يزن شهداوي
تصدير المادة
المشاهدات : 2936
شـــــارك المادة
لا يقتصر أذى الشبيحة على قتل السوريين أو تعذيبهم، فهم يفرضون إتاوات على التجار لتأمين بضاعتهم عند نقلها من منطقة إلى أخرى، ويضطر التجار لتحميل هذه المبالغ على سعر بضائعهم، ما يضاعف أعباء السوريين.
"الترفيق" مصطلح عاصره السوريون خلال ثورتهم وهو ينتشر في مناطق سيطرة النظام، ويعني اضطرار السكان لدفع إتاوات ورشى للشبيحة لتأمين الشاحنات التي تنقل بضائعهم من منطقة لأخرى، وحمايتها من التفتيش او التوقيف أو مصادرة البضائع في الحواجز ونقاط التفتيش.
ويؤكد كريم، وهو سائق شاحنة بضائع على الطريق الواصل بين حماة ولبنان، أنه يقوم بدفع "رسوم ترفيق" بمبالغ تصل إلى ستين ألف ليرة سورية (275 دولاراً) لإيصاله من مدينة حماة إلى مدينة حمص فقط، ومن ثم يتابع دفع مبالغ أخرى إلى شبيحة النظام في مدينة طرطوس ثم إلى حمص من جديد ليتابع طريقه بسلام نحو لبنان.
ويقول السائق في حديث للجزيرة نت "يوفر الترفيق مخاطر مصادرة النظام لشاحنتي والبضاعة التي بداخلها، كما أنه يوفر لي الحماية من الذل والإهانة التي يتعرض لها السائقون بشكل دائم على حواجز النظام على خط حماة -حمص-لبنان، وخاصة شبيحة القرى الموالية المنتشرة على هذا الطريق الذي غالبيته من القرى العلوية الموالية لنظام الأسد".
أما أبو حسين -(تاجر أدوات زجاجية في حماة وحمص) فيؤكد أن الرسوم التي يدفعها لشبيحة النظام من أجل حماية نقل بضاعته تنعكس بشكل مباشر على تكاليف البضائع ما ينعكس سلباً على المواطن التي يتحمل عبء هذه التكاليف بأكملها، ولا خيار آخر أمامه.
مردود كبير: ويردف للجزيرة نت قائلاً "شبيحة النظام المسؤولون عن الترفيق على طريق حماة-حمص يصل مردودهم المادي بشكل يومي إلى مليون ليرة سورية وربما أكثر، وذلك بسبب عبور عشرات الشاحنات بشكل يومي عبر ذلك الطريق الواصل بين حماة وحمص ودمشق ولبنان".
ويتابع "نقل شحنة واحدة إلى مدينتي طرطوس أو اللاذقية يكلف أكثر من 150 ألف ليرة سورية، وذلك نتيجة كثرة حواجز النظام والشبيحة على طريق بيت ياشوط الواصل إلى هاتين المدينتين، كما أن هذا الطريق بشكل خاص هو الأكثر عرضة لخطف السائقين والشاحنات وكذلك البضائع من قبل شبيحة القرى الموالية للنظام التي تتمركز على أطراف ذلك الطريق".
أما مهند (أحد أهالي مدينة حماة) فيؤكد أن الخاسر الوحيد جراء ما يخترعه النظام من أساليب لنهب التجار والمواطنين هو المواطن السوري فقط، فجميع التكاليف التي يدفعها التجار لشبيحة النظام تخرج من ذمة المستهلك وفق تعبيره.
ويكمل "أصبحت المعيشة في سوريا تماثل معيشة دول الجوار الغالية مثل لبنان والأردن، ولكن بمردود لا يكاد يبلغ 30% من كلفة المعيشة، فمعيشة العائلة في حماة أو حمص أصبحت بحاجة إلى أكثر من ثلاثين ألف ليرة سورية، في حين أن رواتب العاملين في هذه المدن لا تصل إلى 15 ألف ليرة بل وأحياناً تقل عن عشرة آلاف".
الجزيرة
الجزيرة نت
العصر
الشرق الأوسط
السبيل
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة