تيم أبو بكر
تصدير المادة
المشاهدات : 2879
شـــــارك المادة
"مضى على وجودي في هذا القبو قرابة الشهرين لم أرى فيها ضوء الشمس، لا أكلم أحداً سوى والدتي التي تحضر لي الطعام، ولا أصدر أصواتاً حتى لايعلم من هم حولي بوجودي في هذا المكان فقد يكون بينهم مخبراً يدل النظام على مكاني فيعتقلني ويجبرني على القنتال معه ".
بهذه الكلمات لخص حمزة، المعاناة التي يعيشها وأقرانه من الشباب في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور، حيث تشن قوات نظام الأسد منذ عدة أشهر، حملات اعتقال واسعة في تلك الأحياء، تستهدف مئات الشباب الذين يتم إجبارهم على الالتحاق بصفوف قوات النظام والمشاركة في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأضاف حمزة لـ"السورية نت"، "أصبحت حياتي تشبه حياة المعتقلين في أفرع النظام الأمنية، لكن يوجد اختلاف بسيط هو أن سجاني هي والدتي التي تخاف علي من أن يعتقلني النظام فيجبرني على حمل السلاح فأقتل على يد داعش". دوريات مكثفة: وأوضح الشاب العشريني، أنه لجأ للاختباء بسبب دوريات النظام المكثفة التي تجوب شوارع الجورة والقصور بحثاً عن الشباب في المحلات والمدارس والمساجد والمنازل في بعض الأحيان، وقال حمزة: "النظام اعتقل الكثير من أصدقائي من الطرقات ومن أفران الخبز وبعضهم قتل بعد أن أجبرهم النظام على القتال في معارك البغيلية والبعض الآخر مصيره مجهول". وبدأت تلك الاعتقالات مع اشتداد المعارك بين "تنظيم الدولة" وقوات نظام الأسد التي اندلعت في منتصف يناير / كانون الثاني 2016 بمنطقة عياش وقرية البغيلية وصولاً إلى فيلات الرواد، وفندق فرات الشام ومعسكر الطلائع (الذي يعتبر خط الدفاع الأول لقوات النظام عن حيي الجورة والقصور الخاضعة لسيطرته). وأسفرت تلك المعارك عن سيطرة التنظيم على مستودعات عياش (الأكبر في المنطقة الشرقية) ومعسكر الصاعقة وقرية البغيلية، كما أدت إلى مقتل 400 عنصر من قوات النظام وميليشيا "الدفاع الوطني" التابعة له وأسر 100 آخرين حسب بيان لوكالة "أعماق" التابعة للتنظيم. اعتقالات في أحياء موالية: ومنذ بدء الاعتقالات في أحياء (الجورة والقصور وهرابش) أجبر الشباب على إلتزام منازلهم خوفاً من الاعتقال، وقبل 10 أيام خفف النظام من تلك الحملات مما جعل الشباب يشعرون بالارتياح والتنقل بين هذه الأحياء والعودة إلى عملهم وإلى تأمين احتياجات عائلاتهم، لكن وبأوامر من اللواء محمد خضور القائد العسكري لقوات النظام في المنطقة الشرقية، عادت أمس حملات النظام مجدداً إلى تلك الأحياء، حسب أحد سكان حي القصور، وأفادت "شبكة إذاعة دير الزور الحرة"، عن نية قوات النظام اعتقال 1500 شاب من مناطق سيطرتها بدير الزور "لإجبارهم على التطوع بصفوف الشبيحة والقتال لجانب قوات النظام بمختلف جبهات القتال بالمدينة". وذكرت الشبكة، أن "قوات النظام قامت في الفترة مابين 10/1/2016 حتى نهاية شهر شباط 2016 باعتقال أكثر من 1500 شاب بأحياء الجورة والقصور والموظفين وهرابش من عمر 18سنة حتى عمر 52 سنة وعتقال المؤجلين دراسياً والوحيدين لوالديهم وأجبرتهم على التطوع بصفوف قوات النظام والشبيحة والقتال لجانب قوات النظام بجبهات مدينة ديرالزور". ولفتت الشبكة، أن قوات النظام تقوم باستخدام المعتقلين بأعمال السخرة وحفر الخنادق وتعبئة أكياس الرمل لرفع المتاريس على جبهات القتال وخطوط التماس في أحياء المدينة، وتشير مصادر محلية لـ"السورية نت": أن قوات النظام تعتقل حوالي 30 شاباً يومياً من أجل تحصين مواقعها وحفر الأنفاق على جبهات الصناعة والرشدية وفندق فرات الشام. وأكدت المصادر، أن "مجموعة من الشبان قضوا الأسبوع الماضي بعد سقوط المصعد عليهم خلال عملهم بتعبئة أكياس الرمل ورفعها للطابق الثامن ببرج الدهموش في حي الرشدية"، وأوضحت المصادر، أن "عناصر النظام يأخذون الشباب في الصباح معصوبي الأعين، ثم ينزلونهم تحت الأرض لحفر الخنادق، ويمنعونهم من الكلام هناك، بينما يأخذون قسماً آخر إلى شارع المياه لرفع المتاريس"، يذكر أن محافظة دير الزور تخضع بأكملها تقريباً لـ"تنظيم الدولة"، فيما عدا أحياء محدودة من مدينة دير الزور مركز المحافظة، ومطار عسكري، واللواء 137 على طريق دير الزور دمشق.
السورية نت
عدنان أحمد
الجزيرة نت
صالح أبو إسماعيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة