محمد كناص
تصدير المادة
المشاهدات : 3388
شـــــارك المادة
منذ أربعة أشهر، تستمر المعارك في سوريا على الشريط الحدودي مع تركيا من مدينة إعزاز إلى بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، وذلك بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات المعارضة المسلحة المدعومة من طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية. ورغم مرور الوقت، يبقى المشهد في المنطقة تحت طائلة المراوحة في المكان، فمرّة تتقدم المعارضة وأخرى يستعيد التنظيم ما خسره.
وما زال الصراع قائما على امتداد نحو عشرين قرية تنتشر على طول 33 كيلومترا، وبعمق 5.5 كيلومترات، في محاولة المعارضة حرمان التنظيم من منافذه إلى الخارج، وسعي الأخير لتعويض ما خسره في ريفي الحسكة والرقة وريف حلب الشرقي بالتوسع على حساب المعارضة.
وقبل أيام، أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على بلدة الراعي ومنفذها الحدودي مع تركيا، بالإضافة إلى عدة قرى وبلدات ومزارع في محيطها، لكن تنظيم الدولة الإسلامية سرعان ما التف على قوات المعارضة المسلحة واستعاد السيطرة على المنطقة، بل على مزيد من القرى المجاورة التي كان خسرها سابقا. قلة المقاتلين: وفي هذا السياق، يقول العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد التابعة للمعارضة المسلحة والتي تخوض مواجهات ضد تنظيم الدولة، إن عدم التمكن من المحافظة على المناطق التي يُطرد تنظيم الدولة منها يرجع إلى طبيعتها، حيث إنها شبه محاصرة وبالتالي من الصعب استجلاب مقاتلين إليها. ويضيف عثمان أن قلة العدد تجعل عناصر الاقتحام لديهم هم أنفسهم عناصر المرابطة، وبالتالي فالمقاتل الذي يخوض مواجهات مع التنظيم يُطلب منه لاحقا أن يرابط على الأماكن التي كسبها، وهذا أمر يرهقه ويجعله في حالة إجهاد، وهو ما يستغله تنظيم الدولة الإسلامية "الذي يستدعي مقاتلين من مناطق سيطرته القريبة في منبج والباب، ليهاجم بهم عناصرنا المرهقين من المعارك".
كما يشير عثمان إلى أن المنطقة التي يجري عليها الصراع شاسعة ومفتوحة وتتطلب إمكانات هائلة لحمايتها، "كما أن التغطية النيرانية لنا من قبل طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية ليست كافية، وليست بالكثافة التي تمكننا من طرد تنظيم الدولة الإسلامية".
التنازل والاستجرار:
من جانبه، يقول المحلل العسكري فايز الأسمر، إن تنظيم الدولة الإسلامية يتبع تكتيك "التنازل والاستجرار"، أي أنه ينسحب من مناطق معينة حتى يستجلب عدوه إليها ثم يعاود ترتيب صفوفه ويهاجم قبل أن يتمكن عدوه من الاستقرار أو بناء تحصينات فيها.
ويضيف الأسمر أن هذه هي نقطة ضعف قوات المعارضة المسلحة، حيث إنها تتسرع جدا في التقدم مغفلة أمرا عسكريا مهما وهو بناء الخنادق أو إقامة المخافر الأمامية الإنذارية، كما أنها لم تعمد حتى الآن إلى بناء كمائن على الطرق التي يمكن أن يسلكها تنظيم الدولة الإسلامية، وما تفعله هو الاستمرار في تحريك قواتها.
ويرى أن قوات المعارضة بسلاحها المتوفر لديها يمكن أن تحمي المناطق التي تسيطر عليها، إذ طالما أنها تمتلك سلاحا للسيطرة فهي حتما تمتلك القدرة على الحماية، وهذا خطأ يمكن رده إلى تكتيك المعارضة وقيادتها.
ويشير الأسمر إلى أن تغطية طيران التحالف الدولي ليست بالكثافة والقوة الكافية، وما يقدمه طيران التحالف الدولي لما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، أكبر بكثير مما يقدمه لقوات المعارضة المسلحة، وهذا يمكن رده لسياقات وتفاهمات دولية.
الجزيرة نت
عدنان أحمد
أسرة التحرير
الشرق الأوسط
أمين محمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة