داود البصري
تصدير المادة
المشاهدات : 6976
شـــــارك المادة
في نقلة تعبوية مثيرة للسخرية وجدت دبابات بشار الاسد وللمرة الاولى منذ مايقارب الأربعين عاما نفسها على تخوم هضبة الجولان السورية المحتلة إسرائيليا أو المباعة لإسرائيل في الحقيقة من قبل وزير الدفاع السوري السابق (حافظ الأسد) منذ يونيو 1967 بعد أن هرب منها قائد الجبهة السورية وقتذاك اللواء أحمد المير على صهوة حصانه تاركا أثمن موقع استراتيجي بمثابة هدية مجانية لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي أعلن قادته في حكومة مناحيم بيغن الليكودية عام 1981 ضمها نهائيا لدولة إسرائيل رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك الضم.
وهي مسألة ليست مهمة من الناحية الواقعية و الميدانية لأن المجتمع الدولي, وهو منافق و مصلحي في طبيعته, يغض النظر عن أشياء كثيرة و "يغلس" عن أشياء أخرى , بل ويتواطأ في ملفات خطيرة وأهمها الصمت الدولي المريب و المشبوه عن إرهاب الدولة وعن مجازر أنظمة شمولية حقيرة وبائسة ضد شعوبها كجرائم النظام السوري وغيره من الأنظمة التي تهاوت، ولكن بعد تضحيات دموية شعبية رهيبة... ما علينا , لقد تصورنا من خلال تتبع حركة الدبابات السورية الثلاث التي اخترقت خط الهدنة في الجولان بأن بشار الأسد قد باشر بتنفيذ تهديداته الإعلامية السابقة وأختار المكان والزمان لتحقيق نظرية الصمود والتصدي الاستراتيجي التي بشرنا بها نظام البعث السوري منذ عقود ثم تحولت للمستحيلات كالغول والعنقاء و الخل الوفي تماما! فإذا بتوقعاتنا تذهب أدراج الرياح ونتأكد من أن دبابات "جيش أبو شحاطة" ليست في مهمة تحريرية مقدسة كما أنها لا تخبئ خلفها فيالق الحرس الثوري الإيراني أو كتائب حزب حسن نصر الله المتطلعة للتحرير والجهاد ! بل أنها ضلت طريقها وهي تطارد نفرا من الأحرار السوريين في مناطق الموحدين الدروز من أبطال "بني معروف" الذين انضموا لرايات الثورة وقرروا تنظيف سورية الحرة من الأدران الفاشية والندوب الإرهابية. طبعا القيادة السورية المتهاوية وهي تعيش اليوم لحظات ما قبل الانهيار الكبير بعد بروز مؤشرات واضحة لانهيار البنية العامة لجيش النظام تحاول إرسال رسائل معينة و تطلب بشكل إيحائي مساعدة الدولة العبرية في الحرب ضد الثوار على خلفية تحريك الملف الأمني في الجولان وتسليط الضوء على احتمالات مستقبلية لتطور الحالة وتحريك الجمود في ذلك الملف الذي أقفل على ملفاته نظام الأسد كل البوابات بالقفل والمفتاح بعد أن تمت عملية البيع والشراء وهو ما نراه واضحا من خلال عدم حماسة الغرب لرحيل نظام الأسد الضامن الحقيقي والوكيل الشرعي لحماية الحدود الشمالية لدولة إسرائيل!! وهي واحدة من أكثر النقاط أمنا وسلاما في العالم بأسره? وهي قضية لا يمكن أن تحدث من دون التواطؤ العلني و المفضوح من عصابة نظام دمشق , من الواضح إن دخول الدبابات السورية لخطوط الهدنة ثم انسحابها وهروبها السريع كان مجرد حركة استعراضية وإيحائية , فمن يقتل شعبه ويقطع أوصال أطفاله وحرائره لا يمكن أن يكون مشروعا تحرريا أبدا . والنظام بات يخبط اليوم خبط عشواء فطائراته الذليلة والهزيلة لا تجرؤ على الاقتراب من المجال الجوي الإسرائيلي لكنها تتسلل فوق السماء التركية وتمارس قصفها للآمنين في عمق العاصمة دمشق ! وفيالق التخريب والغدر الاستخبارية تمارس جرائمها علنا في لبنان ومن خلال المساعدة اللوجستية لعملاء النظام الإيراني من جماعة حسن نصر خدا , فيما تتآكل الأرض في سورية من تحت أقدام عصابات النظام وتتقلص تدريجيا مساحات الهيمنة السلطوية لصالح توسع مساحات الأرض السورية الحرة في انتظار رصاصة الرحمة من المجتمع الدولي المتردد والباحث عن صفقات مستقبلية مربحة بغض النظر عن دماء السوريين , دبابات الأسد الذليلة في الجولان هي مناظر مقززة لنظام بات يتسول القاصي و الداني من أجل البقاء فيما دماء الأحرار و المجاهدين في الشام تفعل فعلها وتتوحد نحو هدفها المقدس في الإطاحة بعرش الطغيان والجريمة. لن تنفع النظام السوري كل أساليب البلطجة وإرسال الرسائل الإرهابية , لقد أعلنها الشعب السوري الحر بصوت مدو لا لنظام القتل والجريمة والخيانة ومزبلة التاريخ تنتظره بكل شوق.. وهلهولة للبعث السوري الصامد على جثث السوريين والمتوسل بالإسرائيليين.. فتبا وسحقا للقوم المجرمين.
المصدر: السياسة
مجاهد مأمون ديرانية
رضا خليل الجروان
يحيى بشير حاج يحيى
عبد الله الحريري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة