..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

روسيا.. احتلال جديد يرسم حدود المصالح السياسية

عامر شهدا

٤ أكتوبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3114

روسيا.. احتلال جديد يرسم حدود المصالح السياسية
650_433_0144386948391016.jpg

شـــــارك المادة

بدماء الأطفال والنساء ترسم الطائرات العسكرية الروسية خريطة جديدة لسورية، تتأصل فيها مناطق النفوذ الروسي والإيراني، تطبيقاً لمشروع أطلق عليه بشار الأسد بـ"سوريا المفيدة"، والتي ستكون أبرز مقوماتها الانسلاخ عن المناطق الداخلية كمشروع لحل سياسي ما للأزمة السورية.

 

حيث تمتد "سوريا المجدية" من الساحل السوري إلى العاصمة دمشق مروراً بالقلمون وحمص وأجزاء من حماة، وبنسبة تقارب 25 % من مساحة الجغرافية السورية، وذلك بعد تسليم كل من موسكو وطهران باستحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وتمكين الأسد من استعادة المناطق التي خسرها خلال السنوات الماضية.
دشن الطيران الروسي عدوانه على سوريا بسلسلة مجازر في ريف حمص الشمالي، راح ضحيتها أكثر من 35 شهيداً مدنياً، بينهم نساء وأطفال، بعد أن تعمدت طائرات بوتين استهداف مناطق مدنية تبعد عن أماكن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" 50 كيلو متراً، ليأتي دور الأسد بعد أقل من 24 ساعة، حيث وجهت قواته إنذارات بـ"الإخلاء" إلى قرى " جوالك وسنيسل والمحطة " غرب مدينة "تلبيسة"، والتي تعتبر منطقة فاصلة بين سيطرة الثوار والنظام في ريف حمص الشمالي.
روسيا ترسم حدوداً لـ"منطقة آمنة":
وعلّق الدكتور "برهان غليون" مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة "السوربون" الفرنسية على موضوع التهجير في ريف حمص الشمالي بأن موسكو ترسم حدوداً لـ"منطقة آمنة" تمتد من مناطق سيطرة النظام في الساحل السوري إلى دمشق، وأوضح "غليون" في تصريح لـ"أورينت نت" أن الهدف من قصف الطائرات الروسية للمناطق السكنية في ريف حمص الشمالي، وما تبعه من إنذار النظام بتهجير أهالي عدة قرى هي استكمال لخطة الأسد بتوسيع الشريط الآمن لحدود "المحمية الروسية الإيرانية" التي تطبخ في كل من الكرملين وقم.
وأكد "غليون" الذي تولى سابقاً رئاسة المجلس الوطني السوري أن الهدف الحقيقي للتدخل الروسي العسكري المباشر في سوريا هو حماية نظام الأسد فقط، وليس محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" كما تدعي موسكو، مشيراً إلى أن سوريا دخلت دائرة صراع النفوذ والمصالح السياسية على حساب الشعب السوري.
تخوفات من عمليات روسية إجرامية في الغوطة الشرقية:
واتهم أمريكا والغرب بالتواطئ مع روسيا؛ في حال لم يتم نقل ملف التدخل الروسي إلى مجلس الأمن خلال أيام، لطلب وقف العدوان على سوريا، الذي طال فقط المدنيين وكتائب الجيش الحر التي حاربت تنظيم داعش.
ورجح أن تمتد الغارات الروسية إلى مناطق في جنوب سوريا وريف دمشق، في حين أبدى تخوفه من حدوث عمليات إجرامية في الغوطة الشرقية بالتحديد، كونها على تماس مباشر مع عاصمة "المحمية الروسية الإيرانية"، واستبعد غليون في ختام حديثه الصدام العسكري المباشر بين أمريكا وروسيا في سوريا، مشدداً على وجود تفاهم لفرض الحل العسكري بدلاً من السياسي.
روسيا تمارس "تطهيراً عرقياً" في سوريا:
من جهته، اتهم الأكاديمي السوري الدكتور "يحيى العريضي" روسيا بممارسة "تطهير عرقي" (Ethnic cleansing) في سوريا، من أجل تدعيم حدود "دولة الوصاية" التي ستكون بمثابة نقطة البداية في تقسيم سوريا وشرذمتها، واعتبر العريضي في حديثه لـأورينت نت" أن الاستهداف الروسي المدروس للمناطق السكنية وما ألحقه النظام بقرار إخلاء بعض المناطق في ريف حمص الشمالي، يؤكد أن روسيا تكمل ما بدأته إيران بتوسيع الشريط الآمن لحدود دولتهم في سوريا.
وقال ":إنه عندما يكون الهاجس الأساسي للعصابات الحاكمة هو البقاء والهروب من وجه العدالة الدولية، على خلفية ارتكابها جرائم لم تشهدها من قبل الإنسانية، فإنها ستجد نفسها بكامل الاستعداد لاستخدام أية وسيلة لانجاز تلك الأهداف المريضة"، ويعتقد العريضي أن بوتين قام بعملية "القصف التمهيدي" في خطابه بمجلس الأمن، قبل ساعات من تحرك طائراته الحربية لتضرب المدنيين، مشدداً على أن داعش خارج حسابات "الكرملين" كلياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الغارات طالت أيضاً فصائل حاربت تنظيم الدولة الإسلامية.
كما لفت إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين التي شككت بنوايا موسكو في سوريا، إلى جانب رفض الدعوة الروسية بدعم نظام الأسد على أنه المؤهل الوحيد لمحاربة داعش ميدانياً، عازياً ذلك إلى أن العالم كله يعلم أن عصابة الأسد وداعش هما وجهان لعملة واحدة.
وفي رده على سؤال عن مدى نجاح الخطة الروسية بإقامة دويلة موالية لها ولإيران في سورية، رأى أن حالة الفراغ السياسي الدولي والأقرب إلى التواطؤ، ستمكن روسيا من تحقيق نجاح مؤقت في ضمان أمن هذه الدولة ووقف تقدم الثوار باتجاه حدودها، مستدركاً " أن هذه الدولة لن ترى النور سوى في مخيلة من وضعها، لعدة عوامل أبرزها تغييب الوقائع الميدانية على الأرض، وغياب الامتداد الطائفي المتكامل في تلك الدولة، إلى جانب فقدانها لأهم مقومات الحياة والاستمرار.
وختم العريضي حديثه أن روسيا تحاول تعزيز حضور بلاده في سوريا، لضمان حماية نفوذها ومصالحها في المنطقة، تمهيداً لأي حل سياسي قد تفرضه بعد قرابة خمسة أعوام من العمليات الإجرامية لقوات الأسد ضد الشعب السوري.
يشار إلى أن أبرز كتائب الثوار في ريف حمص أصدرت بياناً حول العدوان الروسي، أكدت فيه أن موسكو تحولت من مدافع عن قاتل الأطفال إلى قاتل مجرم.
وحمل البيان توقيع "حركة تحرير حمص وجيش التوحيد وفيلق الشام ولواء رجال الله و تجمع سيوف الحق والقيادة المشتركة للتنسيق العسكري في الرستن"، وأكد أن العدوان الروسي لم يستهدف أية قوى متطرفة، بل هدفه تهجير المسلمين السنة من كافة مناطق حمص، وذلك لتسهيل التقسيم الجغرافي والديموغرافي، ما يعتبر جريمة في كل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية".
تحضيرات لعملية عسكرية بغطاء جوي روسي تبدأ في سهل الغاب:
بدوره أكد المحلل العسكري العميد "أحمد رحال" لـ"أورينت نت" أن الضربات الروسية استهدفت مناطق سكنية في حمص وحماة واللاذقية، كما طالت الغارات الخطوط الدفاعية الأولى لقوات الجيش الحر المدعومة والمدربة أمريكاً، لافتاً إلى أن الضربات مستودعات صواريخ التاو الأمريكية، واتفق "رحال" مع غليون والعريضي بأن موسكو عبر ضرباتها الجوية تحاول تأمين حدود "سوريا المفيدة"، وشدد على وجود مخطط لإخلاء السنة من الشريط الحدودي لتلك الدولة.
وكشف "رحال" عن وجود حشود عسكرية لقوات إيرانية وميليشياتها الطائفية في نادي الفروسية واللواء 47 في مدينة حماة، بهدف التحضير لشن عملية عسكرية بغطاء جوي روسي ستكون بدايتها استعادة المناطق التي خسرها الأسد وميليشيات إيران مقابل جيش الفتح في سهل الغاب.
وأوضح أن روسيا تستخدم لقصف المناطق المدنية القاذفتان من طراز "سوخوي 25" المعروفة باسم "فروغفوت" ، و"سوخوي 24" المعروف بـ"فينسر" وتستخدم للقصف الثقيل والتي تحمل 12 طناً من المتفجرات ، إضافة الى مشاركة قاذفات "سوخوي 34" المتطورة، و "سوخوي-27" وهي مقاتلة وقاذفة معاً.
التدخل الروسي سيغري كل التنظيمات والفصائل المتطرفة بالتوجه إلى سوريا:
ولفت إلى أن الغرب يخطئ في تفهم العملية الروسية، لأنها ستدفع كل التنظيمات والفصائل المتطرفة بالتوجه إلى سورية وقتال الروس، خصوصاً تلك التي ترغب بالثأر من سنوات الاضطهاد والقمع والقتل إبان الاتحاد السوفياتي، مشيراً في هذا الشأن إلى أن "جيش المهاجرين والأنصار" الذي غالبيته الساحقة من جنسيات شيشانية وأوزبكية وطاجيكية وتركستانية وقوقازية انضم مؤخراً إلى صفوف "جبهة النصرة"، بعد انشقاقه عن تنظيم الدولة "داعش"، مشترطاً أن تكون عملياته العسكرية على الخطوط الأولى لقتال القوات الروسية.
يذكر أن وزارة الحرب الروسية أكدت قبل أيام أن عدد وحدات القوات الجوية التي تشارك بالعملية العسكرية في سوريا، أكثر من 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحرية ومظليين ووحدات من القوات الخاصة، وكانت الصحافة الروسية تحدثت عن وجود 1700 جندي على الأقل، في حين أشارت مصادر أميركية إلى وجود حوالي 2000 رجل مع الطيارين وعمال الصيانة.

 

 

 

 

أورينت نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع