُقد العشرات جراء استهداف طيران التحالف لزوارق نازحين أثناء محاولتهم الخروج من مدينة الرقة.
وقال ناشطون إن أكثر من 15 مدنياً قتلوا وفُقد آخرون جراء قصف جوي لطائرات التحالف الدولي استهدف زوارق تقل نازحين في نهر الفرات قرب مدينة الرقة.
وأضاف الناشطون أن القصف وقع قرب الجسر الجديد جنوب المدينة، حيث حاول النازحون الهرب إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم.

الوضع الميداني والعسكري:

يوم عصيب في الغوطة الشرقية.. 8 محاولات اقتحام لقوات النظام باءت بالفشل:
اندلعت اليوم اشتباكات عنيفة جداً على جبهات الغوطة الشرقية بين الثوار وقوات النظام والمليشيات المساندة لها التي تحاول التقدم من جهة جبهة حوش الضواهرة.
وقال جيش الإسلام عبر حسابه الرسمي إن قوات النظام والمليشيات المساندة له شنت 8 محاولات اقتحام من جهة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية. وأضاف الجيش أن مقاتليه من كافة الوحدات (مشاة - مدرعات - مدفعية - قناصين) تصدوا للقوات المقتحمة، وكبّدوهم خسائر فادحة، دون تحقيق أي تقدم.
واستهدفت قوات النظام منذ الصباح بلدة حوش الضواهرة بسبع صواريخ من نوع "فيل" بالإضافة إلى قذائف المدفعية، بالتزامن مع حشود عسكرية جهزتها للاقتحام.
خسائر بالجملة لميلشيا حزب الله في معارك درعا جنوب سورية:
منيت قوات النظام وميلشيا حزب الله الشيعية بخسائر فادحة خلال المعارك الدائرة منذ أيام في محافظة درعا جنوب سوريا.
ونشرت غرفة عمليات "البنيان المرصوص" قائمة -اليوم الاثنين- لقتلى حزب الله، سقطوا خلال المواجهات التي دارت في حي "سجنة" بدرعا البلد، ضمن معركة الموت ولا المذلة.
وبلغت القائمة التي نشرتها الغرفة 8 قتلى، بينهم عدد من القياديين، وتعد هذه القائمة الثانية خلال يومين، بعد القائمة التي نشرتها "البنيان المرصوص" وضمت 10 قتلى لميلشيا حزب الله في معارك المنشية وسجنة بدرعا البلد.
الثوار يسقطون طائرة حربية للنظام في منطقة دكوة بريف دمشق:
أعلن جيش أسود الشرقية -العامل في البادية السورية، اليوم الاثنين- عن إسقاط طائرة حربية لنظام الأسد، إثر استهدافها بالمضادات الجوية في ريف دمشق.
ونشر المكتب الإعلامي "لأسود الشرقية" خبراً مقتضباً، أكد فيه تدمير طائرة حربية للنظام في منطقة دكوة بريف دمشق، مشيراً إلى أن عملية البحث عن الطيار ما زالت جارية.
وأظهرت صور نشرها المكتب الإعلامي للجيش حطام الطائرة التي أسقطها الثوار، وهي من طراز ميغ 21، تابعة لأسطول النظام الجوي.
مليشيا "قسد" تواصل تقدمها في ريف الرقة الغربي وتسيطر على 5 قرى جديدة:
واصلت مليشيا سوريا الديمقراطية تقدمها في ريف الرقة على حساب تنظيم الدولة، حيث سيطرت تلك المليشيات اليوم على قرى العدنانية والقحطانية والصكورة وبير الهاشم ومزرعة ربيعة غرب مدينة الرقة.
تأتي سيطرة مليشيا على تلك القرى بعد حصارها يوم أمس، حيث انسحب تنظيم الدولة منها لتتوسع سيطرة قسد في ريف الرقة وتقلص المسافة بينها وبين المدينة.
وسيطرت مليشيا قسد يوم أمس على بلدة القحطانية في ريف الرقة الشمالي الغربي وقرية خاتونية في ريف الرقة الغربي بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة استمرت 48 ساعة.

الوضع الإنساني:

تقرير يوثق 6 حوادث اعتداء على المراكز الحيوية في سورية خلال أيار الماضي:
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن معدلات القتل والدمار قس سورية تراجعت بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي، في ظل اتفاق خفض التصعيد.
و وثق تقرير صادر عن الشبكة الحقوقية -أمس الأحد- مقتل 8 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني خلال شهر أيار/مايو الماضي، بينهم شخصان على يد تنظيم الدولة الإسلامية.
وسجل التقرير 6 حوادث اعتداء على مراكز حيوية طبية ومراكز للدفاع المدني، منها حادثتا اعتداء لقوات النظام على مراكز للدفاع المدني، وحادثة اعتداء للقوات الروسية على المراكز الحيوية الطبية، بالإضافة إلى حادثة اعتداء واحدة لكل من الميلشيات الكردية الانفصالية والتحالف الدولي على المراكز الحيوية الطبية.
وتعد هذه الإحصائية منخفضة نسبياً، مقارنة بإحصائيات الأشهر الماضية التي تعمدت فيها قوات روسيا والنظام استهداف المراكز الحيوية كالمشافي والمستوصفات ومراكز الدفاع المدني والمساجد والأسواق.

آراء المفكرين والصحف:

هل يحتل العراق سورية؟
غازي دحمان
قد يبدو غريباً مثل هذا السؤال، ولا يتناسق مع المنطق الطبيعي للأشياء، فالدول التي تذهب إلى احتلال غيرها ليست أي دول، بل لها سمات ظاهرة متشكّلة من فائضٍ في القوة، ومشروع استراتيجي طموح، واقتصاد متطور يبحث عن موانئ للتصدير والاستيراد وأسواق لفائض الإنتاج.
ليس هذا الترف متوفراً للعراق الحالي الذي يساعده تحالفٌ دوليٌّ عريض للتخلص من احتلال "داعش" الذي وصل به الأمر إلى حد السيطرة على ما يقارب نصف مساحة العراق، ولولا عشراف آلاف الغارات الجوية لدول التحالف التي أسهمت في إضعاف بنية القوة لدى "داعش"، وتدمير خطوط إمداده، لكان "داعش" قد غيّر خريطة العراق بشكل كبير ولعقود مقبلة.
لكن، وعلى الرغم من كل ما سبق، كان العراق يصدّر آلاف المقاتلين إلى سورية الذين انتشروا على كامل مساحة البلد من حلب إلى درعا. وعلى الرغم من انهيار الاقتصاد العراقي وعجزه عن سد الحاجات الأساسية لسكان الموصل وتكريت والرمادي، إلا أنه كان يموّل الجهود الإيرانية في الحرب السورية، وقد أشارت تقارير عديدة محايدة إلى هذا الأمر الذي لم يقف عند هذا الحد، بل لا تخفي جماعات الحشد الشعبي، وهي مليشيات يتجاوز عدد أفرادها مائة ألف، عزمها الدخول إلى سورية في وقت قريب، لمحاربة القوى المعارضة لنظام الأسد، مع العلم أن آلافاً من المقاتلين العراقيين جرى توطينهم في مناطق قريبة من دمشق، من خلال تهجير أهل تلك المناطق عنوة، كما داريا، أو منعهم من العودة إلى مناطقهم، كما جنوب دمشق وقرى القلمون الغربي.
كيف يمكننا قراءة مثل هذه الظاهرة المتناقضة، والتي تدعو إلى الغرابة، ذلك أن الوضع الطبيعي للعراق أن ينكفئ على نفسه ويلملم شتاته، لا أن يبادر إلى الهجوم بهذه الكثافة!
يستدعي فهم هذه الظاهرة قراءة السياق الذي يصدر عنه العراق، وهو تفكيك الدولة نهائياً، ومعها جرى تفكيك الأطر والأهداف والاستراتيجيات الدولتية، وتحوّل مركز القرار إلى خارج العراق، إيران تحديداً التي باتت تضع الأهداف، وتصنع السياسات للعراق، كما تصنع توجهاته السياسية وتصوغ موقفه وموقعه الإقليمي، في ظل وجود نخبٍ حاكمة في العراق، أقرب إلى صفة الموظفين لدى الإدارة الإيرانية، يقودهم مدراء، على شاكلة قاسم سليماني، لتنفيذ المشاريع الإيرانية.
كما أعادت إيران صياغة الهوية العراقية، واستبدلت الهوية العربية بالهوية الشيعية، مستغلةً مرحلة الاضطرابات التي عانى منها العراق بعد الاحتلال الأميركي، وتصدّع الهوية الوطنية، ودخولها في مرحلة فراغ، ما سمح لإيران بتشكيلها على مقاسات مشروعها في المنطقة، وخصوصاً في جزئية السيطرة على سورية، حيث تنتشر مقامات آل البيت التي ستستدرج عشرات آلاف الشباب العراقي، المتشكّلة عقيدته على الفداء والثأر، والعدو واضح ومعلوم "شعب سورية الثائر على الأسد".
تشكّل سورية حيزاً مناسباً لتصريف الطاقة العراقية المتفجرة، بل ربما تبدو المنفذ الوحيد لاستيعاب الزخم العراقي، إذ على الرغم مما يشاع عن إجراءات أميركية لتقطيع أوصال المشروع الإيراني، فإن عدم وجود استراتيجية فاعلة في هذا الخصوص، يجعل الأمر برمّته يتحوّل إلى محفّز جديد للاندفاع العراقي صوب الحيّز السوري.
هذا الافتراض تؤهله حقيقةُ أن أدوار الوكلاء على الأرض في الحرب السورية هي الفاعلة، وذلك كونهم يشكلون أوراقاً يمكن المغامرة بها، فيما لا يجرؤ المشغّلون على الظهور المباشر، ربما لحساب ما قد يرتبه ظهورهم من استحقاقاتٍ، أو ما يستدعيه من صداماتٍ مباشرة، يسعى اللاعبون الأساسيون إلى تجنبها.
وثمّة عوامل داخلية "سورية" تشجع حصول الاحتلال العراقي لسورية، فنظام الأسد الذي لا حول ولا قوة له لن يكون منزعجاً من الاحتلال العراقي، ما دامت بغداد تموّل خزينته الفارغة، وما دام العنصر العراقي يؤمن له الكادر الذي يواجه خصومه، بعد أن استنزفت الطائفة العلوية (قُتل حوالى 150 ألفاً من شبابها). (العربي الجديد)