..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

مسار موازٍ بين التصعيد الروسي وعمليات المعارضة السورية المسلحة

أحمد حمزة

١٦ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6986

مسار موازٍ بين التصعيد الروسي وعمليات المعارضة السورية المسلحة
2130e37c3bc76f49659ee6da.jpg

شـــــارك المادة

يبدو كأن التصعيد الروسي في سورية على شاكلة زيادة التحشيد العسكري، البري والبحري والجوي، لا يُقابَل سوى بالمزيد من التصعيد على جبهة المعارضة السورية المسلحة، فكلما زادت الأنباء عن الدعم العسكري الروسي في الساحل السوري، ارتفعت وتيرة عمليات الفصائل السورية التي تقترب بالتحديد من مواقع القوات الروسية المستجدة في اللاذقية وريفها.

 

بحسب هذه القاعدة، بات بالإمكان توقع حصول تصعيد عسكري كبير من قبل المعارضة المسلحة، على ضوء إعلان واشنطن، أمس الثلاثاء، أن المساعدات الروسية إلى سورية "قد تكون لبناء قاعدة جوية فيها"، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس، والذي قال "لقد شاهدنا مؤشرات في الأيام الأخيرة إلى أن روسيا قد نقلت أناساً ومواد إلى المنطقة المحيطة باللاذقية، والقاعدة الجوية الموجودة هناك، كلها توحي بأن هنالك نية لتأسيس نوع من قاعدة عمليات جوية متقدمة".
تحدّي السوريين:
وزاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منسوب تحدّي السوريين، فدافع بشدة عن المساعدات العسكرية من بلاده لنظام الأسد، بقوله إنه من المستحيل دحر تنظيم "داعش" من دون التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، غافلاً واقع أن أكثر من يحارب "داعش"، هي التنظيمات السورية المعارضة، لا النظام السوري.
وأضاف بوتين في تصريحات متلفزة "ندعم الحكومة السورية في حربها ضد العدوان الإرهابي.. نعرض وسنواصل عرض تقديم المساعدة الفنية العسكرية اللازمة"، وأردف قائلاً "من دون مشاركة فاعلة للسلطات السورية والجيش، فإنه من المستحيل طرد الإرهابيين من ذلك البلد ومن المنطقة ككل أو حماية الشعب السوري متعدد الأعراق والطوائف من الدمار".
ووصل دور بوتين في تصنيف البشر وفق قواعد ومعايير موسكو ودمشق لـ"المعارض الجيد" و"المعارض السيئ"، بإشارته إلى أن الأسد "مستعد لإجراء تحولات سياسية وإشراك جزء صحي من المعارضة" السورية، مدعياً بأنه "من دون الدعم الروسي لسورية، فإن الوضع قد يكون أسوأ من ليبيا، وسيكون تدفق المهاجرين أكثر".
تصعيد روسي قابلته فصائل المعارضة المسلحة، خصوصاً "جيش الإسلام"، بإحراز تقدم بارز في ريف دمشق، غير مسبوق، لجهة سيطرته على عشرات النقاط العسكرية للنظام، وكذلك قطع أوتوستراد دمشق ـ حمص الدولي، والذي يُعدّ شريان حياة قوات النظام، بين العاصمة وحمص والساحل، كذلك فإن فصائل المعارضة على تخوم الساحل بدأت تحركاً عسكرياً يوم الأحد، وإن بدا محدوداً حتى الآن، سيطرت خلاله على تل قبر حشيش وتل الزراعة وتل جبّ الأحمر.
مناطق ذات أهمية:
وتقع هذه المناطق جنوبي قمة النبي يونس، ذات الأهمية الفائقة، والتي تُعتبر الأعلى بين قمم ريف اللاذقية، وترتفع أكثر من 1500 متر عن سطح البحر، وتطل على مناطق واسعة في جبلي الأكراد والتركمان غرباً، ومناطق سهل الغاب شرقاً.
ومع أنه لا يُمكن الجزم بإمكانية استمرار هذه المعارك لتصل حدود قمة النبي يونس فعلاً، فإن في تحرّك مقاتلي المعارضة الأخير، رسالة على ما يبدو للنظام ومن خلفه موسكو، بأن المدّ الروسي على سواحل اللاذقية شرقي المتوسط، يقابله جَزرٌ في العمق الاستراتيجي للأراضي الخاضعة لمحورهم، ويعتبر في هذا الصدد، المحلل أحمد رحال، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "تقدم جيش الإسلام الأخير في ريف دمشق سيدقّ مسماراً مهمّاً في نعش الدويلة التي يجري الحديث عنها، وأن قطع الأوتوستراد الدولي الذي يصل العاصمة بحمص وحماه والساحل، يعني محاصرة النظام داخل دمشق.
بالتالي فلا منفذ له خارجها، وفق الظروف الحالية، إلا نحو لبنان"، ما يعني أن فتح المعارضة لمعركة في الساحل، سيُعمّق من دون شك جراح الأسد التي يحاول تضميدها بخبرات ومعدات روسية، وإذا ما بات معلوماً بأن محور دمشق ـ طهران ـ موسكو، يركّز جهوده الحربية لضمان السيطرة على العاصمة وريفها، الممتد شمالاً على طول الحدود اللبنانية بالإضافة لحمص والساحل، فإن تقدم فصائل المعارضة أخيراً، وفي حال استمرت بنفس القوة، سيدعو الأطراف الثلاثة لإعادة حساباتهم، وبذل جهودهم للحفاظ على الحد الأدنى من "سورية المفيدة".
بموازاة التقدم الميداني لقوات المعارضة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، أن "بلاده ستواصل دعم النظام عسكرياً، وأن الإمدادات العسكرية مستمرة ومتواصلة، ويرافقها حتماً مختصون روس، يساعدون في تركيب العتاد وتدريب السوريين على كيفية استخدام هذه الأسلحة"، كذلك كشف مسؤولون أميركيون لوكالة "فرانس برس"، أن "سفينتي إنزال وصلتا إلى مرفأ طرطوس"، مؤكدين أن "الروس ربما يقومون ببناء قاعدة جوية متقدمة".
قواعدة عسكرية روسية:
ولروسيا قاعدة عسكرية في الساحل منذ عقود، لكن الحديث يدور عن قاعدة جديدة لمطار حميميم الداخلي، الجاري العمل على تحويله إلى مطار دولي، علماً أن المطار المذكور معروف أيضاً بأسماء "مطار جبلة"، و"مطار اللاذقية"، و"مطار باسل الأسد"، والواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوبي مركز محافظة اللاذقية، ويبعد عن الشريط الساحلي أقل من ثلاثة كيلومترات.
وفي السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي لتنسيقية اللاذقية، والملقّب بـ "أبو فيصل"، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "معلوماتنا تفيد بأن ضباطاً وخبراء فنيين روساً متواجدون في مطار اللاذقية، بهدف توسعته وإنشاء مدرج جديد، لأن المطار أُنشئ أساساً للاستخدام المدني، والمدرج الحالي غير قادر على التعامل مع الطيران الحربي النفاث الذي يحتاج لمدرجات كبيرة، واستقبال طائرات ميغ أو سوخوي".
وتشير كل تلك المعطيات إلى أن الوضع الميداني في البلاد، بات على أبواب مرحلة جديدة، في ظل تسارع التطورات، والتي تسعى مختلف الأطراف للتأثير فيها، عبر استخدام أوراقٍ أحجمت عنها في مراحل سابقة، أو ادخرتها لمرحلة حساسة مثل هذه، ويتزامن تسخين مجرى المعارك مع خفوت صوت الحل السياسي، على الرغم من تحركات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الأخيرة.

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع