حمزة إسماعيل أبو شنب
تصدير المادة
المشاهدات : 2702
شـــــارك المادة
يحاول النظام السوري وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة كسر إرادة الثورة السورية وثوارها الميامين من خلال ارتكاب المجازر بطريقة أقل ما توصف به أنها مريبة، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتكبت في حي كرم الزيتون في مدينة حمص عاصمة الثورة السورية ضد عائلة سورية آمنة في بيتها، ليقوموا بتعذيبهم وذبحهم بالسكاكين والآلات الحادة فيقتلوا رب الأسرة وزوجته وأطفاله الصغار حتى يقولوا لأهل حمص وشعب سوريا المنتفض هذا هو المصير الذي سيواجهكم. إنها حرب الإبادة ضد من خرج لينتفض ضد مقاومة وممانعة الحريات في بلده، ضد من قاد محور قمع وذبح الشعب من أجل أن يبقى في سدة الحكم ليحافظ على هذا النظام الذي وقف في وجه المؤامرات الشعبية والجماهيرية التي خرجت لتطالب بالحد الأدنى لحقوقها التي سلبت من أجل المقاومة والمانعة التي طالما كانت شعار النظام الساقط -بإذن الله-.
سحق المعتدين على محور الممانعة والمقاومة وذبحهم وإنزال الدبابات لتدك بيوتهم وتقصف منازلهم وتقتل أطفالهم وترمل نساءهم وتيتم بناتهم. صوت مدافع الدبابات والطلقات النارية ومسيرة تشييع الشهداء والبيوت المدمرة والمختطفين والمفقودين، هذه هي الأخبار التي ترد كل يوم من سوريا، وهي السمة اليومية للثورة السورية ضد الطاغية وجيشه الذي يخوض حرب تحرير شاملة لاستعادة المناطق المحتلة من قبل الشعوب السورية في حمص وحماة وريف دمشق وإدلب، في معركة يثبت فيها الطاغية وأعوانه أنه يستحق وعن جدارة أن يكون راعي وقائد المقاومة وحامي الديار من ثورة يعمل الجميع ويدرك بأنها هي مفتاح تحرير القدس، وأن نجاحها يعني أن موعد تحرير فلسطين قد بات قريباً وإن الاحتلال الصهيوني سيكون صاغراً أمام سوريا بعد الثورة. كيف لا يكون صاغراً والطاغية يطبق كل ما طبق الاحتلال ضد أبناء شعبنا في فلسطين، فمشاهد القتل التي كان يشاهدها العالم عبر الفضائيات ومناظر البيوت المدمرة والعائلات المشردة في المنفى بين دول الجوار هي مشاهدات متكررة في كرم الزيتون وفي كافة أنحاء سوريا بل أفظع بعشرات المرات مما شهدناه نحن في غزة وأحيائها، ولعل حي الزيتون كان من أكثر الأحياء تعرضاً للقتل والدمار والتشريد من غيره من أحياء مدينة غزة. نعم، النظام السوري فاق الاحتلال في قمعه لأبناء شعبه الثائرين والمنتفضين ضد ممانعته، وعندما نقول بعشرات المرات فهذه ليست مبالغة، بل وحقيقة تتحدث بها الأرقام، فخلال العشرة أعوام الماضية سقط ما يقارب السبعة آلاف شهيد على يد الاحتلال الصهيوني في فلسطين كافة، وإن كان قطاع غزة له نصيب الأسد بعدد الشهداء، السبعة آلاف رقمٌ تجاوزه طغاة سوريا في أحد عشر شهراً من عمر الثورة السورية. إنها حرب إبادة وبعدها أصبح واضحاً دون جدال أنها حرب ضد أهلنا السنة في سوريا يقودها المجوس وأعوانهم ومن لف لفيفهم من شيعة طهران ومرتزقة حزب الله الذي يشاركون بكل قوة في ذبح السوريين في محاولة لربط القضية في منحنى عقائدي بحت، رغم الاختلاف بين العلويين وبين الشيعة الاثني عشرية التي تكفر العلويين (النصيرية)، ولكنها تشترك اليوم في ذبح سنة سوريا، هي حرب الإبادة التي يحاولون فرضها، ذات البعد العقائدي، هي نفس الحرب التي كانت تشن ضد فلسطين وأهل غزة ذات البعد العقائدي وصراع الوجود بين أهل فلسطين وبين اليهود. لا أعتقد أن الصمت اليوم قد ينفع بل أصبح الصمت عاراً أمام ما يجري لأهنا في سوريا بعد مشاهدة هذه المجازر التي ترتكب كل يوم، فلا أعتقد بأن من يذبح شعبه سيكون له خير في تحرير الشعوب الآخرين، وأن من يساند هذا الطاغية ويقدم له الدعم الكامل من أفراد وأسلحة وأموال سيكون هناك خيرٌ في أموالهم أو سلاحهم أو التحالف معهم، فكيف سينصرون القضية الفلسطينية وهم يسحقون من كانوا درعاً وسنداً لأهل فلسطين عبر التاريخ والعصور الفائتة. كان هناك للأسف حديث مؤسف للأمين العام للجهاد الإسلامي رمضان شلح قبل يومين في طهران، فقد مجّدهم وجعلهم رواد المقاومة، وقد نسي شلح أن المقاومة في فلسطين منذ احتلالها لم تتوقف قط وأن التاريخ يبدأ من عند طهران، ونسي شيخ المجاهدين الذي يُذبح أهله اليوم في سوريا الشيخ عز الدين القسام، ونسي عبد القادر الحسيني وثورة البراق ومحطات كثيرة في حياة المجاهدين في فلسطين لم ولن تكون إيران جزءاً منها. أما الأكثر أسفاً هو نية رئيس الوزراء الفلسطيني الأخ والمجاهد الكبير أبو العبد هنية خلال جولته الخارجية في منطقة الخليج رغم محاولته التوازن من خلال زيارته للبحرين ودعم الاستقرار فيها، ولكن هذا غير كافٍ في هذه الظروف وهو لا يعبر عن رغبة شعبية في هذه الزيارة، كم كنت أتمنى ومعي الكثيرون بألا تذهب يا أبا العبد فقد تخسر ما جلبته باليمين حين تحط طائراتك في طهران لتخسرها بالشمال. لقد نجح الاستعمار في تفريق الشعوب العربية وجعل كلاً منها يفكر في نفسه ويقول هذا شأن داخلي، وهذا لا يخصنا، وهذا وقف معنا، فليذبح شعبه هم أحرار، هذه المصطلحات بدأت بالانتشار بين الشباب المسلم والذي أصبح بعضهم يخلط بين العقيدة والسياسة، أصبح بعضهم يبرر الصمت والسكوت بأنه لا يمكننا أن نكون جزءاً من المعادلة، قد نسوا بأننا جميعاً مؤمنين وأن واجب الأخوة في الإيمان هو النصرة ولو بالكلمة. أهلنا في الشام لا يغرنكم من خذلكم فالحسم قد قرُب والنظام قد أفلس فلا ناصر لكم اليوم بعد الله إلا سواعدكم وصمودكم، فلا تلتفتوا كثيراً لمجلس الأمن أو جامعة الدول فجيشكم الحر وصبركم وشهداؤكم هم من سيحققون لكم النصر -بإذن الله-.
المصدر: موقع المسلم
محمد السلمي
خالد مصطفى
خالد عبد العزيز الحماد
محمد بسام يوسف
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة