أمير العباد
تصدير المادة
المشاهدات : 2824
شـــــارك المادة
تفاهمات روسية أميركية على ما يبدو جرت مؤخرا، ستتجسد وقائعها في عمل عسكري وشيك يتكلل بداية بحملة عسكرية في حلب شمالي سوريا، وقد أكد ذلك وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وقال شويغو إن روسيا والولايات المتحدة على وشك البدء في عمل عسكري مشترك بمدينة حلب السورية "ونحن الآن في مرحلة نشطة للغاية من المفاوضات مع زملائنا الأميركيين، ونقترب خطوة بخطوة من خطة -والحديث هنا عن حلب فقط- ستسمح لنا حقا بالبدء في القتال معا لإحلال السلام، بحيث يمكن للسكان العودة إلى ديارهم في هذه المنطقة المضطربة". كلام الوزير الروسي يبدو عاما في حديثه عن حلب، دون أن يحدد بالضبط المناطق التي سيتشاركون فيها بعملهم العسكري مع الأميركان، فالمدينة التي تتعرض لغارات روسية كثيفة بشكل شبه يومي على مناطق المعارضة، يوجد تنظيم الدولة في شرقها كمدينة الباب وجرابلس، وفي مناطق الريف الشمالي على الحدود التركية كبلدة الراعي، في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي كعين العرب كوباني ومنبج، ويتقاسم النظام السوري والمعارضة السيطرة على أحياء المدينة.
إحراج للأميركان: يقول ياسر الفرحان عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض إن أميركا تسلم -إلى حين- الملف السوري لروسيا، لتقوم ببعض الأدوار نيابة عنها، في حين لا تهتم موسكو بحجم الفضيحة المترتبة على ذلك، ولا تسمح واشنطن بحسم الصراع لأي من الأطراف، لأن الحفاظ على حالة لا غالب ولا مغلوب لا تزال واضحة في أهدافها. ومع التفضيل الأميركي الواضح لروسيا على أوروبا وباقي حلفائها، صعدت الشراكة بين الدولتين العظميين إلى أعلى مستوياتها في الملف السوري في اتجاه رعاية مفاوضات السلام، ورئاسة غرفتي وقف الأعمال العدائية، وتأمين المساعدات الإنسانية. و"بين هذا وذاك تصمت إدارة أوباما بشكل مخز ومشين على جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية ترتكبها روسيا ضد المدنيين والفصائل التي تحارب النظام وداعش معا، لتبدو المواقف جزءا من تبادل الأدوار، مع مخرج واحد خلف الستار". ويضيف الفرحان في لقائه مع الجزيرة نت أنه في ضوء هذه المعطيات، "لا أرى في مضمون التفاهم الروسي الأميركي شيئا جديدا، وإن كان في إعلانه ما يقع بين خطأ الترجمة وتعمد روسي لإحراج أميركا التي تحاول تطويق الفضيحة".
مباحثات نشطة: من جانبه أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العقيد أديب العليوي أن السياسة الأميركية والروسية ليست على انسجام في ما يجري بسوريا، ورأى أن هناك اختلافا في وجهات النظر، و"باعتقادي أن كلام وزير الدفاع الروسي فُسر بشكل حاطئ. وأعتقد أن المقصود إجراء مباحثات نشطة لحل الوضع في حلب". ويضيف العلوي "أشعر أن هذه التصريحات دعاية إعلامية". ومن المبكر الحديث عن أهمية هذه التصريحات، لأن المرحلة المقبلة في سوريا معقدة، واستشراف المستقبل فيه شيء من الصعوبة، لكن تجدر الإشارة إلى أن المعارك في حلب وانتصارات الثوار قلبت الطاولة على النظام السوري والإيرانيين والروس الذين اعتقدوا أنه بحصار حلب ستكون هناك أوراق ضغط عديدة في المفاوضات ضد الثوار. ويقول العقيد عليوي حول الأماكن التي يعتقد استهدافها إن مدينة حلب خالية من تنظيم الدولة، ومناطقهم واضحة ومحددة، وإذا كان المقصود جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) فالموضع أعقد مما نتخيل، لأن جبهة فتح الشام مختلطة مع كل الفصائل، وقد غيرت من اسمها وسلوكها، وحتى في المعركة الأخيرة في حلب لم ترفع إلا راية الجيش الحر. يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال في وقت سابق إن مسؤولين عسكريين كبارا من روسيا والولايات المتحدة أجروا مفاوضات في جنيف بشأن حلب وإعادة كاملة لوقف إطلاق النار.
الجزيرة نت
أسرة التحرير
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة