أمين محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3292
شـــــارك المادة
تتسارع الخطى العسكرية والسياسية قُبيل انطلاق الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف3 بين المعارضة السورية والنظام، والمفترض أن تبدأ خلال الأسبوع المقبل، حيث يحاول طرفا التفاوض قضم المزيد من الجغرافيا من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في جنوب سورية ووسطها وشمالها على وقع تصريحات سياسية متناقضة تصدر من عواصم صنع القرار في العالم، وتتمحور حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويستمر مصير الأسد بكونه المعضلة الرئيسية التي تتنظر الجولة المقبلة من المفاوضات، في ظل إصرار حليف النظام الأبرز، روسيا، على ترحيل هذا الملف إلى جولات لاحقة في خضم "كباش سياسي" بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية التي تصرّ على استبعاد الأسد من أي تسوية سياسية مقبلة. أما المعارضة السورية، التي من المقرر أن تبدأ يوم الخميس المقبل سلسلة اجتماعات في الرياض، فما انفكت تؤكد أن مصير الأسد مسألة محسومة بالنسبة إليها لا يستطيع أحد تجاوزها. وتشدد المعارضة على أنها لن تقبل مناقشة بقائه في الفترة الانتقالية وفي مستقبل سورية "وتلك هي إرادة السوريين التي صدحت بها حناجرهم في التظاهرات التي عادت من جديد". تأجيل مناقشة مصير الأسد: ولم تنقطع التصريحات الصادرة من موسكو والمطالبة بتأجيل مناقشة مصير الأسد، والتي كان أحدثها ما نقلته وكالة "رويترز"، أمس الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي قال "إن المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة تحدّ من فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة"، وبينما أكد ريابكوف أن "موسكو تقترح تأجيل المناقشات حول مصير الأسد، أشار إلى أن "أطراف الصراع السوري هي التي يجب أن تبت في هذا الأمر لاحقاً". لكن رد المعارضة على تصريحات ريابكوف لم يتأخر، بعدما أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض رياض نعسان آغا، لـ"العربي الجديد" أنّ الموضوع الرئيس في المفاوضات "هو هيئة حكم انتقالية"، قبل أن يضيف "نفهم الانتقال انتقالاً من عهد الديكتاتور إلى عهد الديمقراطية"، وفي السياق، لفتت عضو وفد المعارضة التفاوضي، سهير الأتاسي، في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "روسيا التي سبق أن أنكرت على الشعب السوري حقه بفك الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين كإجراءات حسن نوايا لبيئة تفاوضية جدية ووصفته بالشرط المسبق، تضع اليوم عدم نقاش مصير الأسد شرطاً مسبقاً للانخراط الجدي في المفاوضات".
وفقاً للأتاسي فإنّ "هذا الأمر الذي لا يمكننا القبول به كون الأسد، مجرم الحرب، هو جزء أساسي من المشكلة التي تقتضي إيجاد حل جذري ودائم"، من جهته، أبدى إسلام علوش، المتحدث باسم جيش الإسلام التابع للمعارضة السورية والمنضوي في هيئة التفاوض، استغرابه "من تأخر المجتمع الدولي في إنهاء فترة الإجرام في سورية وتنحية هذا المجرم وعصابته من حكم سورية"، في إشارة إلى الأسد ونظامه، وفي موازاة المواجهات السياسية، تشتعل الجغرافيا السورية بالمعارك بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل إلى جانبه وبين تنظيم "داعش" الذي خرج من بلدة القريتين جنوب شرق حمص (80 كيلومتراً) بعد أيام قليلة من فقدانه مدينة تدمر شرق حمص. ويعتبر مراقبون للمشهد السوري أن التنظيم "يخسر لصالح قوات النظام لغايات سياسية، إذ بات من المعتاد أن تشهد الفترة التي تسبق أي استحقاق سياسي تراجعاً عسكرياً لصالح النظام". ووفقاً لهؤلاء، فإن "ما جرى في تدمر والقريتين لا يخرج عن هذا الإطار، إذ لم تجر معارك توحي بأن قتالاً حقيقياً قد حدث بقدر ما كانت "مناورات مشتركة" تنتهي بنصر إعلامي للنظام لتعزيز موقعه في معادلة محاربة الإرهاب". قصف عدة مناطق: في غضون ذلك، كثّف طيران النظام من قصفه لمناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور وفي ريفها الغربي حيث يتوقع متابعون أن تحاول قوات النظام والميليشيات التي تساندها، التحرك باتجاه هذه المناطق بعد استعادة السيطرة على بلدة السخنة الواقعة إلى الشمال من مدينة تدمر. وسعى النظام، يوم السبت الماضي، إلى تحقيق "نصر إعلامي" آخر في جنوب حلب من خلال مليشيات تسانده، أبرزها حركة النجباء العراقية فضلاً عن حزب الله اللبناني، لكن قوات المعارضة صدّت الهجوم وحققت تقدماً عسكرياً مهماً باستعادة قرية العيس الاستراتيجية، موقعة خسائر في القوات المهاجمة. واعترفت إيران، التي أعلنت أمس إرسال قوات برية إلى سورية، بمقتل خمسة ضباط برتب رفيعة من الحرس الثوري "أثناء أداء مهامهم في سورية"، خلال اليومين الأخيرين، يُتوقع أنهم لقوا مصرعهم جنوب حلب مع العشرات من مقاتلي حزب الله ومليشيات عراقية وأفغانية، كما حققت قوات المعارضة تقدماً على حساب تنظيم "داعش" وتنظيمات موالية له في شمال وجنوب سورية. وأعلنت فصائل تابعة للمعارضة أنها استعادت السيطرة على قرى: تل شعير وقصاجك وتل بطال، وقره كوز، وطاط حمص، ومزارع شاهين في ريف حلب الشمالي من تنظيم "داعش" إثر معارك سقط فيها أربعون قتيلاً من عناصر التنظيم، وفقاً لما أكدته مصادر ميدانية. كما قتل ثمانية من قوات الجيش السوري الحر الذي بات على أبواب بلدة الراعي الاستراتيجية القريبة من الحدود السورية التركية والتي تقع تحت سيطرة تنظيم "داعِش". وفي جنوب سورية، تواصل قوات المعارضة منذ أسبوعين "تطهير" مناطق في ريف درعا من وجود تنظيمي "شهداء اليرموك"، و "حركة المثنى الاسلامية" المواليين لتنظيم "داعش"، وأعلنت مصادر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر أنه تم "تطهير" منطقة أنخل من "أصحاب الفكر التكفيري"، ومنطقة طفس من "الفاسدين"، ومناطق تل شهاب ومزيريب، كما سيطر الجيش الحر، يوم الأحد الماضي، على مساكن جلين، وجلين، والمزيرعة، وبلدة الطيرة، وبلدة الشيخ سعد، وأكدت الجبهة الجنوبية أنها "مصرّة على اجتثاث أصحاب الفكر التكفيري"، مشيرةً إلى أن "أرض حوران لن تقبل أي فكر تكفيري".
العربي الجديد
الشرق الأوسط
ريان محمد
أسرة التحرير
الحياة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة